كلام سياسة
الهدهد / مقالات
عبد المنان السنبلي
يتحدثون عن التفاوض!
وأنا استغرب كيف سيتفاوضون إذَا كان الطرف الآخر لا يزال يرى في (الحوثيين) أنهم أُولئك الجماعة الصغيرة والمتمردة المطاردة في الجبال والكهوف وبطون الأودية؟!
كيف سيتفاوضون إذَا كان الطرف الآخر لايزال يرفض فكرة أن الحوثي أصبح اليوم مكوناً سياسيًّا كَبيراً وفاعلاً ويحمل اسم (أنصار الله)؟!
كيف سيتفاوضون إذَا كان الطرف الآخر لايزال عاجزاً عن انتزاع قراره من بين فكي وكماشة ما يسمى بالتحالف العربي؟!
كيف سيتفاوضون إذَا كان الطرف الآخر لايزال منقسماً على نفسه تتجاذبه وتفرِّخُه المصالحُ والأهواء الأجنبية: السعودية والإماراتية والتركية والقطرية و…، وما خفي كان أعظم؟!
في الحقيقة لقد استطاع (الحوثيون) أَو بالأحرى (أنصار الله) أن يوحدوا كُـلّ المكونات والأطر السياسية والحزبية الفاعلة في مناطق سيطرتهم حول هدفٍ واحد ويتحَرّكوا ضمن اتّجاه واحدٍ أَيْـضاً في الوقت الذي عجز فيه الطرف الآخر في الجهة المقابلة عن القيام بذات المهمة والوصول إلى هدفٍ واحدٍ يجمعه ويلملم شتاته على الرغم من توقيعهم جميعاً على ما يسمى (باتّفاق الرياض)، وبالتالي فالحديث عن عملية (تفاوض) يحتاج له بالدرجة الأَسَاس إلى وجود أطراف مؤهلة ومستعدة لهذا التفاوض وكذلك قادرة على اتِّخاذ القرار وهذا ما هو متوفرٌ في طرف (أنصار الله) وحلفائهم ولا يتوفر وكما هو معلوم في الطرف المقابل الآخر!
لذلك على الطرف الآخر هذا أن يتحرّر أولاً من قبضة التبعية السعودية والإماراتية والتركية والقطرية الحديدية التي أوقع نفسه فيها ليتسنى له بعد ذلك امتلاك قراره وإعادة ترتيب نفسه وصفوفه من الداخل أولاً.. عندها فقط يحق له أن يضع نفسه طرفاً مناوئاً ومكافئاً (لأنصار الله) وحلفائهم في أية عملية تفاوضٍ أَو حوارٍ قادم يقوم على أَسَاس أن الحل ينبغي له أن يكون يمنياً – يمنياً خالصاً، ما لم فالحديث عن أية عملية تفاوضٍ أَو حوار سيكون مضيعةً للوقت وغير ذي جدوى.