حقيقة ما يجري في عدن والمحافظات الجنوبية بالإحصائيات والارقام خلال شهر يوليو 2016م
تعيش المحافظات الجنوبية الخاضعة للاحتلال السعودي الاماراتي الامريكي في فوضى امنية غير مسبوقة وتدهور في الخدمات الاجتماعية للمواطنين وتدمير للبنية التحتية للدولة ونهب لثرواتها وخيراتها من قبل دول الاحتلال
حيث تستمر التفجيرات والاغتيالات الشبه يومية ومسلسل الجثث المجهولة والاختطافات والقتل وكل انواع الجرائم التي ترتكبها دول الاحتلال ومنافقيهم ضد ابناء الجنوب وتتصاعد اعمال الاغتيالات والقتل والذبح بشكل مخيف ويرتفع عدد القتلى من المواطنين بأعداد كبيرة وسط تضليل اعلامي كبير لإعلام العدوان .
• الاغتيالات والسيارات المفخخة والتفجيرات
ففي شهر يوليو تم رصد اكثر من تسعة وثلاثين عملية اغتيال وقتل مباشرة استهدفت عسكريين وامنيين وتجار ومشائخ دين ومواطنين وووو…الخ وكان لمحافظة عدن النصيب الاكبر تليها حضرموت ثم لحج وبعدها ابين ثم المهرة والضالع كما شهدت ايضا اكثر من خمسة عشر محاولة اغتيال بالإضافة الى العثور على ثلاث جثث مجهولة اثنتان في لحج وواحدة في ابين وهذه الاعداد ليست نهائية فهناك العديد من العمليات التي لم يعلن عنها او التي لم نستطيع التأكد من صحتها.
اما مسلسل التفجيرات والسيارات المفخخة والانتحاريين فقد شهدت المحافظات الجنوبية خلال شهر واحد تفجير اكثر من خمس سيارات مفخخة ثلاث منها في عدن واثنتين في حضرموت وعملية انتحارية واحدة في عدن اسفرت كل هذه التفجيرات عن سقوط اكثر من ستين قتيلا وعشرات الجرحى حسب المصادر الرسمية لقوات الاحتلال ( مع انها اكثر بكثير ).
اما عن التفجيرات والعبوات الناسفة فحدث ولا حرج حيث تشهد عدن سلسلة انفجارات وعبوات ناسفة بشكل يومي في كل مديرياتها والتي يسقط من ورائها عشرات القتلى والجرحى.
• قطر لاعب جديد لتوسيع الصراع والفوضى الامنية
من جانب اخر تشهد عدن وبعض المحافظات الجنوبية صراعا وحربا بين منافقي الامة من الانظمة العربية السعودية وادواتها من جهة والامارات وادواتها من جهة اخرى يسقط خلاله الكثير من القتلى والجرحى وهذا الصراع تطور الى استخدام عناصر ما تسمى بالقاعدة صواريخ كاتيوشا على معسكرات قوات الاحتلال الاماراتي ولواء الحزم الامني التابعة لها في عدن ولحج بعد ان استخدمت صواريخ حرارية في اسقاط طائرات اماراتية في عدن خلال الشهرقبل الماضي ، كما قامت الامارات بالإفراج عن عدد من قيادات ما تسمى القاعدة وداعش من السجون كان ابرزهم حلمي الزنجي وازاء الصراع السياسي والميداني بين دول الاحتلال غادر رئيس وزراء هادي بن دغر عدن متوجها الى الرياض ملوحا بتقديم استقالته بعد اتساع الخلافات مع محافظ عدن ومديرا منه المحسوبين على الاحتلال الاماراتي
ولزيادة الفوضى والصراعات والحروب دخلت قطر الى المسرح في الجنوب حيث تم الايعاز اليها الاشراف على الاجهزة الامنية وزار حسين عرب قطر ثم عاد ليبداء مشروع قطر فعمل على فتح بعض المعسكرات واستقبال المجندين فيها كما سعى الى دمج مليشيات الامارات المسماة لواء الحزم الامني في ما يسمى الاجهزة الامنية الامر الذي قوبل من قبل الامارات بالرفض لتعيد الاخيرة انتشار هذه المليشيات بشكل كبير في عدن في سياق احكام السيطرة على عدن ما استدعى قطر عبر حسين عرب الى استدعاء عبداللطيف السيد قائد ما تسمى المقاومة في ابين الى عدن والعمل على إنشاء قوات ما يسمى مكافحة الارهاب تحت إشرافه وشهدت الفترة هذه عدة اغتيالات وتفجيرات وصراعات كبيرة تعيد للأذهان سيناريو 86 الذي استخدم الاحتلال البريطاني فيه الفوضى الامنية والقتل الذريع على خلفيات مناطقية وعرقية
• مسرحية تحرير ابين
اما في ابين فقد بداءت خلال شهر يوليو مسرحية ما يسمى تحرير ابين وذلك بعد تصريحات لضابط امريكي كبير لوكالة رويتز اشار فيها الى ارسال مزيد من قوات الاحتلال الامريكي الى اليمن مع احتمال إنشاء قواعد عسكرية جديدة فيها ، وبعد هذا التصريح بداءت وسائل اعلام العدوان بحملة اعلامية كبيرة تحت شعار تحرير ابين من ما يسمى عناصر الارهاب ، ثم تلتها غارات جوية لطائرات بلا طيار استهدفت منازل مواطنين وارتكبت فيها مجازر في المحفد وزنجبار وغيرها وقدمتهم في وسائل اعلامها انهم عناصر قاعدة وداعش في محاولة منها لتهيئة الرأي العام بالاحتلال تحت ذريعة الارهاب ولتصوير ما يجري انه صراع مع الارهاب لكن ذلك لن ينطلي على ابناء ابين حيث شهدت بعض المديريات مسيرات جماهيرية ضد الاحتلال الامريكي وغاراته الجوية كما رفع بعض وجهاء زنجبار رسالة الى هادي ودول التحالف توضح فيها ان المستهدفين مدنيين وليسوا كما يدعوا قاعدة وداعش ولاقت هذه الضربات استنكارا كبيرا لدى ابناء ابين والجنوب بشكل عام
وبنفس ما جرى في مسرحية احتلال حضرموت يجري حاليا في ابين بنفس السيناريو الاعلامي وصناعة المبررات واختلاق الذرائع . مع التذكير بان احتلال حضرموت تزامن معه اعادة نشر القاعدة وداعش بشكل مكثف في ابين وترحيل كل العناصر التكفيرية من حضرموت الى ابين وهكذا يستمر مسلسل الخداع والتضليل لاحتلال اليمن وفي نفس الموضوع نود الاشارة الى هناك عدة معسكرات لما تسمى القاعدة وداعش في ابين أنشأتها دول الاحتلال وبرعاية رسمية منها وقدمت لها كل الاسلحة والدعم المادي والعسكري وجلبت اليها عناصر اجنبية من مختلف دول العالم اليها
وتكشف هذه الخطوات الاهداف الحقيقية للعدوان وعلى رأسهم امريكا في اليمن واطماعهم الاستعمارية في موقعه الاستراتيجي الهام وثرواته الهائلة والتحكم بقراره وسيادته واستقلاله ليكون ضمن محور ما يسمى الاعتدال التي تتزعمه اسرائيل
• تحركات اسرائيلية مباشرة في العدوان على اليمن
وفي هذا السياق ايضا شهد شهر يوليو تحركات اسرائيلية سعودية مباشرة فيما يخص العدوان على اليمن حيث اجتمع تركي الفيصل مع سفيرة كيان العدو الاسرائيلي في الاردن وطلبت السعودية مساعدتها في العدوان على اليمن والاستفادة من خبراتها فوافقت اسرائيل واشترطت تسليم القاعدة الجوية في تعز لإسرائيل ، كما تم الاعلان عن مقتل نائب رئيس شعبة تحليل المعلومات بجيش العدو الصهيوني فيجدور إيجورنوفسكي بضربة توشكا التي استهدفت معسكرا الحجف في محافظة تعز وهو ما يشير الى المشاركة الاسرائيلية المباشرة في العدوان على اليمن ، وايضا على مدى التنسيق الكبير بين دول العدوان واسيادهم من الامريكيين والاسرائيليين ، وكان قبلها اعلن في الشهر قبل الماضي إنشاء اكبر برج رصد لكيان العدو الاسرائيلي في ارتيريا ليشرف على الملاحة في البحر الاحمر وباب المندب كما كان هناك زيارة لرئيس كيان العدو الصهيوني لعدد من بلدان افريقيا تم الاعلان عن بعض الملفات التي تم مناقشتها ومن ضمنها امن البحر الاحمر ومضيق باب المندب و كانت هناك زيارة لأنورعشقي ضابط المخابرات السعودية ومستشار الديوان الملكي السعودي الى اسرائيل ولقاءه بعدة مسئولين صهاينة وتصريحاته بالدعوة الى تطبيع العلاقات مع كيان العدو وتشكيل جبهة موحدة معه في مواجهة دول الممانعة والمقاومة كما اتهم حركات المقاومة في فلسطين بجلب الدمار والخراب لأبناء فلسطين …وغيرها من خطوات العدو الاسرائيلي المباشرة او غير المباشرة المتعلقة بالملف اليمن منذ بداية العدوان.
وسعيا من دول العدوان الى التصعيد العسكري والميداني على اليمن وبرغم اعلان هدنة الكويت واستمرار المفاوضات فيها الا إن الامارات قامت بشراء عدد كبير من القنابل والاسلحة من الولايات المتحدة الامريكية بعد شراء السعودية قنابل عنقودية منها أيضا خلال زيارة محمد بن سلمان الى أمريكا في شهر رمضان المبارك
• الخدمات الاساسية للمواطن في الجنوب
اما على صعيد الخدمات الاساسية للمواطن في المحافظات الجنوبية فبعد عام من الكذب وصرف الوعود وبيع الاوهام من قبل دول الاحتلال لابناء المحافظات الجنوبية لا تزال مشكلة الكهرباء في عدن تؤرق المواطنين في ظل ارتفاع درجة الحرارة الكبيرة والتي ادوت بحياة مواطنين ، كما ان المياه غير متوفرة في عدن وقد تصل انقطاعها في بعض المديريات الى اكثر من خمسة اشهر وتغرق بعض شوارع عدن في مياه الصرف الصحي ما سبب بانتشار الامراض الذين لم يجدوا اي خدمة طبية في عدن حيث تدهور الوضع الصحي بشكل كبير ما ادى ببعض المواطنين للسفر الى العاصمة صنعاء وغيرها للعلاج ، كما يعاني المواطن من انعدام المشتقات النفطية او توفرها بسعار خيالية بالرغم من اعلان دول الاحتلال بين الفينة والاخرى عن تقديم شحنات نفطية لعدن ، وتصاعدت عمليات النهب والسطو والفيد في عدن على المحلات التجارية ومنازل المواطنين بل على المواطنين انفسهم في الشوارع من قبل منافقي الاحتلال ومليشياته وبرعاية من دول الاحتلال نفسها التي صرفت الوعود الوهمية لأبناء المحافظات الجنوبية بتقديم الرعاية والاستقرار للمواطن هناك الا انه وبعد عام كامل واكثر لم يجد المواطن الا الاغتيالات والقتل والتفجيرات والدمار والنهب والفوضى وعدم توفر الخدمات الاساسية ما دفع البعض منهم الى النزوح لمحافظات اب وامانة العاصمة وغيرها.
وهكذا كل شهر يكون حافل بجرائم الاحتلال السعودي الاماراتي الامريكي ومنافقيهم بحق ابناء المحافظات الجنوبية منذ اكثر من عام على الاحتلال لجنوب اليمن.
– زيد الغرسي