صلاح العزي .. شهيد الإعلام الحر
تأتي اربعينية الصحفي الشهيد صلاح العزي لتذكرنا بالمجاهد حسن الخُلق المتواضع المحب لعمل الخير؛ المتجتهد والمتفوق على الدوام والسابق لمجايليه.
الشهيد صلاح حمود خالد العزي من أبناء محافظة صعدة منطقة وادي ملح ، ولد عام 1979م في منطقة نجران،متزوج وله ثلاثة أبناء. بدأ دراسته الابتدائية في منطقة نجران حتى أنهى الثانوية العامة ، وكانت طفولته تمتاز بالحركة والنشاط .
بعد اكمال دراسته الثانوية قسّم الشيهد صلاح حياته الى قسمين ( علمي وعملي )
ففي المجال العلمي التحق بحلقات العلم في المساجد ، ودرس العلوم الاسلامية واللغة العربية على أيدي عدد من علماء اليمن في منطقة نجران ، واستطاع بفضل الله أن يكون متميزاً بين زملائه من طلبة العلم ، حيث أجازه عدد من العلماء بالتدريس في الحلقات العلمية وتحت اشراف منهم.
كان نابغة وذكياً منذ الصغر حافظاً صادعاً بالحق نافذ البصيرة ، انطلق في بداية شبابه في توعية أهل نجران وبعض المناطق الحدودية ، ناشراً لثقافة القرآن الكريم ومنهج اهل البيت في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم السكوت على الظالمين.
أما في المجال العملي فقد عمل في عدة أعمال متنوعة مثل بقية ابناء الشعب اليمني في الغربة حيث كان من اسرة متوسطة ، واستمر في هذين المجالين فتره تتراوح ما بين سبع الى عشر سنوات حتى بداية ظهور حركة السيد حسين بدر الدين الحوثي وكان محباً لها منذ البداية ، وكان يتعرض لبعض المضايقات من زملائه عندما كانوا يرونه يدافع عن السيد حسين بدر الدين الحوثي وعن المسيرة القرآنية ولكنه لم يكن يبالي بهم ليقينه بصحة الطريق الذي اختاره.
حتى بدأت الحرب السادسة التي شنت ضد أنصار الله وبتعاون مباشر من قبل النظام السعودي، حيث تم اعتقاله مع اثنين من اخوته في عملية مداهمة حقيرة قام بها جهاز المباحث العامة السعودي، ولم يراعوا فيها حقاً من حقوق الانسانية وتم سجنهم لمدة عامين بدون اي تهمة او حتى محاكمة واستخدموا ضدهم اساليب متعددة من التعذيب ، الى ان اصدروا في حقهم قراراً بالترحيل الاجباري مع أسرهم.
وكانت فترة اعتقاله في سجون النظام السعودي من اواخر عام 2009 حتى عام 2011، وتوفي والده وهو في السجن، وبعد خروجه من السجن تحرك مباشرة الى صعدة ليقابل السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي .
ثم بدأ حياته في اليمن من اللحظات الاولى حيث فرغ معظم وقته في خدمة المسيرة القرآنية، وبدأ مشواره كفرد أمني في احدى النقاط الأمنية ثم مشرفاً أمنياً.
بعد ذلك انتقل الى المجال الثقافي حيث كان يتنقل من منطقة الى اخرى داخل صعدة وخارجها لتوعية ابناء المجتمع بأهداف هذه المسيرة القرآنية العظيمة ، وكذلك تحذيرهم من المؤامرات ضد أبناء الشعب اليمني من دول الاستكبار العالمي وخاصة امريكا .
ثم انتقل الى المجال الاعلامي عند بداية الثورة الشبابية السلمية واستمر حتى بداية العدوان السعودي الأمريكي الغاشم ضد الشعب اليمني ارضاً وانساناً ، حيث كان يمثل جبهة في فضح جرائم هذا العدوان للعالم وفضح المؤامرات ضد ثورة الشعب من اعداؤه في الداخل والخارج .
كان الشهيد فارس الكلمة بالمنتديات والمنابر الالكترونية بلا منازع منذ الحروب الأولى على صعدة، وصولا إلى الدور المحوري الذي قام به في إطار الجبهة الإعلامية لمواجهة العدوان، والهيئة الإعلامية لأنصار الله. وكان الفقيد عضوا مؤسساً باتحاد الإعلامين اليمنيين.
وفي سنوات الاستهداف والملاحقة التي تعرض لها أنصار الله، اتخذ الراحل اسم ( قرين القرآن)، فنشر الكثير من المقالات، في المنتديات الإعلامية كالمجلس اليمني ومجالس آل محمد وفي المواقع الإليكترونية كالمنبر وصعدة اون لاين ويمن حر وغيرها.. وكانت مقالاته ومواضيع مقنعة بالدليل والبرهان وموزونة وحصيفة شهد لها العدو قبل الصديق. وكان لوجوده في الشبكة العنكبوتية اثر كبير على مرتادي هذه المواقع.
ومنذ ثورة 21 سبتمبر وفي ظل العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا، كانت لمنشورات الشهيد على مواقع التواصل الاجتماعي، وارتباطها المباشر بالإعلام الحربي، الأثر الكبير في تعزيز صمود الشعب اليمني، وتوثيق انتصارات الجيش واللجان الشعبية، والتبشير بالعمليات النوعية للقوة الصاروخية في العمق السعودي.
ثقافيا كان الراحل يحرص خلال تواجده في الشبكة العنكبوتية على تفنيد الاشاعات والدعايات والرد عليها بالدليل والبرهان ويهمه إطلاع الناس على الحقائق، ولديه في هذا المجال بحث طويل بعنوان ( الحوثيون يسبون الصحابة .. بين الحقيقة والدِعاية .. للباحثين عن الحقيقة )
عبارة عن اسئلة يجيب عليها الاستاذ يحيى قاسم أبو عواضة لتفنيدها وكشف اللبس الذي طرأ في أذهان الناس حولها وتوضيح الصورة الحقيقية لما يعتقده أنصار الله حول مسألة الصحابة.
وهذا البحث موجود ومنتشر في الانترنت لمن يرغب في الإطلاع عليه والاستفادة.
واستشهد في يوم 10 / 10 / 2016م في حادث مروري مؤسف وهو ذاهب الى صعدة مع اسرته لحضور حفل زواج.