النباء اليقين

البكاء ظاهرة بشرية تفرد بها الإنسان

البكاء ظاهرة بشرية تفرد بها الإنسان للتعبير عن مشاعره، ومن المعروف والثابت علميا أن الحيوانات لا تعرف الدمع أبدا (الناتج عن الشعور بالألم الروحي)، ويؤكد على هذا الدكتور محمد السقا إخصائي جراحة العيون وعضو الجمعية الرمدية المصرية قائلا: “الحيوانات لا تبكي أبدا بالرغم من أنها تملك قنوات دمعية، ولديها السائل الدمعي، ولكنه لا يظهر إلا لأسباب عضوية بحتة ومنها إذا تهيجت النهايات الحسية العصبية في العين -لأي سبب- كرد فعل وقائي لترطيب العينين.

الدمع يحافظ على نقاء القرنية الذي يؤدي إلى رؤية واضحة، هذا بالإضافة إلى وظيفته الدفاعية الوقائية، حيث تساعد الدموع على مرونة حركة الجفون وتطهيرها بصورة مستمرة وحمايتها من الإصابة بالجفاف؛ فالدمع يحتوي على إنزيمات تحلل الجراثيم وتحمي العين من الالتهابات، ومن المدهش أنها تبطل عمل 90-95% من البكتيريا خلال فترة 5-10 دقائق فقط، فتبقى العين سليمة رغم تعرضها للجراثيم الضارة الموجودة بكثرة في الهواء.

وطالما بقيت العين رطبة كانت خلاياها السطحية سليمة، فإذا ما جفت انعدم البريق منها فتنكمش خلاياها وتغزوها العروق الدموية فيتجلد سطحها، وتقوم الدموع أيضا بالتخلص من جزيئات الغبار فتنجرف بواسطتها على سطح العين الأمامي.
أضف إلى هذا وظيفة الدموع الغذائية حيث يحمل الدمع بعض المواد المغذية للغشاء الظهاري في العين، والأهم من ذلك هو أن الجزء الأكبر من مادة الأكسجين يأتي للقرنية من خلال أكسجين الجو، ولا ننسى أنه لولا الدموع لما أمكن تثبيت العدسات اللاصقة؛ إذ تتوقف درجة تحمل العين للعدسات على درجة مرونتها وترطيبها.