البرنامج الرمضاني لليوم الخامس والعشرين من ص24 _ ص27 ( يوم القدس العالمي )
ولهذا.. ولنعد من جديد إلى تأييد فكرة الإمام الخميني (رحمة الله عليه) في ضرورة إحياء [يوم القدس] وكما قلت سابقاً لماذا لم تحي الدول العربية كحكومات [يوم القدس]؟ ليسوا جادين في مقاومة إسرائيل، ليسوا جادين في محاربة اليهود والنصارى، هم أولياء لليهود والنصارى، هم أصدقاء لأمريكا، أصدقاء لبريطانيا، أصدقاء حتى بعضهم أصدقاء لإسرائيل لا شك في ذلك.
هم الذين عطلوا البلاد الإسلامية من أن تنتج الخيرات من داخلها، فيحصل أبناؤها على الاكتفاء الذاتي في أغذيتهم, وفي ملابسهم, وفي غيرها. هم الذين أوصلوا المسألة وطوروا القضية من صراع عسكري إلى صراع حضاري يحتاج إلى أن تنهض الأمة من جديد, وتبني نفسها من جديد، حتى تكون بمستوى المواجهة للغرب, والمواجهة لربيبة الغرب إسرائيل.
فيوم القدس هو يوم أن تتجه الشعوب نفسها حتى لا تبقى متأثرة بإعلام اليهود، ولا متأثرة بالإعلام الذي يبرر للدول التي تحكم المسلمين تبرر قعودهم، أو تحاول أن تعزز خلق الهزيمة النفسية داخل المسلمين؛ لأن ما يعرضونه من مظاهر عما يعمله الإسرائيليون دون أن يتحدثوا عما يثير المسلمين, ويحمل عقدة العداء, والحقد ضد إسرائيل.. إنما يعملون على ترسيخ الشعور بالهزيمة النفسية لدى المسلمين أمام اليهود.. ترى إسرائيل ثم لا ترى أي حل، ماذا يحصل لديك؟. تبرد أعصابك, ويموت ضميرك, وتتحول إلى يائس. فالقرآن عمل على أن ينهض بالأمة حتى لا تصل إلى هذه الحال.
حالة العداء لليهود عندما قال سبحانه وتعالى عن اليهود: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}(المائدة: من الآية82) يريد منا أن نربي أنفسنا, وأن نربي أولادنا على أن يحملوا عداوة لأعداء الله لليهود والنصارى, أن يحملوا عداوة. العداوة في الإسلام إيجابية ومهمة، العداوة إيجابية ومهمة، إذا كنت تحمل عداء لأمريكا وإسرائيل، إذا كان الزعماء يحملون عداء، والمسلمون يحملون عداء حقيقياً فإنهم سيعدون العدة ليكونوا بمستوى المواجهة، أما إذا لم يكن هناك عداء حقيقياً فإنهم لن يعدوا أي شيء، ولن يكون لديهم أي مانع من أن يتعاملوا مع اليهود والنصارى على أعلى مستوى، حتى إلى درجة الاتفاقيات للدفاع المشترك، الاتفاقيات الاقتصادية وغيرها؛ لأنه ليس هناك أي عداء.
أنت إذا لم تُكِنّ عداء لهذا أو لهذا لا تُعِد نفسك بمستوى المواجهة. فعندما قال الله سبحانه وتعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}(الأنفال: من الآية60) ألم يرسخ في نفوسنا أن أولئك أعداء، يريد منا أن نحمل هذه الكلمة، وأن نرسخ الشعور بالعداء؛ لأن ذلك هو الذي سيحملنا على إعداد القوة، وعندما تتجه الأمة لإعداد القوة ستعد نفسها للمواجهة في مختلف المجالات، في المجالات الاقتصادية, وفي مجال التجارة, في مجال التصنيع في مجال الزراعة, في مختلف المجالات.
كما عمل الإمام الخميني في إيران عندما رسخ عداوة أمريكا وإسرائيل، عمل على أن يجعل إيران أمة قادرة على أن تكون بمستوى المواجهة للغرب، بأن تحصل على الاكتفاء الذاتي في المجال الغذائي والعسكري وغيره من المجالات، وفي المجال الثقافي وغيره.
لكن هؤلاء لما عملوا على أن يمسحوا من الأمة, مشاعر العداء لليهود والنصارى.. أولئك لأنهم أعداء والعدو لا بد أن يعمل ضدك – كما أشار القرآن – لا بد أن يعمل بكل جد اتجهوا إلى أن يجعلوا حتى قوتنا تحت رحمتهم، أذلونا وقهرونا إلى هذه الدرجة.
ولهذا – كما قلت سابقاً – هم واثقون الآن بأنه ليس باستطاعتنا أن نعمل شيئاً.. أليست إسرائيل تتحدى داخل البلاد العربية تتحدى؟ تضرب والعرب محيطون بها، والدول العربية تجتمع أحياناً أو تندد؟ ولا يحرك فيهم شعرة.
ثم لماذا في الجانب الإعلامي أيضاً, في الجانب الإعلامي.. اليهود هم الآن أرفع وعياً من المسلمين، اليهود أكثر وعياً فيما يتعلق بالمواجهة في صراعنا الآن. ألسنا نقول أن الصراع [صراع عربي إسرائيلي]، والعرب يقولون هكذا: [صراع عربي إسرائيلي] العرب أو المسلمون بصورة عامة.. الإسرائيليون استطاعوا أن يخلقوا وعياً يهودياً داخل إسرائيل فيما يتعلق بالصراع مع العرب أفضل بكثير مما يعمله العرب، بل لا يعمل العرب شيئاً.
أين هي المناهج الدراسية التي تربي أبناءنا على أن يحملوا عداوة لأمريكا وإسرائيل؟ أن يحملوا عداوة لليهود والنصارى؟ أين هو العمل – من أي وزارة – الذي يجعل هذا الشعب بمستوى أن يصمد ولو شهراً واحداً فيما لو دخل في حرب مع إسرائيل؟ لا شيء.
بل إنهم بحكم تأثرهم واستجابتهم لمطالب إسرائيل, مطالب اليهود – واليهود دقيقون جداً جداً حتى في ما يتعلق بالمفردات، بالمفردات اللغوية – يحاولون أن ينسفوا أي مفردة يعرفون بأنها ترسخ مشاعر تكون خطيرة عليهم.
طلبوا من الإعلام العربي إزالة كلمة [العدو الإسرائيلي] التي كانت تستخدم، فأصبحت أجهزة الإعلام لا تتحدث – حتى الفلسطينية – لا تتحدث عن العدو الإسرائيلي، بل الفلسطينيون أنفسهم – وهذا من العجيب ومما يثير الاستغراب والأسى في وقت واحد – أن الفلسطينيين كلما سمعناهم يتحدثون عن هذا الظرف يقولون: [حكومة شارون، شارون, حكومة شارون, حكومة شارون]، لم يقولوا (إسرائيل)؛ لأنهم قد اعترفوا بإسرائيل، وإنما هذا كشخص يهودي هو [حكومة شارون] لو أنها حكومة شخص آخر ما يمكن أن تعمل هذا الشيء! المشكلة هو شارون باعتباره رئيس وزراء. أما إسرائيل ما كأنها مشكلة، ما كأن وجودها مشكلة، فأصبحوا يقولون: [حكومة شارون].
ألم تسمعوهم أنتم؟ كل من يتحدث عن شارون وحكومة شارون, شارون؟ ثم الأجهزة الإعلامية نفس الشيء في البلاد العربية تتحدث عن شارون؛ لأنهم لم يعودوا يتحدثون عن إسرائيل كعدو، لم يعودوا يتحدثون عن اليهود كعدو.
وهذه الكلمة مؤثرة جداً، استخدام كلمة: [عدو] ضد إسرائيل مما ترسخ مشاعر العداء، هذه فُقِدَت في إعلامنا، فُقِدَت في مناهجنا الدراسية، فقدت حتى في تداولنا في الحديث، فأصبحت كلمة [يهود ونصارى] اُستبدلت بكلمة [الغرب]. الإمام الخميني كان يستخدم – لما كانت هذه العبارة قد أشيعت بشكل كبير – [الغرب الكافر] الغرب الكافر, يتحدث بهذا المنطق.
الغرب, الغرب, أمريكا.. هم اليهود والنصارى الذين تحدث الله عنهم هنا وما يكنُّونه لنا, وما يعملوه ضدنا هم هم أنفسهم الذين يسموهم الآن [الغرب], هم الآن اليهود الذين نسفوا من قاموس التخاطب الإسلامي للبلدان وللدول الإسلامية ألغوا استخدام كلمة (جهاد) واستبدلت بـ[مناضلين وحركة مقاومة وانتفاضة] وأشياء من هذه، لم يعودوا يستخدمون كلمة: [جهاد] التي ركّز القرآن عليها وجعلها مصطلحاً إسلامياً قرآنياً له أثره في خلق مشاعر دينية، أنه جهاد في سبيل الله، فاستبدلت بكلمة [مقاومة، حركة المقاومة اللبنانية، المقاومة الفلسطينية، المناضلين العرب، المناضلين، انتفاضة] ليس هناك استخدام كلمة: [جهاد]؛ لنعرف أن اليهود قد وصل الأمر بهم في سيطرتهم علينا إلى أن أصبحت ألسنتنا تحت تصرفهم، أصبحت أجهزتنا الإعلامية تحت تصرفهم.
فإذا كان هناك محطة تلفزيونية تبدو فيها المرأة محتشمة، يجب أن تتجرد من لبسها كما حصل في اليمن! ألم تكن النساء قبل فترة يظهرن محتشمات وتلبس لبساً يمنياً؟ لا، يجب أن تبرز شعرها، وأن تبرز سافرة. هذا السفور من أين جاء؟ هذا التأثير من أين جاء؟ اليهود هم الذين يتحكمون في صنع ثقافتنا حتى في التحكم في تخاطبنا فيما بيننا، ومن أين جاء؟ لأن كل الأنظمة التي تحكم المسلمين هي التي تسهل هذا, وتمهد لهذا.
على كل حال – حتى لا نطول – أحد الإخوة الذين تقدموني في الحديث طرح سؤالاً هو: أن الإنسان قد يصل إلى درجة أن يقول ماذا نفعل نحن؟ ماذا نفعل نحن؟. أنا أرى وأعتقد أن الزيدية، أن الزيود – وإن كانوا قليلاً – إذا اتّحدت كلمتهم، إذا بنوا أنفسهم، إذا وعوا هم، وهم يجب أن يكونوا أوعى الأمة.
الزيود هؤلاء الذين بدأ التأثير عليهم وترويضهم ليكونوا كالسُّـنَّية الآخرين, السنيّة هم هؤلاء الذين يواجهون إسرائيل بالحجارة وهم يمتلكون الدبابات، ويمتلكون الطائرات، ويمتلكون كل شيء! يحاولون أن يروضونا أن نكون سنيّة من هذا النوع.
يجب على الزيود أن يكونوا واعين، يجب على الزيود أن يحملوا وعياً حقيقياً، أن يتمسكوا بمذهبهم، يتمسكوا بالثقلين، الذين وجه رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) الأمة للتمسك بهم، هذا من أوجب الواجبات علينا.
ألسنا الآن ننقد الأنظمة العربية، ننقد العرب الآخرين ومعظمهم سنة، طيب نحن الشيعة، الشيعة برزوا فعلاً أشد إنكاء لإسرائيل ولأمريكا، إيران, حزب الله برزت أقوى عدو لدود لأمريكا وإسرائيل، وأفضل أجهزة إعلامية لديها، تخلق وعياً لدى المسلمين.. نحن الشيعة الزيود يجب أن نكون واعين أكثر من وعي الإيرانيين، أكثر من وعي حزب الله.
وإذا ما وعى الزيود أنفسهم وكانوا بمستوى المسئولية التي حملهم الله سبحانه وتعالى، أن يكونوا بمستوى الدفاع عن دينه، الدفاع عن عباده فلا بد أن يصل الزيود – وإن كانوا بشكل طائفة بسيطة – إلى أن يكون لديهم قدرة يخلقوا وعياً في أوساط المسلمين، كما استطاع حزب الله، كما استطاعت إيران.
فنحن نحن طلاب العلم، ونحن هؤلاء الناس الذين نقول: لماذا العرب لا يعملون شيئاً!. نحن نستطيع أن نعمل شيئاً، إذا رجعنا إلى القرآن كما استطاع حزب الله، وحزب الله من الأمثلة الإلهية.
يجب أن نفهم أن هذه من الحجج علينا، احتج الله على العرب وعلى المسلمين بإيران وبالخميني، واحتج على الشعوب كشعوب، على الناس كطوائف بحزب الله، حزب الله استطاع أن يرعب إسرائيل، استطاع إعلامها أن يقهر إعلام إسرائيل، استطاع أن يؤثر جداً على إسرائيل.
أليس هذا شاهد الحال بأن الحركات الإسلامية إذا وعت تستطيع أن تكون مؤثرة ولو بمعزل عن دولها؟ أن الزيود وهم من يعتقدون أنهم هم الطائفة المحقة، يجب أن يرتقى وعيهم إلى أعلى مستوى، بحيث يكونون من أقدر الطوائف على مواجهة اليهود؛ لأن اليهود ليس فقط إسرائيل إسرائيل واليهود تصلون إلى كل بيت، التثقيف المغلوط يصل إلى كل بيت، عملاء إسرائيل يبثون الثقافة اليهودية إلى كل أسرة، إلى كل مسجد، إلى كل زاوية.
إسرائيل لم تعد تلك البقعة التي تهيمن عليها داخل فلسطين.. الثقافة، الرأي العام، الهيمنة الإعلامية، الهيمنة الثقافية أصبحت بأيدي اليهود، فنحن بحاجة إلى أن نواجه اليهود، وليس فقط إسرائيل، اليهود تأثيرهم يصل إلى كل مكان. والعقائد الباطلة هي تاريخياً من صنع اليهود، العقائد الباطلة التي اندست داخل المسلمين هي تاريخياً من صنع من اندسوا من داخل اليهود.
وماذا يعرض في تلفزيون صنعاء؟ قصة [ابن ماجة]، الحديث حول هذا الشخص شخص مهم وشخص عظيم.. وأنت تقراه أليس إمام يقولون عنه! إمام إماماً يجنِّد نفسه لأميرة جميلة يجند نفسه لها!!. هكذا يعرضه الفيلم هذا أن العلماء يجب أن يكونوا خداماً للسلاطين، يجب أن يكونوا خداماً للأمراء، ومهما عمل الأمير لا, لا يجوز أن تعمل شيئاً ضده، ثم كلما حصل منه فهو قضاء وقدر، قضاء وقدر.
مثل هذه الفيلم هو امتداد للتثقيف الخاطئ، الذي نشأ في هذه الأمة، والذي جر هذه الأمة إلى أن تكون مضروبة على أيدي أذل خلق الله، وهم اليهود والنصارى.
هذا شيء نحن بحاجة إليه، من يتعلمون, ومن يقرؤون, كل الناس يحب أن يحملوا وعياً.. وإلا فلماذا ننقد الآخرين؟ لماذا ننقد العرب الآخرين؟ وننقد زعماء وننقد شعوباً.. نحن الزيدية علينا مسئولية كبيرة، ونستطيع أن نعمل الكثير ضد إسرائيل، ضد اليهود، وضد عملاء اليهود، وثقافة اليهود وإعلام اليهود، يستطيع الناس أن يعملوا الكثير.. وهذا ما نختتم به هذا الكلام.
نسأل الله أن ينور بصائرنا، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا في هذا الشهر الكريم، وأن يجعلنا ممن يهتدي بكتابه، وأن يجعلنا من المتبرئين ممن يوالى اليهود والنصارى، نحن برءاء من اليهود والنصارى, وممن يتولى اليهود والنصارى. اللهم إنا نبرأ إليك من اليهود والنصارى وممن يتولى اليهود والنصارى، ونقطع ونجزم بأن ولاءهم هو من أسباب الذلة التي هذه الأمة فيها، ونقطع ونجزم ونعتقد بأن الولاء لك ولرسولك ولأوليائك ولأهل بيت نبيك ولكتابك الكريم هو المخرج لهذه الأمة، أسألك اللهم أن تهدينا وأن تعيننا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
[ الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]