رهان السعودية على الحرب الداخلية والدور الأمريكي
إسماعيل المحاقري – يبدو أن الضغط الأمريكي أجبر السعودية على تبديل أولوياتها وفرض عليها مسارات إضافية في اليمن نتيجة إخفاقها وفشلها في تحقيق أهدافها ضمن عملياتها العسكرية لجهة ضمانة عودة التواجد العسكري الأمريكي في الجنوب تحت مسمى المشاركة والتعاون في الحرب على القاعدة.
وبات واضحاً أن رهان السعودية لتحقيق ما عجزت عن تحقيقه عسكريا في اليمن هو على الحرب الداخلية وبالتالي تحاول جاهدة تنظيم محاور القتال في كل من مأرب وتعز والجوف ولحج وغيرها من الجبهات وإسنادها جويا ولوجستيا خصوصا بعدما أثبتت فشلها وإخفاقها وانعدمت كل خياراتها، إنْ على المستوى العسكري والأمني أو السياسي.
هذا ما أدركته مؤخرا الولايات المتحدة التي فرضت واقعا جديدا وأجبرت السعودية فيه على تبديل أولوياتها والتغيير في سياستها ومسارات عملياتها العسكرية بحسب ما تقتضيه الحاجة الأمريكية لإعادة تموضع قواتها الغازية في جنوب البلد.
ومن واشنطن أكد ناطق العدوان هذا التوجه والتغيير عبر تصريحات قال فيها إن حرب السعودية في اليمن دخلت مرحلة جديدة إسمها مرحلة إعادة الاستقرار التي تركز على ما أسماها متابعة المفاوضات الجارية في الكويت معتبرا مهمة الطيران السعودي هي مراقبة وقف إطلاق النار ومحاربة القاعدة.
هذه التصريحات وهي إذ تعكس همجية قائلها وعنجهية من يقف وراءه إلا أن تكرار الحديث عن ضرورة محاربة القاعدة في الآونة الأخيرة يكشف حقيقة المشروع الأمريكي الذي يستغل انتشار هذه الأدوات وتوسع أنشطتها الإجرامية من أجل إيجاد الذرائع والمبررات لتواجده العسكري في المنطقة بشكل عام واليمن على وجه الخصوص.
ويتزامن ذلك مع وصول قوات أمريكية إلى الجنوب تحت مسمى محاربة الإرهاب قبل أن يجري تسريب معلومات في صحيفة الواشنطن بوست عن أن الجيش الأمريكي يخطط لإبقاء مجموعة من قواته الخاصة في اليمن في مهمة منفصلة لتقييم ما أسموه الأمن وتقدير حجم الشخصيات التي يمكن التعامل معها في المستقبل في محاولة لتبرير التواجد والتقليل من حجمه ومخاطره.
وهنا وكما فشل المشروع الصهيوأمريكي في إخضاع اليمن وتركيعه وجعله ساحة اقتتال إقليمية بالرغم من نقل الأعباء والتكاليف الباهظة على دول بعينها مثل السعودية والإمارات وقطر سيفشل أيضا في إبقاء حالة الاستنزاف عن طريق تأجيج الأوضاع الداخلية تحت عناوين طائفية ومناطقية.