دلالات اختيار آخر جمعة من شهر رمضان يوما عالميا للقدس
في هذا السياق مع خواتم الشهر الكريم وما يمكن أن يكون قد تركه من أثر إيجابي في أنفسنا، في وجداننا في مشاعرنا في استشعارنا للمسؤولية، وفي آخر جمعة من شهر رمضان، والتماساً لبركة الشهر الكريم، والتماساً لبركة ليلة القدر، وما يُقدّر الله فيها لعباده أعلن الإمام الخميني (رضوان الله عليه) آخر جمعة من شهر رمضان المبارك [يوم القدس العالمي]، أراده أن يكون يوماً لإحياء القضية المركزية للأمة وإعادتها إلى الأذهان قبل أن تكون نسياً منسياً، أن يكون يوماً لإعادة القضية الكبرى للأمة إلى دائرة الاهتمام، أن يكون يوماً لاستنهاض الشعوب للقيام بمسؤوليتها تجاه قضيتها الكبرى.
وقد اختار الإمام الخميني “رحمة الله عليه” آخر جمعةٍ من شهر رمضان المبارك، اختياراً موفقاً؛ في شهر الصيام، في شهر التربية الإيمانية، في شهر التزود بالتقوى، في شهر نزول القرآن الكريم، في شهرٍ فيه ليلة مهمة جداً، هي: ليلة القدر، التي قال الله عنها في كتابه الكريم: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ }(الدخان4)؛ فلهذا الاختيار دلالات متعددة، من هذه الدلالات: قدسية هذه القضية، وجِذرُها الديني.
أهمية إحياء يوم القدس العالمي
· أن يكون يوماً لإفشال كل المؤامرات من جانب الأعداء لتصفية هذه القضية.
· أن يكون يوماً لتبقى هذه القضية حيّة في نفوس المسلمين.
· يوماً تقول فيه الأمة كلمتها عن عدوها الحقيقي في ظل سعي للبس على الأمة، ولإدخال الأمة في مشاريع عدائية أخرى بعيداً عن مواجهة عدوها الحقيقي،
· يوماً لتبقى مشاعر الرفض لإسرائيل حيّة في نفوس المسلمين، فنستشعر من خلال استشعارنا لهذه المظلومية لهذه القضية، نحمل في نفوسنا مشاعر الرفض لهذا العدو الذي يمارس أكبر الظلم لأمتنا لشعبنا الفلسطيني العزيز.
· وأكثر من ذلك ليكون هذا اليوم منطلقاً لتحرك جاد مسؤول واعٍ، نحو مشروع عملي لمواجهة هذا الخطر، لتغيير هذا المنكر، لإزالة هذا الظلم، لطرد ذلك المغتصب.
· لأن الشعوب العربية من خلال الشعوب المسلمة بكلها، من خلال إحياء هذه القضية في مشاعرها وإدخالها في دائرة اهتمامها، في سلّم أولوياتها كقضية مركزية رئيسية يمكن لها البحث عن الرؤى الصحيحة التي تُمثل حلاً، ويمكن أن تحقق لها ما يتوجب عليها من مسؤولية وموقف لتغيير ذلك الظلم المؤسف.
· هذا اليوم المهم يوم المسؤولية، يوم الكرامة، اليوم الذي تقول فيه الأمة كلمتها، وتجدد بيعتها لقضيتها الكبرى، وتؤكد وقوفها الموقف الصادق الموقف المسؤول إلى جنب الشعب الفلسطيني المظلوم.
· هذا اليوم العظيم يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، شهر رمضان الذي هو مدرسة للتقوى، نتعلم منه كيف نلتزم بالتقوى في الموقف وفي السلوك وفي العمل، التقوى التي أهم ثمرة لها هي الشعور بالمسؤولية والقيام بالمسؤولية.
· هذا اليوم هو أيضاً لمواجهة حالة التجريم لمن يتبنى هذه القضية؛ لأن الحال الراهن قد تجاوز حالة التجاهل والتضييع إلى التجريم والاستهداف، وكيل الاتهامات والتشكيك تجاه من يحاول القيام بالمسئولية، أو يحاول دفع الأمة للقيام بمسؤوليتها.
· هذا اليوم الذي هو أيضاً تذكير للأمة بقضيتها الكبرى، الكبرى في مستواها، الكبرى في تأثيرها، الكبرى في مستوى أهميتها، الكبرى في مستوى تداعياتها، الكبرى في مستوى نتائجها، ويدرك أنه مسؤول تجاهها، ويدرك مستوى أهميتها، ومستوى خطورة التفريط فيها.
· يوم الـقُـدْس العالمي هو يومٌ لإعَادَة القضية المحورية للأُمَّـة إِلَـى موقعها الصحيح في الاهتمام الشعبي.
· يوم الـقُـدْس العالمي مناسبة لها أَهميَّةٌ كبرى؛ ذلك لصلتها بالقضية الرئيسية الكبرى والمحورية للأُمَّـة والتي هي القضية الفلسطينية والمُقّـدسات في فلسطين وعلى رَأسها الأَقْصَـى الشريف والشعب الفلسطيني المسلم المظلوم والخطر الإسْرَائيْلي الذي هو خطر شامل على الأُمَّـة كلها.
· هذا اليوم هو تذكير للأمة بعدوها الحقيقي، حتى لا تضيع الأمة في متاهة من الوهم، والعداء للولي وللصديق.
· هذا اليوم هو يوم لمواجهة حالة التغييب المتعمّد لهذه القضية على كل المستويات، فهناك جهد كبير من ورائه العدو الأمريكي والإسرائيلي لتغييب قضية فلسطين التي هي قضية الأمة بكلها، لتغييب هذه القضية فلا تبقى محط اهتمام ويشمل:
1-تغييبها إعلامياً: سواء على مستوى القنوات الفضائية أو الصحف أو الإنترنت.
2-تغييبها سياسياً: هناك تغييب وتهميش وتبسيط لهذه القضية الاستراتيجية والهامة.
3-تغييبها ثقافيا: على المستوى الثقافي، وعلى مستوى المناهج الدراسية في الجامعات والمدارس يتضح تراجع كبير كبير في الاهتمام بهذه القضية وتغييبها وتغييب التطرق إليها بما يلزم في المناهج والأنشطة الثقافية عموماً.
· هذا اليوم هو يوم لمواجهة كافة أشكال الاستهداف بكل مستوياتها؛ والتي تشمل الاستهداف على المستوى الإعلامي لتشويه كافة حركات المقاومة، وعلى المستوى العسكري وعلى المستوى السياسي، في محاولة لفرض حالة الصمت، وحالة الاستسلام على الأمة كلها.
· يوم للوقوف مع الصوت الحق، مع الموقف الحق، مع الموقف المسؤول، وليعلم كل أولئك الذين يحاولون تشويه التحرك المسؤول، تشويه كل القوى الحرة أنهم هم المشوهون حقيقة، هم السيئون، هم المقصرون، هم المشبوهون في كل محاولاتهم لفرض حالة الصمت والاستسلام على الأمة.
مسؤوليتنا اليوم ما هي؟
بالتأكيد مسؤوليتنا إحياء حالة العداء لإسرائيل، وباعتبار ذلك واجباً إسلامياً، (واجباً إسلامياً) فريضة، مسؤولية دينية.
مسؤوليتنا كشعوب مسؤوليتنا كأحرار تجاه هذه القضية تجاه هذا المعلم المهم والعنوان الرئيسي للقضية الجامعة والشاملة والكبيرة التي تشمل الأمة وتعني الأمة بكلها جملة من النقاط نتحدث عنها باختصار.
أولاً: نحن معنيون بأن نسعى ونصرّ بشكل مستمر على إحياء هذه القضية وإحياء هذا العنوان كعنوان رئيسي؛ أن المشكلة وأن القضية الحقيقية التي ترتبط بها الأمة هي العداء لأمريكا وإسرائيل، وأننا مرتبطون بهذه المسؤولية تجاه الأقصى والمقدسات وفلسطين شعبا وأرضاً كمسؤولية رئيسية وقضية أساسية للأمة تحتل الأولوية الرئيسية بالنسبة للأمة.
ثانياً: معنيون أيضاً بإعطاء أهمية كبيرة لمعركة الوعي وترسيخ الفهم لحقيقة وأبعاد هذا الصراع.
فمعركة الوعي هامة جدا.. وترسيخ الفهم لحقيقة وأبعاد الصراع مسألة في غاية الأهمية، والاهتمام بترسيخ وتفعيل حالة السخط والعداء ضد إسرائيل وأمريكا بخطوات عملية.
ثالثاً: تفعيل مسألة المقاطعة للبضائع والمنتجات الأمريكية والإسرائيلية، هذا عمل مفيد ومؤثّر وذو إيجابية، ويجعل الإنسان يحس أنه يخوض هذه المعركة عملياً في أي بلدٍ هو في أي شعب هو، هذه خطوة نؤكد عليها، ومهمٌّ أن تحظى بتوعية ونشاط توعوي كبير، وإذا اتسعت دائرتها فلها تأثيرها الكبير.
رابعاً: تفعيل حالة السخط والعداء وترجمتها ضمن أنشطة متعددة، ضمن الهتافات المعبرة عن هذه العداء والسخط؛ هذا أمر يظهر أنه مزعج فعلاً لقوى النفاق وقوى الطاغوت بنفسها أبدوا انزعاجاً شديدا من هتاف الموت لأمريكا والموت لإسرائيل.
خامساً: التركيز على العودة إلى القرآن الكريم نحن في شهر رمضان المبارك الذي أنزل فيه القرآن، القرآن الكريم الذي العودة الواعية لهذا الكتاب، العودة العملية إلى هذا الكتاب هي عودة إلى الله سبحانه وتعالى، والأمة في مرحلة تحتاج إلى القرآن لصناعة الوعي، للاستبصار، والقرآن يرسم المعالم الواضحة أمام هذه الأمة، ويقدم أيضا في عطائه التربوي والمعنوي ما تحتاج إليه الأمة في تحمل المسؤولية، وكذلك للتحمل في مواجهة هذا الصراع بكل ما يحتاج إليه الجميع في مواجهة هذه التحديات والأخطار.