سأتبرع للأمم …بقلم/ أماني عامر
ذات ليلة كنت نائمة فسمعت صوت انفجار مفزع، استيقظت وكل جسمي يرتجف من الخوف ، كنت أريد أن اصرخ بكل صوتي ، ولكن من شدة خوفي ضاع صوتي مني و كأني في كابوس مريب ،فسمعت صوت انفجار آخر ، خرجت من المنزل وكانت عيناي تنهمران بالدموع ، لم اسمع بعدها أي صوت أي و كأنها حالة سكون شديدة ، كان الدخان يملاء المكان و كدت اختنق ، كنت أمشي و لم أكن أعلم إلى أين سأذهب ؟ … و متى سأتوقف ؟! ,,, كانت قدماي تؤلماني ، فجلست مجبره على الرصيف , نظرت خلفي علي أرى أحدا من أهلي ، صرخت بأعلى صوتي” أمـــــــي ” ” أبـــي” كررت صراخي مرارا ، فلم أجد سوى صدى صوتي يعود إلي ، و عندما لم يجبني أحد قررت أن أعود بحثا عنهم .
كان الظلام حالك و لم أرى شيء سوى حطام بيتنا ، مكثت قليلا فسمعت صوت أنين من تحت الركام ، أزلت بعض الحجارة فإذا به ” أبـــي” فرحت كثيرا ولكنه كان يئن من شده الألم ، كان وجهة ملطخ بالدماء ، و كانت أنفاسه تتلاحق ، امسكت بيده و حاولت أن ارفعه , و لكنه قال لي: ” لا تتعبي نفسك بنيتي” و اغمض عيناه و فارق الحياة و تركني وحيده من جديد ، ارتميت على جسده الطاهر ،بكيت كثيرا ، حتى سمعت صوت أذان الفجر من مكان بعيد فشرح الله به صدري , وشعرت بأمل جديد يتدفق إلى قلبي ، و ماهي إلا لحظات حتى سمعت صوتا ينادي ” اخرجوني ” ساعدوني” ، بحثت عن مصدر الصوت فإذا هو صوت أمي تنادي من تحت الركام ، شعرت بأن روحي عادت إلي من جديد ، أزلت الحجارة بجنون ، حتى رأيتها أمامي و هي تحمل جثه أخي الصغير الذي لم يكمل حتى يومه التاسع في هذه الحياة .
هكذا قتلت الطائرات أبي و مزقت جسد أخي أمام العالم بكله ودون أن يتفوه العالم بأي كلمه كل هذا لأن من قتلهم اسكت الجميع بماله حتى كل من كانوا يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان سكتوا بحفنه من المال العفن و الأمم المتحدة بعد أن وضعت السعودية في القائمة السوداء و اعتبرتها أسوأ الدول انتهاكا في العالم لحقوق الطفل في مناطق النزاع وسرعان ما تراجعت عن قرارها لتهديد السعودية بقطع مئات الملايين من الدولارات عنها و تنازلت عن كل الدماء التي سالت و عن كل الأجساد التي مزقتها طائراتهم .
لذلك قررت أن اتبرع للأمم المتحدة بما أملك لكي تضع حدا لشلال الدم الذي ترتكبه السعودية وحلفائها في بلدي الحبيب…نعم.. سأتبرع للأمم المتحدة حتى لا تتنازل عن دم أبي و أخي سأتبرع للأمم التحدة حتى لا تبيع دماء الأطفال اليمنيين مرة أخرى .