بقلم/عبد المنان السنبلي”الراقصون على رُفَاة الأحياء في عالم الصمت الآخر…”
لأنهم و عائلاتهم هنالك حيث تتوفر لهم كل سُبُل و وسائل الراحة و العيش الكريم من إحتياجات أساسية و كماليات غير ضرورية لم يعد لها في ذهن المواطن اليمني هنا في الداخل من وجود ولا حتى في عالم خيالاته منذ أمدٍ بعيد، فلا يهمهم إن جاع شعبهم أو نال منه الحصار ..
أنهم هنالك و إن تعرض أحد أولادهم فقط لصدمة برد أو ضربة شمس فما عليهم إلا أن يرفعوا سماعة الهاتف لتتقاطر إليهم سيارات الإسعاف من كل حدبٍ و صوب، فلا يعنيهم أن تغلق المستشفيات هنا في الداخل أبوابها أمام شعبهم بفعل إنعدام وسائل التطبيب و العلاج اللازمة لتشغيلها، لا يهمهم أن ينعدم الإنسولين أو الألبومين أو الأنتي دي أو غيرها من الأدوية المتعلقة بالأمراض المزمنة كالسكر و أمراض الكبد و عامل رايسس و غيرها، أو أن يفسد المتوفر منها بفعل إنعدام الكهرباء اللازمة لتشغيل ثلاجات التبريد الخاصة بهكذا أدوية (و التي يلزم لحفظها من 2 إلى 8 درجات مئوية ) …
لأنهم هنالك يقبضون بالدولار ثمن بيعهم أنفسهم و وطنهم، فلا ينغص حياتهم أن لا يستلم شعبهم في الداخل هنا رواتبهم أو لا، أو أن يهوي سعر صرف الريال و ترتفع الأسعار و تنعدم المواد الغذائية …
لأنهم هنالك ينعمون بالأمن و الإستقرار، فلايهمهم أن يُقصَف شعبهم و تُرتكبُ بحقه جرائم حرب و إبادة شاملة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً… لأنهم هنالك لم يتعرض أطفالهم و عائلاتهم لترويع الصواريخ و القذائف و القنابل المحرمة الفراغية منها و العنقودية، فلا يعيروا الدعوات و الأصوات الداعية إلى وقف إطلاق النار أدنى إهتمامٍ، بل أنهم يطالبون دوماً و بإلحاحٍ شديد و إصرارٍ عجيب بإستمرار العدوان و إطالة أمده… أيها الإنتهازيون المتجردون من أدنى مشاعر الإنسانية و الوطنية .. لأنكم هنالك تعيشون حياتكم في أحسن حال دون أدنى منغصاتٍ أو مكدراتٍ و قد أوشك العدوان على إكمال عامه الأول؛ و مع ذلك، لم نسمع أحداً منكم تجرأ و طالب بوقف العدوان و إفساح المجال للحلول السياسية رأفةً و رحمةً بشعبكم الصابر و الصامد في وجه العالم كله و قد تكالبت و تداعت عليه الأمم، و تطمعون بعد ذلك أن تعودوا لتحكموه !! تبّاً لكم .. ما أسخفكم !! دعكم اليوم من التنكر بالشعارات الوطنية الزائفة و التخفي وراء أستارها، فقد إتضحت لنا معالم وجوهكم القبيحة و ملامح نفوسكم المريضة، فوالله ثم والله أننا نعلم أنكم لم تعودوا تملكون حتى لأنفسكم قراراً و لا مصيرا، و أنكم لم تعودوا تبحثون إلا عن ما ترضون به أولياء نعمكم من أصحاب الكروش المتخمة بالنفط و العار في الجزيرة و الخليج، و هذا هو أول جزاءٍ حتميٍ عادلٍ يناله كل من سعى للرقص على رفاة الأحياء من بني جلدته و وطنه لمصلحة الغازي و الأجنبي، و لا نامت أعُين الجبناء … لَم يَمُت شعبي من الموت وقَد عاش يَغدوهُ نُعوشا ولحودا أنت يا أرض السماحات التي أنفقت أنفسنا بذلاً وجُودا إن رجفنا الساحَ في غاراتنا أو عكفنا في المحاريبِ سجودا لن يضيع الفجرُ من قبضتنا فيكِ لن نرجعَ لليلِ عَبيدا…