مهلا أيُّها الأمريكيون : فأنتم مجرمون وإرهابيون ودجالون وهذا ما فعلتموه في اليمن
الهدهد / مقالات
عبدالرحمن الأهنومي
منذ ستة أعوام تتعرض اليمن لعدوان عسكري غاشم تقوده أمريكا على رأس تحالف دولي وإقليمي مكون من 22 دولة, أعلن في 25 مارس/ آذار 2015، «من واشنطن عاصمة الولايات المتحدة» بدء عمليات عسكرية جوية وبرية وحصار بحري أُطلق عليها اسم عاصفة الحزم بذريعة إعادة «الرئيس» الذي فرَّ من عاصمة اليمن «صنعاء» إلى الرياض بعد استقالته مع حكومته التي يقيم معها حتى اليوم في فنادق العاصمة السعودية ، ومنذ ذلك التاريخ إلى اليوم يدفع المدنيون في اليمن ثمناً باهظاً لهذه الحرب العدوانية التي تدير عملياتها أمريكا وبتمويل شركائها الإقليميين «السعودية والإمارات»، حتى اليوم ما تزال الحرب مستمرة والحصار على الواردات من الغذاء والوقود مطبق ، لقد تسببت الحرب والحصار في أسوأ أزمة إنسانية على ظهر الكوكب إذ لم يسبق لها مثيل في التاريخ البشري.
لقد شنت طائرات الـ «F15» المذخّرة بالقنابل والصواريخ الأمريكية الذكية والفتاكة أكثر من 300 ألف غارة جوية على رؤوس السكان المدنيين ، استهدفت الأسواق والتجمعات والمدن والطرقات والخدمات الصحية والمدارس ومراكز التعليم والجامعات والمصانع والموانئ والمطارات ومضخات مياه الشرب ومحطات الطاقة ومصانع التبريد والأوكسجين ، أكثر من 600 ألف صاروخ ، منها أكثر من 6000 قنبلة عنقودية أمريكية وبريطانية الصنع ، وما لا يقل عن 2951 قنبلة ضوئية ، وما يزيد عن 3721 قنبلة صوتية وعشرات القنابل الفراغية ، لقد قتلت أمريكا وحلفاؤها وأصابت حوالي مائة ألف مدني ، حفلات أعراس ومآتم تحوّلت إلى أشلاء ومجازر بفعل الصواريخ الأمريكية ، طُرقٌ تربط أرجاء البلاد انقطعت بفعل القصف الجوي من قاذفات الـ”إف15″ الأمريكية ، مدنٌ كانت مأهولة ومفعمة بالحياة كنستها معارك «عاصفة الحزم » التي أُعلنت من عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية ، وتركتها أطلالاً أو نصف مسكونة ، لا يمكن لأحد أن يعرف الصورة الكاملة لما فعلته أمريكا من جرائم في حربها على اليمن خلال ستة أعوام إلا اليمنيون أنفسهم الذين يعيشون فصولها ، ، خمسة آلاف وسبعمائة وتسعون طفلا «5790» قتلوا في منازلهم بغارات القاذفات الأمريكية ، ثلاثة ألاف وثلاثمائة وإحدى وثمانون ،»3381» امرأة يمنية قتلتها الصواريخ والقنابل الأمريكية في المنازل وأماكن العزاء والأفراح وفي الطرقات وفي المشافي.
فصول الحرب الأمريكية التي تدّعي الديمقراطية مستمرة حتى اليوم ، تمزقت البلاد وتشتت الناس وتشردت الأسر ، المطارات مغلقة أمام المرضى والمسافرين ، الموانئ مقفلة أمام شحنات الغذاء والوقود والدواء ، لقد أعادت أمريكا الأمل إلى المدنيين في اليمن بأسوأ أزمة إنسانية وبالتجويع والأوبئة والحصار المطبق ، لقد جعلت الحرب التي أعلنت من واشنطن المدنيين في اليمن يعيشون في أسوأ كارثة إنسانية على ظهر الكوكب ، تقول الأمم المتحدة إنّه وبالإضافة إلى مشاركة الولايات المتحدة ، فإن فرنسا وبريطانيا شاركت في الجرائم المصنفة ضمن جرائم الحرب والإبادة من خلال تقديم العتاد والمعلومات والدعم اللوجستي للقوات التحالفية مشيرا -التقرير الأممي- إلى أن التحالف الذي أعلن من واشنطن عمليات الحرب على اليمن ، يلجأ لتجويع المدنيّين كأسلوب حرب ، وقال التقرير إن التحالف الأمريكي السعودي يواصل قتل مدنيّين بضربات جوية موثقة ، ويحرمهم من الطعام عمداً ، وأن الضربات الجوية التي يشنها تنتهك مبادئ التمييز والتناسب والاحتياط ، وهي أفعال قد تصل إلى حد جرائم الحرب”.
تستخدم أمريكا “التجويع” “استراتيجية” في الحرب الإجرامية التي تقودها على اليمن ، ففي تقرير نشر في يناير 2018، اتهمت لجنة خبراء أممية ، التحالف الذي ترأسه أمريكا استخدام “التجويع وسيلة للمساومة وأداة للحرب في اليمن ، لقد تسبب الحصار البحري على الموانئ في الأزمة الإنسانية الأكثر حدة والأشد فظاعة في القرن الحديث ، لقد قام تحالف أمريكا باستهداف متعمد لمخازن الغذاء والمصانع والمستودعات ومحطات توليد الطاقة والمواقع الاقتصادية الأخرى بالغارات الجوية والصواريخ البحرية، لقد وضعت أمريكا استراتيجية إجرامية لتجويع اليمنيين وإماتتهم جماعيا ، فقامت بنقل البنك المركزي وأوقفت مرتبات الموظفين في اليمن ، قال سفير الولايات المتحدة في وقت سابق إن أمريكا ستعمل على تدمير العملة الوطنية وإفقادها قيمتها المحلية حتى لا تساوي قيمة الحبر الذي تطبع به ، يسعى التحالف الذي تقوده أمريكا إلى إخضاع اليمنيين وفرض سياساته باستخدام نهج العقاب الجماعي والموت الشامل.
إذ أن80% من السكان في اليمن معرضون للموت جوعا ، بما في ذلك 7 ملايين طفل مهددين بالموت جراء انعدام الغذاء ، لقد أدى استمرار الحرب التي تتزعمها واشنطن إلى إغراق اليمن أفقر بلد في العالم العربي في مستنقع الفقر والكوارث الاقتصادية ، لقد دمرت الحرب الأمريكية على اليمن بلدا بأكمله ، بلغ عدد المنشآت المدمرة والمتضررة والتي تخص البنية التحتية للبلاد أكثر من تسعة آلاف ومائة وخمسة وثلاثين «9135» منشأة خدمية تتعلق بالصحة والمياه والكهرباء والتعليم ، لقد دمرت أمريكا بالقصف الجوي 15 مطارا و16 ميناء و304 محطات ومولدات كهربائية و537 شبكة ومحطة اتصال ، لقد نسفت طائرات التحالف الذي تقوده أمريكا 2098 خزان وشبكة مياه ، و1965 منشأة حكومية ، و4200 طريق وجسر بري ، لقد بلغ عدد المنازل المدنية المدمرة بالصواريخ الذكية والفتاكة «565973» منزلا ، و ما يزيد عن «576528» منشأة خدمية منها ، «176» منشأة جامعية و”1375″ مسجدا ، و”365″ منشأة سياحية ، و”389″ مستشفى ومرفقاً صحياً.
لقد انهار النظام الصحي بعد تدمير 50% من المراكز الصحية والمستشفيات في اليمن بطائرات التحالف الأمريكي التي تقصف اليمن من أقصاه إلى أقصاه ، لا يحزم مئات الآلاف من الأطفال حقائبهم إلى المدارس لأن الحرب الأمريكية دمرت «1095» مدرسة ومركزا تعليميا ، فقد اليمنيون مواردهم الذاتية فقد دمرت الحرب الأمريكية المستعرة «6732 حقلا زراعيا ، لا يمارس الشباب في اليمن أنشطة رياضية فقد دمرت الحرب الأمريكية «132» منشأة وملعبا وناديا ، لقد تحول الاقتصاد في اليمن إلى رقم بلا أثر فقد دمرت أمريكا 22404منشآت اقتصادية ، منها 392 مصنعا و286 ناقلة وقود و11227 منشأة تجارية و407 مزارع دواجن ومواش ، بات اليمنيون محاصرين بين مدنهم بفعل المرتزقة الذين يقاتلون لصالح التحالف وبفعل الاستهداف الأمريكي للناقلات ووسائل النقل ، لقد دمرت أمريكا 6899 وسيلة نقل و463 قارب صيد ، و884 مخزن أغذية ، و391 محطة وقود و672 سوقا و783 شاحنة غذاء ، لقد أتت الحرب الأمريكية عل كل شيء في اليمن بما في ذلك الآثار والتراث والتاريخ اليمني فقد دمرت القاذفات الأمريكية أكثر من ”500″ موقعا ومدينة أثرية بعضها يعود تاريخها لعشرات الآلاف من السنين ، لقد استهدفت أمريكا الإعلام والصحافة والصحفيين وبرغم أن اليمن بلد متواضع في هذا الجانب فإن الحرب الأمريكية دمرت47 منشأة إعلامية ، وقتلت عشرات الصحفيين والإعلاميين.
يقول تقرير لصندوق الأمم المتحدة للسكان: إن الحرب على اليمن أدت لأسوأ أزمة إنسانية في العصر الحديث ، وأن 80% من السكان، أي نحو 24.1 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية بشكل أو بآخر ،لقد تسبب الحصار البري والبحري والجوي الذي يفرضه التحالف «الأمريكي السعودي» على اليمن إلى تفاقم الوضع الإنساني وبات الحال مروعا ، عمد التحالف الأمريكي إلى إغلاق الموانئ الرئيسية ، منع شحنات الغذاء والدواء والوقود والاحتياجات الضرورية من الوصول إلى الموانئ وما زال يختطف السفن ويحتجزها عرض البحر ، كما منع وصول الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات وضخ المياه إلى المنازل ، لقد أبقى التحالف الذي تترأسه أمريكا مطار صنعاء الدولي مغلقاً منذ أغسطس 2016 ، مات أكثر من 250 ألف مريض كانوا بحاجة للعلاج في الخارج ، مؤخراً عمدت أمريكا ومجموعة دول تحالف العدوان إلى فرض قيود على تدفق المساعدات وأوقفت تمويل المشاريع الإنسانية وآخرها وقف المحروقات عن مضخات المياه ومحطات معالجة الصرف الصحي.
بعد ستة أعوام من الحرب التي تقودها أمريكا إلى جانب السعودية وتحالف عشريني ، ترفض أمريكا السماح لأي مفاوضات لتحقيق السلام ، لقد اعتبر ترامب الذي انتهت ولايته استمرار الحرب على اليمن مصدرا أساسيا لجلب الأموال والمليارات ، وفيما تسعى الإدارة الجديدة إلى تعزيز الوظائف للأمريكيين ورفع مستوى الدخل للفرد الأمريكي ما تزال الإدارة ذاتها تنتهج التجويع والإفقار في اليمن إذ ما تزال الموانئ مغلقة والمطارات مقفلة ، تمنع بوارجها دخول المواد الغذائية والوقود إلى الأراضي اليمنية ، تستهدف طائراتها البنى التحتية وتدمر معامل إنتاج الغذاء والمزارع والأسواق والمخازن ومراكز الصيد السمكي ، تقصف الإمدادات الغذائية ومواقع تخزينها وتفريغها ، إن أمريكا تروع وتهدد أمة وشعبا بالجوع والوباء والأمراض المختلفة ، إنها أمريكا تمارس القتل والتدمير والإرهاب والحصار أمام مرأى ومسمع العالم والرأي العام والمنظمات والأمم المتحدة.. أيها المنبهِرون بديمقراطية البيت الأبيض هذا ما تعمله أمريكا في اليمن، وهذا هو إرهاب أمريكا «الديمقراطية».
إن ما تفعله أمريكا في اليمن يفوق الإرهاب وصفا وشكلا وبشاعة ، لقد عمد التحالف الأمريكي إلى دعم عناصر القاعدة وداعش وتحالف مع التنظيمات الإرهابية للقتال في اليمن ، لقد جلبت أمريكا الجيوش والجماعات والمرتزقة من كل أصقاع العالم من بلاك ووتر وكولومبيا وأفريقيا ومن مناطق عديدة ، والسؤال الذي يطرحه اليمنيون اليوم ، من أباح لأمريكا التي فعلت ما فعلت من جرائم وترويع ودمار وخراب ودعم للإرهاب أن تصنف شعبا يقاوم هذا الإرهاب الدولي الموصوف.. من طلب منكم أيها الأمريكيون المجيء إلى اليمن وشن الحرب عليه؟ وما الذي يخولكم تصنيف اليمنيين في قائمة الإرهاب؟
المدنيون في اليمن يموتون جوعا ومرضا بسبب الحصار الذي فرضتموه عليهم وما زلتم ، مئات الآلاف من المدنيين في اليمن أطفالا ونساء ماتوا أو قتلوا أو أصيبوا بصواريخكم وقنابلكم الفتاكة والمدمرة ، مئات الآلاف من الأطفال حرموا من التعليم فقد دمرتم مراكز التعليم والمدارس ، لقد سقط اليمنيون جميعا شهداء وجرحى ومصابين وجوعى ومرضى ومعاقين ومشردين ونازحين وفقراء بعدوانكم وحصاركم وإرهابكم ، هذا ما فعلتموه في اليمن أيها الأمريكيون ، تقتلون الأطفال والنساء يومياً ثم ترموننا بالإرهاب ، تأتون هنا وتصبون قنابلكم على رؤوس المدنيين ثم تقولون لنا: أنتم إرهابيون! لسنا إرهابيين.. لكننا شعب نقاوم رأس الإرهاب والشر والإجرام في العالم ، نحن شعب عظيم يأبى الذل والهوان ويتحمل الصعاب سيقاتلكم جيلا بعد جيل وإلى قيام الساعة أنتم الإرهابيون وحماة الإرهاب ورعاته بامتياز ، ما فعلتموه في العراق وأفغانستان وسابقا في الصومال وفيتنام وفي اليابان وفي حروبكم المشتعلة في أصقاع الدنيا يقول لكم أنتم إرهابيون، ويجب على شعوب وبلدان العالم إدراج أمريكا في قائمة الإرهاب العالمي بكل أنواعه وأساليبه ، ويجب محاكمتكم في لاهاي لجرائم الحرب «التي رفضتم التوقيع على قرار تأسيسها من قبل الأمم المتحدة!» ، وما لم تصنفوا أنفسكم سيصنفكم العالم ، فانتم إرهابيون بامتياز ولا عدول عن هذا الحكم، وها نحن نصنفكم ونصرخ في وجوهكم.
لقد صنعتم المآسي في اليمن وفي غيره ، فيا أيها الأمريكيون اسمحوا لنا بأن نقولها لكم: أنتم قتلة ومجرمون وكاذبون وإرهابيون.