ف. تايمز: لا رابح في الأزمة الخليجية.. وبن سلمان الخاسر الأكبر
الهدهد / متابعات
بعد أن استغرقت أكثر من ثلاث سنوات لحلها، لم يخرج أحد منتصرا من أطراف الأزمة الخليجية الخمسة، قطر والسعودية والإمارات والبحرين ومصر، وفقا لصحيفة “فايننشيال تايمز” البريطانية.
وقالت الصحيفة إن الدول الخمس قررت التحرك في النهاية لحل نزاع وصفته بأنه “غير محتشم وغير عادي”. وأعلنت السعودية عن رفع الحظر الجوي والبحري والبري الذي فرضته على قطر، وتبعتها البحرين والإمارات ومصر.
وبحسب الصحيفة، لم يكن هناك منتصر في المواجهة، فقد دفعت كل الأطراف الثمن الإنساني والمالي.
فقد خسرت الشركات السعودية سوقا للتصدير، وخسرت الإمارات التجارة والسياحة. وعانى كلاهما من تضرر في السمعة.
كما تعرض مجلس التعاون الخليجي، الذي كان الكتلة التجارية الوحيدة الفاعلة بالمنطقة للضعف وتقويض مهمته. وانكسرت الوحدة وحرية العمل والحركة بين دوله الست.
وترى الصحيفة أن الانفراج المفاجئ يبدو أنه نتيجة مباشرة لهزيمة الرئيس “دونالد ترامب” في انتخابات الرئاسة الأمريكية، وضغوطه في نفس الوقت على أطراف الأزمة.
وفي حين أن إدارة “ترامب” كانت قد بدأت في الضغط على دول الخليج لحل النزاع، إلا أن وصول “جو بايدن” إلى البيت الأبيض هو ما دفع السعودية للعناق مع قطر، وفق الصحيفة البريطانية.
فبوجود “ترامب” كان ولي العهد الأمير “محمد ن سلمان” يثق في دعم واشنطن له مهما أقدم على خطوات كارثية.
ولكن اليوم، يدرك “بن سلمان أنه يحتاج أن يحصل على رصيد مع فريق “بايدن” الذي انتقد علنا انتهاكات حقوق الإنسان بالمملكة ووعد بإعادة تقييم العلاقات بين البلدين، وكان حل الأزمة مع قطر هو الثمرة اليانعة والسهلة المتوفرة أمامه.
ورغم ذلك، دعت الصحيفة البريطانية ألا يتوقف الضغط أو التدقيق في النشاطات الشائنة التي حدثت في ظل قيادة ولي العهد السعودي، من الاعتقال التعسفي لعدد من رجال الأعمال والمدونين والناشطين، إلى قتل الصحفي “جمال خاشقجي”، والحرب الكارثية في اليمن.
ونوهت إلى أنه في الشهر الماضي، حكمت محكمة سعودية على الناشطة “لجين الهذلول” بالسجن لمدة ستة أعوام تقريبا رغم الشجب الدولي، مؤكدة أنه “إذا كان ولي العهد يسعى لإعادة تأهيل سمعته الملطخة، فإن أمامه الكثير من العمل للقيام به”.