وضاعة الكيان الأُمَــميّ لا تقلُّ قُبحاً عن جرائم المملكة
بكُلّ ما تملكُ من علاقاتٍ ولوبياتٍ ومالٍ، استطاعت سريعاً مملكةُ آل سعود أن تبيّضَ صفحتها الدامية، على خلفية قتلها آلاف الأطفال في اليمن، بعد أن فعلت زياراتُ أمرائها المكوكية حولَ العالم واتصالاتها المكثفة لحلفائها فعلَها، وأسفرت عن أن وضاعةَ المنظمة الأُمَــمية التي لا تقلُّ قُبحاً عن جرائم المملكة المبرّأة من قِبَلَها، إذ لم تمكُثْ في القائمة السوداء للأُمَــم المتحدة إلا ثلاثة أيام.. ما ينبئُ عن هشاشة وضَعفِ الكيان الأُمَــمي ورضوخِه للمال السعودي ليُخرجَها من قائمته للعار.. ردود الأفعال برزت سريعاً ولم تتأخر عقب تراجع الأُمَــم المتحدة عن قرارها تحت الضغوط الكبيرة وإعلانها رفع التحالف السعودي من القائمة السوداء.
منظمة هيومن رايتس ووتش اتهمت الأمين العام للأم المتحدة بان كي مون، بالاستسلام للضغوط السعودية رداً على قرار شطب التحالف السعودي من اللائحة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال.
المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان أشارت إلى أن الأُمَــم المتحدة نفسها اعترفت، غير مرة، الكثير من الضربات الجوية لقوات التحالف على مدارس ومستشفيات في اليمن.
وقال نائب مدير المنظمة فيليب بولوبيون: “بما أن هذه اللائحة تفسح المجال أمام التلاعب السياسي، فإنها تفقد صدقيتها وتسئ الى إرث الأمين العام في مجال حقوق الإنسان”.
وسبق أن أعلنت الأُمَــم المتحدة أنها ستحذف اسم التحالف الذي تقوده السعودية في عدوانها على اليمن من لائحتها السوداء على خلفية مقتل مئات الأطفال في اليمن، في انتظار إعادة النظر في الوقائع.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأُمَــم المتحدة ستيفان دوجاريك، الإثنين: إن بان كي مون وافق على المقترح السعودي بإعادة النظر في الوقائع والحالات الواردة في التقرير بمشاركة التحالف.
وكانت الأُمَــم المتحدة حملت في تقريرها السنوي الذي نشر، الخميس، ويتعلق بمصير الأطفال ضحايا النزاعات المسلحة في 2015 في 14 بلداً، التحالف السعودي مسؤولية مقتل ستين بالمئة من 785 طفلاً و1168 قاصراً سقطوا العام الماضي في اليمن.
وأدى العدوان السعودي على اليمن الذي بدأ في آذار 2015، إلى سقوط أكثر من 6400 ضحية حسب أرقام الأُمَــم المتحدة.
صحيفة “التلغراف” البريطانية، من جهتها، وفي تقرير نشرته فور رفع الأُمَــم المتحدة التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن من القائمة السوداء لقتل الأطفال (الاثنين 6 يوينو/حزيران 2016) كَشفت عن “أن لوبيات وضغوطاً دبلوماسية مورست على الأُمَــم المتحدة لرفع التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن من القائمة السوداء لقتل الأطفال.”
وجزم دبلوماسيون بضغوط مارستها السعودية وعواصم غربية وأعضاء في مجلس الأمن علاوة على التلويح بوقف تمويلات برامج المنظمة الدولية والتأثير على مسار محادثات السلام اليمنية في الكويت.
الصحيفة البريطانية أشارت أنه على الرغم من أن المتحدث باسم بان كي مون، الأمين العام للأُمَــم المتحدة، قال إن القرار كان مؤقتاً، وفي انتظار إعادة النظر في الأدلة، أعرب نشطاء في مجال حقوق الإنسان عن سخطهم من أن الهيئة العالمية قد استسلمت ورضخت للضغوط.
وقال فيليب بولوبيون، نائب مدير في “هيومن رايتس ووتش” إن قرار رفع التحالف السعودي من القائمة السوداء “مقلق للغاية”.
وكتب فيليب في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “مستوى جديد من الانحطاط في الأُمَــم المتحدة فيما يخص الانتهاكات السعودية ضد الأطفال في اليمن وتبييض تحت الضغط. السعودية بقوة على قائمة العار”.
وأضاف فيليب: “تخبط صادم من قبل الأُمَــم المتحدة لإزالة السعودية الان من قائمة العار للانتهاكات ضد أطفال اليمن. تسييس عارٍ ومكشوف”.
وكانت الأُمَــم المتحدة الأسبوع الماضي أضافت التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن إلى القائمة السوداء السنوية للدول والجماعات المسلحة التي تنتهك حقوق الأطفال أثناء الصراع ولاقت هذه الخطوة ترحيباً من قبل منظمات حقوقية مثل أوكسفام بتقرير الأُمَــم المتحدة في أدراج التحالف السعودي في القائمة السوداء. ومع ذلك، أثارت النتائج غضب الدبلوماسيين السعوديين، واستخدموا لوبيات في الأُمَــم المتحدة لشطبها من القائمة.