ماذا يعني اتفاق مسقط لأبناء الجنوب ؟
في الوقت الذي يعيش أبناء الجنوب والشمال أوضاع مئساوية صعبة كغيرهم نتيجة التدخل الخارجي الذي أعاق حل القضية
الجنوبية التي كانت على مشارف حلها ضمن أولويات مجلس الأمن الدولي ، حيث سعى نظام هادي والاخوان منذ توليه السلطة
الي فرض نفسه كوصي على الجنوب وشعبه ومحاولة فرض حلول تلبي رغبات الدول الراعية للمبادرة الخليجية متجاهلا رغبات
ابناء الجنوب ،كماسعى لاستخدام القاعدة والتطرف كسلاح لفرض تلك الخيارات ، حيث لم يكن ذلك الخيار الغير وطني سياسي
بحت ولكن ممارسات لنهب الاقتصاد والثروات في الجنوب لصالح نخبه سياسيه معينة وقيادات عسكرية من الشمال والجنوب منذ
عام ١٩٩٤م ، فقد شعر ابناء الجنوب بالمعاناه والاضطهاد وكانهم محتلين وليس شركاء في الوحدة ،ولكن تلك لم تكن مثيله للمعاناه
التي يعيشها ابناء الجنوب في ظل وصاية التحالف اليوم والذين حرموا من ابسط حقوقهم في الحياة كمواطن يعيش في القرون
الوسطى وليس القرن الواحد والعشرين ، ومنذ الحرب جعل هادي والاصلاح الذان يحضيان بدعم التحالف الذي تقوده السعودية
الجنوب يعيش في حالة الفوضى الخلاقه لعدم سيادة ابناء الجنوب على ارضهم و الالتفاف على نضالهم بتحقيق حل عادل يكفل له
الحياة الكريمة في ظل وطن مستقر وسيادة على ارضهم كحد ادنى طالب به ابناء الجنوب ، وحركانهم من حقهم في التعبيير
السلمي الذي شهدهم العالم بنموذجية نضالهم ، فبالرغم من مواجهة الثقافة المجتمعية لابناء الجنوب لتنظيمات الارهابية والثقافة
التكفيرية التي هي امتداد لاخترقت الجنوب منذ تحشيد الفكر الوهابي لتجنيد الالاف من الشباب الجنوبي تحت عنوان الجهاد ضد
الاتحاد السوفيتي ومواجهة الاشتراكية والقومية الهربية التي عرف بها ابناء الجنوب ،الا ان انتشارها وتأطيرها لشباب الذي يعاني
من ارتفاع البطالة والفقر كنتيجة طبيعية لغياب الاستقرار السياسي ولتغييب الدولة والامن وتفڜي الفساد المالي والسياسي .
فمنذ انطلاقة الحراك الجنوبي الذي عانا كثيراً من المراهقات السياسية لبعض قيادات الحراك الذين يستخدمون القضية الجنوبية
للابتزاز منذ أنطلاقته عام ٢٠٠٧م ، كماهو من قبل النخب الجنوبية في المؤتمر واحزاب اللقاء المشترك كجزء من المنظومة
السياسية الفاسدة منذ عام ١٩٩٤م الي يومنا هذا حيث تغلب مصالحها الشخصية على حساب المصلحة العامة والحياة الكريمة
لشعب .
اتفاق مسقط يعيد الآمل لأبناء الجنوب : اعلن مساء امس الاول عن نجاح الجهود العمانية برعاية التفاهمات الرباعية للدولية ( جانب التحالف) عنهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وبين الطرف الاخر .
واعتبر عدد من المراقبون ان اتفاق مسقط خطوة في تحقيق السلام الذي ينشد له كافة ابناء الجنوب والشمال من جهه ، ومن جهة
اخرى ان مسار لتخلص من وصاية التحالف ، واكدوا بان نظام هادي الذي اصبح عائقا على تحقيق الحياة الكريمة للمواطن والحل
العادل للقضية الجنوبية الذي جرى استبدالها بقضية عودة الشرعية التي هي بالاساس تسعى لتثبيت مصالح الفاسدين وتجار
الحروب والسياسة على حساب الشعب .
واعتبر مراقبون مزاعم وزير خارجية هادي حول عدم مشاركتهم المباشرة او معرفتهم باتفاق مسقط مثيرة لسخرية لكون من لم
يعلم بانطلاق عاصفة الحزم إلا من وسائل الاعلام فانه لن يعلم بتوقفها إلا من وسائل الإعلام ، و اكد اتفاق مسقط على وقف أطلاق
النار والالتزام لكل الاطرف باتفاق ١٠ ابريل الذي ترعاه القيادة السياسية لدولة عمان والطرف الاخر ، كما اكد الاتفاق على أستئناف
المفاوضات نهاية نوفمبر وتكون الخارطة المقدمة من ولد الشيخ أرضية للنقاش للوصول لتسوية شاملة ومن ذلك جزئية تشكيل
حكومة وحدة وطنية جديدة تباشر عملها في صنعاء وليس في الرياض ، من قبل رئاسة جديدة تنصب من أول يوم ، تنتجها
المفاوضات .
حضر اللقاء وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي مباشرة وطاقم الخارجية العمانية وفريق من المكتب السلطاني كراعي
المباشر للاتفاق والضامن على الاطراف بالالتزام به ، ويشهد الجنوب غضب شعبي نتيجة غياب الخدمات وعجز نظام هادي عن
توفير المرتپات على الرغم من قرار نقل البنك والاستحواذ على موارد وايرادات البلاد .
المصدر: وكالة مرصد