ما بعد الحصاد
الهدهد / مقالات
محمد صالح حاتم
بعد أن انتهى العامُ الزراعي في معظم محافظات ومناطق اليمن وتم حصاد الثمار والمحاصيل الزراعية، وتم دفع الزكاة امتثالاً لقولة تعالى: (آتُوا حَقّه يَوْم حَصَاده) والذي كان موسمَ وفير وخير كبير بفضل الله سبحانه وتعالى الذي جاد علينا العام الماضي بأمطار خير وبركة لم تشهدها اليمن من قبل.
وبما أننا في أَيَّـام الشتاء والتي تعتبر فترةَ استراحة للأشجار لتستعدَّ للموسم القادم، فَـإنَّ على جميع المزارعين القيامَ بعملية حراثة الأراضي الزراعية وتقليبها وكذا تسميدها بالسماد البلدي المكون من مخلفات الحيوانات والتي تم تجميعُها طيلة العام الماضي كما كان يقوم بها الآباء والأجداد، وليس هذا وحسب، بل القيام باستصلاح الأراضي الزراعية الصالبة التي كانت متروكة من قبلُ، وصيانة مجاري وقنوات السيول (المساقي) ونصب أعرام الجرب الزراعية، لاستقبال السيول وحفظ مياهها.
وتوفير وتجهيز البذور للمحاصيل النباتية (القمح- والحبوب بأنواعها التي تتناسب مع الموسم القادم-والبقوليات والخضار وغيرها).
وعلى الحكومة ممثلةً في وزارة الزراعة والري ومكاتبها التنفيذية في المحافظات والمديريات تقييمُ عملها للعام الماضي والاستعدادُ للعام الزراعي الجديد، من خلال خطة عمل مدروسة وفق الإمْكَانيات الموجودة، وأن يتم الاستعدادُ من قبل الإدارة العامة لوقاية النباتات لحماية التباتات ووقايتها من الآفات والأمراض التي أُصيبت بها العام الماضي، ومنها أشجار العنب والتي أُصيبت بأمراض أَدَّت إلى خسائرَ كبيرة في كمية الإنتاج، وأن يتم تلافي الأخطاء والقصور التي حصلت في العام الماضي.
وعلى الجميع الاستعدادُ للعام الزراعي الجديد -مزارعين ومسؤولين وإدارات وجمعيات واتّحاداً تعاونياً زراعياً وغيرها-، وأن يتم رفعُ حالة التأهب القصوى من قبل الجميع، وأن يساهم الكل في أن يكونَ عاماً زراعياً مختلفاً عن الأعوام الماضية، بحيث نحقّق الأمنَ الغذائي للبلد.