السفير نايف القانص : الشعب اليمني يذبح بصمت دولي ومايحدث مأساة فأقت المأسي العالمية
الهدهد / متابعات
أكد سفير الجمهورية اليمنية في سورية الاستاذ نايف القانص على أن العلاقات السورية اليمنية هي علاقة أشقاء منوهاً بأن الحرب في اليمن رهينة بإيقاف دعم السعودية لعملائها في اليمن،
وأكد أن مايحدث في اليمن اليوم هو مأساة تفوق أي مأساة عالمية لأن اليمن هو الوجع المنسي وترتكب جرائم حرب بحق الشعب اليمني في ظل صمت دولي
وأن محاربة داعش مرتكز الخلاف بين اليمن ويين الأمريكان والسعودية ..
وأوضح السفير القانص الكثير من النقاط الهامة وذلك من خلال مقابلة أجراها مع موقع المحاور الإخباري السوري..
والمرصاد نت يعيد نشر نص المقابلة:
كيف يمكن تلخيص التحولات السياسية الكبرى في اليمن منذ بداية عام 2011؟
مايحدث في اليمن اليوم هو مأساة تفوق أي مأساة عالمية لأن اليمن هو الوجع المنسي، وترتكب جرائم حرب بحق الشعب اليمني في ظل صمت دولي، إن المشهد السياسي في اليمن منذ عام 2011 كما تابع العالم بأسره أو ما أسموه “الربيع العربي” والذي استغلته المخابرات الأمريكية والصهيونية وحرفته عن مساره، تمثل بمطالب شبابية بحتة ليس لإسقاط الأنظمة أو إحداث الفوضى، ولكن هناك حاضنة للكيان الصهيوني استطاعت التغلغل بالشباب العربي.
الأحداث تسارعت وجاءت المبادرة الخليجية لكي تمكن المخطط الصهيو أمريكي من إحداث ماهو جارٍ الآن في اليمن، وتم تحديد عامان يتسلم فيها نائب الرئيس مهام الرئيس ويجري خلالهما حوار وطني ويتم تعديل الدستور وتجري انتخابات رئاسية وبرلمانية، ومع ذلك لم يتم انجاز تلك المهام، وعلى ضوء ذلك مدد لهادي عام آخر جرى خلاله الحوار الوطني، وفي اللحظات الأخيرة التفت للحوار الوطني وأراد تقسيم البلاد إلى ستة أقاليم، وهذا ما أحدث ردود فعل سياسية وشعبية دفعت الجماهير اليمنية للخروج إلى الشارع، ومع إصرار هادي على تنفيذ المخططات الخارجية وعدم تلبية مطالب الجماهير قامت ثورة 21 أيلول 2015، وعلى أثر هذه الثورة تم التوقيع على اتفاق السلم والشراكة الوطنية وشكلت حكومة بحاح (حكومة الكفاءات) وتعمد بعد ذلك هادي على المضي في الأقلمة من خلال رفضه إعادة صياغة وتعديل بعض مواد مسودة الدستور وهو ما دفع بالقوى الوطنية إلى إسقاط هادي ووضعه تحت الإقامة الجبرية إلى أن هرب بزيّ إمرأة، وتفاجئنا في هذه الليلة بالعدوان السعودي على اليمن، إلا أن هادي صرح على إحدى القنوات بأنه متفاجئ ولم يكن يعلم بتدخل عسكري في اليمن، فيما ادعت السعودية أنها جاءت بموجب طلب منه.
هل من أفق للعملية السياسية التي يتم التفاوض عليها؟
طالبنا منذ البداية بالحوار اليمني ولكن للأسف أصبحت القضية دولية وأدرجوا اليمن ضمن الفصل السابع، ومع ذلك تعاملنا مع الأمم المتحدة وحضرنا جنيف 1 وجنيف 2، ومن ثم حوارات الكويت، وكلما شارفنا على الوصول لنتيجة، تقوم السعودية بأموالها وبدعم بريطاني أمريكي بتعطيل أي مبادرة.
عندما وصل الجيش واللجان الشعبية للعمق السعودي رأت السعودية نفسها في ورطة كبيرة وبحثت عن مخرج، وهنا تحركت الدول الأربعة أو ما يطلق عليها اسم الرباعية (بريطانيا- أمريكا- السعودية- الإمارات) وتوصلوا إلى رؤية تبنتها أمريكا وأطلقت عليها اسم “مبادرة كيري”، وحاولوا أن تكون عبر مندوب الأمم المتحدة “ولد الشيخ”.
لم يكن أمام الولايات المتحدة إلا أن تتحرك بذاتها وبتدخل كريم من إخواننا في سلطنة عمان وعلى رأسهم السلطان قابوس، جرى لقاء لليمنيين في مسقط مع السلطان، ومن ثم كان هناك لقاء مع كيري بوجود السلطان، واتفقنا على تلك الخارطة المقدمة بتفاصيلها لإيجاد حل شامل وأن يكون الحل العسكري موازياً للحل السياسي بأن تسلّم كل الأسلحة الثقيلة إلى طرف ثالث محايد وتشكل حكومة إنقاذ وطني من الجميع ويكون 17 تشرين الثاني يوم لإيقاف جميع العمليات العسكرية، ووقعنا على هذا الاتفاق وتم خرقه من قبل “التحالف السعودي الأمريكي”.
هل تأثرت القدرات العسكرية للجيش واللجان الشعبية بضربات “التحالف”؟
“التحالف” متفوق بالجانب الجوي، فهو يقوم باستهداف المدنيين والجسور والمدارس والمستشفيات، نحن لا نواجه جماعة هادي ولا السعودية بحد ذاتها، نحن نواجه مؤامرة كبرى تقودها أمريكا، وأدواتها “التحالف السعودي” والمرتزقة الموجودين على أرض اليمن.
نشرت العديد من وسائل الإعلام أخباراً عن إيقاف السعودية دعمها لعملائها في اليمن.. برأيكم هل لهذا تأثير على مستقبل اليمن؟
جدياً أنا لا أعتقد، وهو أمر شكلي، في حال أوقفت هذا الدعم لاستطاع الجيش واللجان الشعبية أن يحسموا المعركة في فترة زمنية وجيزة، فهم بدون السعودية لا يستطيعون فعل شيء، فالمرتزق هو الذي يعمل من أجل المال ونحن نعمل من أجل الوطن.
عندما فشلوا في كل شي وفشلوا في أن يقاتلوا الشعب اليمني تعمدوا نقل البنك وحصار الشعب اليمني، ومنذ الشهر الثامن الموظفين والجيش واللجان الشعبية بدون رواتب، وحاولوا أن يؤثروا عليهم بالمال لكن اكتشفوا أن المال لم يؤثر فالشعب اليمني اتجه بعامته بفقره ووجعه وألمه ليرفدوا خزينة الدولة خزينة البنك المركزي وهنا كانت الضربة التي أذهلت العالم بأسره.
الإعلام السعودي يتحدث دوماً عن الانتصارات التي تحققها قوات “التحالف السعودي”، ماهو الوضع على الأرض ومن الذي يمسك بزمام المبادرة؟
الإعلام السعودي إعلام تضليلي ومثل هذا الإعلام أيضاً صوت مندوب الأمم المتحدة ولد الشيخ وادعائهم بأن هناك صاروخ قد اتجه إلى مكة مع اعتراف من أمريكي وبريطاني أن هذا الصاروخ قد اتجه إلى مطار الملك عبد العزيز بجدة، ولكن ولد الشيخ أكد بأن هذا الصاروخ اتجه لمكة لإثارة المسلمين، هذا إعلام زائف أين هذه الإنتصارات التي يتحدث عنها؟ لو كان لديه انتصارات ما بقي ثمانية أشهر لم يتقدم شبر واحد وكل يوم يتحدث عن إنجازات وخطط جديدة.
كيف تصف الحالة الإنسانية في اليمن بعد أكثر من 600 يوم حصار؟
الحالة الإنسانية في اليمن أكثر من المأساوية والوضع مخيف، لأن هناك استهداف لكل ما له ارتباط بحياة الانسان في اليمن (المشافي والمصانع والمدارس والجسور والمزارع والموانئ) ومنع دخول الأدوية، وهناك مجاعة حصلت في الحديدة تهدد الشعب اليمني بأكمله، كما انتشرت أمراض وأوبئة نتيجة لاستخدام الأسلحة المحرمة دولياً والقنابل العنقودية وما إلى ذلك، مقابل تجاهل من قبل المنطمات الانسانية.
من منبركم هذا نقدم نداء استغاثة لكل الخيرين بهذا العالم أن يوقفوا العدوان عن اليمن ويفكوا الحصار عنها وللأسف الشديد كل من هو مجاور لنا ضدنا وكان هناك منفذ بسيط لنا تقدمه عمان ترسل كل أسبوع طائرة لإسعاف الجرحى وإدخال كميات من الأدوية منعت الآن من قبل “التحالف”.
هل من وجود لـ”داعش” في اليمن؟
هذا هو مرتكز الخلاف بيننا ويين الأمريكان والسعودية عندما انتصرت ثورة الـ21 من سبتمبر، استطعنا في شهر واحد أن نحرر عدد من المحافطات من “داعش” و”القاعدة” عجزت الولايات المتحدة عنها، حيث ادعت أنها تحارب الإرهاب هناك لأكثر من عشرات السنين، مع العلم أن “داعش” موجودة برغبة من السعودية ويوجد ما يفضح تحالف هذه التنظيمات مع السعودية والأمريكان، ثم جاء “التحالف” لإنقاذ هذه الجماعات المتطرفة وشنت العدوان.
كيف تسير العلاقات السورية اليمنية في الوقت الراهن؟
هي علاقة أشقاء وعلاقة مصير وكفاح واحد، فمن سورية أشرقت شمس العروبة ومن اليمن أشرقت شمس صمود العروبة، وحاولوا كثيراً أن يفسدوا هذه العلاقات بين البلدين وتجر الشعب اليمني بجانب القوى الإرهابية لكهنا فشلت بوعي الشعب اليمني الذي استطاع أن يحرك الشارع اليمني ليقف مع سورية بكل إمكانياته مثلما وقف مع القضية الفلسطينية، فقضيتنا المحورية هي فلسطين وأي تآمر على سورية هو تآمر على القضية الفلسطينية وعلى اليمن والعراق، نحن جميعاً نواجه عدو واحد ومؤامرة واحدة ومصيرنا واحد.
كيف يمكن للشباب السوري والعرب المؤمنين بمظلموية الشعب اليمني أن يقدموا له المساعدة؟
للأسف اليمن لوحدها لا أحد معها لكن سورية وحزب الله وروسيا وإيران أن الأوان أن يقفوا إلى جانبها الشعب اليمني يطلب من كل أشقائه أن يتضامنوا معه ويخرجوا بالكلمة والوقفات، فاليمن يشعر بجفاء كبير من أشقائه العرب صراحة، لم يرى الشعب اليمني 5% مما تفاعل الشعب اليمني مع القضايا العربية فكم خرج من أجل العراق وفلسطين وسورية ولبنان ومصر ولم نكتف عند ذلك فهناك أيضاً من قاتل من أجل فلسطين وقاتلوا في صفوف حزب الله والجيش العربي السوري والعراقي يجب أن يكون هناك ضغط شبابي عربي في إحداث صوت موحد يطالب بفك حصارات العدوان وإنقاذ الشعب اليمني، كما نريد أن نقدم الشكر لأبناء البحرين وسورية ومصر الذين رغم جراحهم لم ينسوا اليمن.