النباء اليقين

هل انتهى العمل الثوري في اليمن؟

الهدهد / مقالات

ما لفت انتباهي فيما جاء في اجتماع مجلس الوزراء برئاسة #بن_حبتور هو تأكيده أن مهمة حكومة الإنقاذ الوطني هي تأمين الانتقال من العمل الثوري إلى العمل الدستوري المؤسسي، فهل نحن أمام بداية مرحلة جديدة سيتقلص فيها العمل الثوري في الحد الأدنى أم سينتهي وإلى غير تجمهر حتى؟

 

ظاهرياً، تأمين الانتقال من العمل الثوري إلى المؤسسي هو أن تتقلد الحكومة زمام أمور البلاد بحسب الدستور اليمني وانتهاء أي نشاط يناقض ذلك، أي انتهاء العمل الثوري، إذا لا يمكن إدارة البلاد بحكومة شرعية وحكومة ظليه هي #اللجنة_الثورية.

 

ما يعزز هذه الشكوك هو منشور لـ #أبو_أحمد_الحوثي رئيس اللجان الثورية يطالب فيها الحكومة الجديدة تسلم ما تبقى تحت يافطتها الثورية، في إشارة للقائمين بأعمالها ، لا سباب حقيقة تجاهلها صراحة، وبنوع من الحمق، لكن مثلت رغبة قوية للانسحاب من الميدان، بخط رجعة للضغط على الحكومة من خلال التواجد الجماهيري في الساحات في حال اقتضت التطورات ذلك.

 

ومن مقتضيات تأمين الانتقال الآمن إلى العمل الدستوري حل أوضاع اللجنة الثورية واحتواءها في كل المؤسسات والهيئات الحكومية الجديدة، سواء كوزراء أو مدراء عموم من الدرجة الوظيفية الأولى وما إلى ذلك، وهو ما يجري الآن، لكن مصير هؤلاء يكتنفه الغموض لاسيما في ظل ضعف مؤهلاتهم العلمية والخبرة، أو الوصول إلى أي تسوية سياسية مقبلة.

 

في الواقع حرص بن حبتور على توصيف الانتقال بأنه إلى عمل دستوري ومؤسساتي فماذا يعني هذا؟ يعني أن الوصول إلى هيئات الدولة ومؤسساتها دون الخضوع لشروط الوظائف والترقيات والتعيينات يتنافى مع الدستور والعمل المؤسسي، ومن هنا ستظهر تداعيات سياسة المحابات التي انتهجتها اللجنة الثورية .

 

من جهة أخرى ، حرص حبتور على توصيف الانتقال بانه إلى العمل الدستوري المؤسسي، هو تعزيز الصورة النمطية عن اللجنة الثورية بأنه كانت غير دستورية ومؤسساتية ، بمعنى ان حبتور وبعد تكليفه من #أنصار_الله والمؤتمر لازال يحمل نفسية ووجهة نظر المؤتمر في العمل الثوري ككل، وهو يعكس انتصاراً لحزب المؤتمر الذي سيستمر على حساب اللجنة الثورية.

 

ومع هذا هناك رؤية ضبابية أمام مستقبل اللجنة الثورية، لاسيما في ظل غياب وسيلة إعلامية تعبر عنها، نتذكر قبل تشكيل الحكومة بيوم، حين اعلنت وكالة الأنباء اليمنية سبأ أن اللجنة الثورية دعت إلى مسيرة حاشدة الأربعاء لكنه لم تأكده #قناة_المسيرة، فتفاجئ الجميع بإعلان تشكيلة الحكومة، فلم تخرج مسيرة، في إشارة لوجود إإرادة قمعية لأي دور للجنة الثورية مستقبلا من جهة، ومن جهة أخرى تعكس رغبة قيادة أنصار الله في اتاحت المجال أمام الرغبة السياسية الجديدة، ومن جديد يسقط الأنصار في ” حسن النية ” ولا ننسى أن حزب المؤتمر يمتلك ” عبقرية المناورة و المخارج” .

 

في المستقبل القريب والبعيد لن يكون للجنة الثورية أي دور فعلي في الحياة السياسية عدى الدعوة لبعض المسيرات، لكنها ستظل “فزاعة ” و ورقة ضاغطة في يد أنصار الله لأي طارئ مؤتمري، ومع هذا لن تلقى الاستجابة التي كانت تتمتع بها نظرا لما ارتكبته من أخطاء بحق داخل الداخل، وقد يستطيع حزب المؤتمر احتواءها.

 

وفي الأخير نُذكر أن العمل الثوري في كوبا التي تشيع زعيمها فيدل كاسترو اليوم، مر عليه أكثر من 70 عاما ولا زال مستمراً حتى اليوم، كذلك هي الثورة الإيرانية التي مر عليها أكثر من 35 عاما ولا زالت مستمرة، وهي كذلك أي ثورة حتى بعد تحقيق كامل أهدافها، لكن في اليمن سجلت حالة استثنائية وتسمت بالبرغماتية، قد تكون لحكمة عُرف عنها قائدها #السيد_عبدالملك_الحوثي ..

من يدري؟ ..

فغداً لناظره قريب !!

بقلم / أحمد عبدالكريم