دعَاةُ العولمة!
سيف الدين المجدر
الزراعة أساس الحياة ومن أهم عوامل الصمود في المواجهة، ومصدر القوة العظمى في جميع الحروب التي مرت بها البشرية على مر التاريخ.
ولو نظرنا في واقعنا الحالي، فمن المستحيل أن نجد دولة عظمى ليست مكتفية ذاتياً من الغذاء، أو لا تمتلك مخزوناً هائلاً من الحبوب، تحسباً لأي معركة مع أعدائها، وتحسباً لأي ظروف استثنائية، بيئية كانت أم صحية.
لماذا نحن العرب أقنعونا بأنه لا يمكن أن نكتفي ذاتياً من الغذاء، وبأنه ولا بد أن نبقى مستهلكين فقط؟! وكيف زرعوا في عقول المنظرين في بلادنا أنه لا يمكن التوجه في مسار الزراعة، بحجة أنه لا يوجد مخزون مياه كافٍ لتحقيق الاكتفاء الذاتي؟!
نعم، إنه التفكير “العلماني” الذي قطع الحبل بيننا وبين ملك السموات والأرض. إنهم دعاة العولمة الذين أدخلونا في حرب مع الله الذي خلقنا، من إقرار قوانين تتيح التعامل “بالربا”، إلى الإيمان بالماديات والتكذيب بالمعجزات الإلهية، نعم إنها هي تلك العولمة، التي أوصلت الدول العربية إلى هذه الحالة، فأصبحت بذلك دولاً هشة، هزيلة لا تقاوم ولا تصمد أمام أصغر هجوم أو غزوٍ خارجي، ناهيك عن الأنظمة التي وضعت لإدارة مشروع تدمير قوة هذه الدول، التي أصبحت اليوم في مستنقع العمالة المخزية.
بفضل ثورة 21 أيلول/ سبتمبر.. نحن نتجه الآن في مشروع البناء للبلاد، بأرواح تؤمن بالله وتستشعر معجزاته في ساحات العمل، وأن ذلك الإيمان هو أعظم عامل في تماسك وقوة هذا المشروع، ويجب على الذين يعزفون على أوتار العولمة أن يعودوا إلى الله، ويقرؤوا آياته، ويتطهروا من رجس الثقافات التي غَرست في أرواحهم هذه الأفكار الخبيثة التي فيها ما يدعو إلى الكفر وتولي الشيطان والطواغيت، كما تدعو إلى الانسلاخ من هويتنا الإيمانية.
التحية لأولئك الثوار في ساحات التنمية بمختلف مجالاتها، الأبطال الذين يسعون لبناء بلادهم، ويصنعون من إمكانياتهم البسيطة، معجزات عظيمة باتت تتجلى على أرض الواقع، وأن الشعب كل الشعب هو في هذا المسار، مسار التنمية والبناء الذي يحقق لنا العزة والكرامة، ويغيظ الغزاة والمحتلين، ويغيظ دعاة فصل الدولة عن الدين.
قال تعالى: “وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلْحَقُّ أَهْوَآءَهُمْ لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ بَلْ أَتَيْنَٰهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ”.