(إرثُ الأنبياء)..للشاعر عبدالسلام المتميز
الشاعر عبدالسلام المتميز
جهاراً ولم يعد الأمر سرا،،
أتوا أرضنا دفعةً تلو أخرى.
وذا خبرٌ يحمل الشر فعلا ،،
ولكنّ في عمق فحواه بشرى.
فهاهو يختصر البُعد نحوي ،،
وكم عشت أشتاق لقياه دهرا.
وفي كف ثورة شعبي تراءت ،،
عصا الحق تضرب، تفلق بحرا.
فقارون جاء بزينة نفطٍ ،،
وهامان في ثوب (داعش) كرّا.
ولم يبق إلاك فرعون فاحضرْ ،،
لتغرقكم لجّةُ البحر طُرّا.
هزيمتكم بالجماعة فوق
ثواب الفرادى وأعظم أجرا.
ذيولك تُقطع ذيلاً فذيلا ،،
فهل جئت تمنحهم منك نصرا.
ستعرف أنكم اليوم جئتم،،
لتشتركوا في هزائمَ نَكرا.
هو الله يربط بالصبر قلبا،،
متى قام ضد الطواغيت جهرا.
فقمنا وقلنا: اعتزلنا ولاء
يهودٍ فقامت قوى الشر كِبرا.
فكان لنا الكهفَ قرآنُ ربي،،
وفيه التمسنا من الله نصرا.
وفي طور سينائه كان نورٌ،،
يقول (أعدّوا) فلبّيه أمرا.
خلعنا نعال الهوان وسرنا،،
مع الحق والعدل مَدّا وجزرا.
فما في يمينك؟ قلنا: شعارُ
البراءة، قال فقولوه جهرا.
فتهتز، نوجس خوفا، يقال
خذوها لتمحق زيفا وسحرا.
ضعوا قبضة العلم في جيب عزٍ،،
لتطلع بيضاء نارا ونورا.
سيطلع من جُبّ يوسف شعبي،،
أعزّ مقاما وأرفع قدرا.
ومَن عقروا ناقةً قد أُبيدوا،،
فكيف بمن عقر الشعب عقرا.
كذا سُنّة الله يا كل باغ ،،
فيا ويحَ من ليس يفقه ذكرا.
أتى بنبيٍ يُقيم جداراً،،
لأجل يتيمين يخشون ضرا.
فكيف بشعبٍ له النفط كنز،،
ونحن أطعناه نهياً وأمرا.
أليس بقرآنه ما يقيم ،،
جدار العزيمة عُذراً ونُذرا.
وفي غنمٍ نفشتْ بين حرثٍ،،
ففهّمَ قلب (سليمان) فكرا.
فكيف وقد نفشت في ربانا،،
كلابُ يهودٍ وأمريك تترى.
علمنا حياة الرسول جهاداً،،
وما هاب غزواً وقتلا وأسرا.
فأين فأين بدين الإله،،
نرى الذل والاستكانة عذرا.
وقالوا افتراءً: أطيعوا الأمير،،
ولو مجرما بالدواهي تَجرّا.
فصارت يهود وأمريك فينا،،
تُرئّسُ بكرا وتعزل عَمْرا.
وأمتنا كالقطيع تُساق ،،
وتطلب في طاعة الجور أجرا.
وأصنام هذا الزمان أضلوا،،
كثيرا، وفاقوا يعوق ونَسرا.
هنا العلما ورثوا الأنبيا
فاقتدوا بالنبيين عزما وصبرا.
فإرثُ النبيين تحطيم فرعون
تحطيم نمرود تحطيم كسرى.
وإرث النبيين ما كان ذُلاً،،
وصمتا وخزيا وإفكا وزورا.
وهل إرثهم أن نوالي يهودا،،
وأن نستكين لأمريك قسرا.
بل الأنبيا وَرَّثوا العزَ فينا،،
وأن ننصر الحق برا وبحرا.
وألّا نكون لطاغٍ عبيدا،،
وأن نأطر المستبدين أطرا.
وأن المذلة للظالمين،،
وأن لنا العز دنيا وأخرى.
إذا كنتَ ياعابد الحرمين
تعطرتَ سؤرَ الإمارة فخرا.
فإنا جعلنا دماء الشهادة
من كل جرحٍ تضرّج عطرا.
ومن يتولون أمريك منكم،،
فقد بدلوا نعمة الله كفرا.
سيقدح شعر البلاغة نارا،،
وتنطق أمثلة النحو جمرا.
ولن نعرب القول رفعا ونصبا،،
ولكنْ على الخصم كسراً وجرا.
ونخرج مِن “قام زيدٌ وعمروٌ“
لأن (أوباما) تأبّط شرا.
سنزرع في كل قلبٍ (حسينا)،،
وتنبت من دمنا ألف (زَهرا).
ولن نضرب اليوم كفّاً بكفٍ،،
إلى أن نصير (فلسطين) أخرى.
بل الآن نضرب هولاً بهولٍ،،
ونقتلع الشر ساقاً وجذرا.
سنعدو على العاديات ونأتي
بعزم المغيرات صبحا وفجرا.
سنأتيك في الصبح من كل شمس،،
ونسري لك الليل من كل مسرى.
ستلقون فينا رجال الرجال،،
فشعب الكرامة بالنصر أحرى.
ترابي أدمنَ دفن الغزاة،،
ووشعبي بسحق الطواغيت مُغرى.
وثقنا بربٍ قويٍ عزيزٍ،،
ونعلم أن مع العسر يسرا.