الثروة المستهدفة
سيف الدين المجدر
تعتبرُ هذه الثروة من أهم الدعائم الاقتصادية في العالم، وتغطي أهم الاحتياجات الأساسية للبشرية منذ بداية الحياة على وجه هذه الأرض، ومن أعظم النعم التي قد أوجدها الله لنا، هي هذه الثروة الحيوانية، تلك الثروة العظيمة، العظيمة بكل ما تعنيه الكلمة. فلا يمكن لنا أن نتخيل الحياة بدون هذه النعمة العظيمة، بل كيف لنا أن نعيش بدونها؟ فهي التي تؤمن لنا العديد من متطلبات الحياة،
كما أن الثروة الحيوانية هي من أهم المصادر التي يعيش عليها الملايين من بني البشر، وبلادنا كانت تمتلك ثروة حيوانية جيدة وكان الجميع لديه أغنام وأبقار ودجاج، ولكن بفعل الأفكار والسياسات الخاطئة تعرضت هذه الثروة للاستهداف واستمرت في الانهيار..
سياسات وإهمال كبير أدى إلى ما أدى إليه، ولكن لا زالت بلادنا تمتلك نسبة لا بأس بها يمكن أن تعاد إلى ما كانت عليه..
فاليوم أصبحت أسعار اللحوم خيالية، الأمر الذي آثر سلباً على مستوى استهلاك الفرد من اللحوم، وكذلك الأضاحي أصبحت أسعارها جنونية، وجميعنا نشكو من هذه المشكلة ولكننا نشكو دون أن نتساءل حتى عن الأسباب التي أدت إلى ذلك، ومن يخلق الأسباب تلك.
إن أكبر مسبب وأكبر صانع للكارثة هو ذبح الإناث وصغار الثروة الحيوانية.
نعم.. ذبح الإناث هو الذي يفتك بهذه الثروة، وكذلك ذبح صغار المواشي (الرضيع) ذلك الرضيع الذي لا توجد أي فوائد صحية من أكله، إنما الفوائد في المواشي المكتملة النمو. بالإضافة إلى ذبح الإناث وناهيك عن عمليات التهريب الممنهجة لهذه الثروة..
ولو عملنا على منع ذبح إناث وصغار الثروة الحيوانية خلال أعوام معدودة، فسوف نجد بإذن الله حجم النمو الهائل في هذه الثروة، الأمر الذي سوف ينعكس إيجاباً وبشكل رهيب على أسعارها وعلى أعدادها الهائلة.
هناك توجهات عظيمة حاصلة في الميدان، وإجراءات عاجلة من أجل إنقاذ هذه الثروة العظيمة وتحرك عملي في الميدان، جسدته موجهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، وفي هذا الجانب تحركات من قبل اللجنة الزراعية والسمكية العليا إلى جانب وزارة الزراعة، وهناك جهود واسعة ومساندة من قبل الأجهزة الأمنية والعديد من الشرفاء والتجار وأصحاب الملاحم، كما يوجد مجتمع واعٍ وعظيم.
ولكننا لا زلنا نجد تذمراً هنا وهناك عند البعض على توجه الجهات المعنية إلى خطوات منع ذبح إناث وصغار الثروة الحيوانية، هذه الثروة التي تعتبر بمثابة أهم ركائز تحقيق الاكتفاء الذاتي، علماً أننا نحن في حالة حرب مع أعداء الأمة، ولا غرابة في أن نجد الأعداء يسعون إلى محاربة كل الأهداف التي تعزز الصمود والثبات وتحقق لنا الاستقلال الاقتصادي التام، لذلك إن ذبح إناث وصغار الأغنام والأبقار هو استهداف للثروة الحيوانية وهو عمل عدائي ضد أهداف الأمة، وكل من يقدم على هذا الجريمة هو يقدم خدمة لأعداء الأمة، وأنا أقسم وأجزم أنه كما كان للعدو عملاء ومرتزقة في الحرب العسكرية، كذلك لديه شبكات من العملاء والمرتزقة في الحرب الاقتصادية وعلى الجميع أن يعي ذلك جيداً.
على التجار في جانب الثروة الحيوانية وأصحاب الملاحم الذين لا زالوا في جهالة أن يتقوا الله ويساعدوا في تنمية هذه الثروة العظيمة، ويدركوا أن العدو يقوم بالاستهداف المباشر لهذه الثروة العظيمة عبر أبواق وطرق ووسائل عديدة، فلا يكونوا هم من تلك الوسائل التي تخدم قتلة هذا الشعب.
وعلينا أن نسعى جميعنا إلى تحقيق كل الأهداف التي تخدم الهدف العظيم وهو الاكتفاء الذاتي والاستقلال الاقتصادي التام، وكل التحية للشرفاء الذين يمضون بتحرك جاد وعظيم في بناء البلد.
المجد للثورة والثوار.. وللغزاة الخزي والعار