النباء اليقين

السعودية والإمارات وقطر تصيب الأمن القومي المصري بمقتل. (سد النهضة حالة)

 الهدهد / تقارير

تقرير: أحمد عبد الكريم

تسعى بعض القنوات الدبلوماسية والإعلامية في الخليج إلى توسيم العلاقات المصرية الخليجية بالمتميزة أو الطبيعية، لكنها غير ذلك، إذ عمدت دول الخليج ولا سيما السعودية ومنذ فترة طويلة إلى الإضرار بالأمن القومي المصري، في أكثر من ملف مصيري، منها ما أصبح يعرف بـ “أزمة القلق المائي” أو سد النهضة.

سد النهضة ..

سد النهضة هو أكبر سد كهروا مائي في افريقيا ويتسع ل 79 مليار لتر مكعب، وتبلغ طاقته الانتاجية الكهربائية ٦ الاف ميغاواط، أي ثلاثة أضعاف سد اسوان المصري، ومئات الأضعاف حجم الانتاج الكهربائي لليمن قبل 2011.

وسد النهضة، والمعروف بسد الألفية، سيسمح لأثيوبيا تصدير الكهرباء للسودان وجيبوتي وكينيا واليمن بأسعار منخفضة، وسيأمن لأثيوبيا أكثر من ٦٣ مليار متر مربع للري الزراعي وكل ذلك على حساب الامن المائي الغذائي والاقتصادي والعسكري المصري

وبدأت الحكومة الإثيوبية إنشاء مشروع سد النهضة في 2 أبريل 2011، على النيل الأزرق، بمدينة “قوبا” بإقليم (بني شنقول-جمز)، على الحدود الإثيوبية-السودانية، على بعد أكثر من 980 كيلومترا، من العاصمة “أديس أبابا”، ويفترض الانتهاء منه في 2017

سهد النهضة .. تهديد حقيقي للأمن القومي المصري

يعتبر سد النهضة من أخطر المشاريع التي تهدد الأمن القومي المصري، وإحدى أهم الملفات التي أرقت السياسيين والمثقفين والإعلاميين في مصر، وذلك لأنه لا تقتصر خطورته على تهديد أمن مصر المائي فقط، بل طمث هوية مصر الزراعية، وتعريض رقم كبير من سكان مصر للموت غرقاً

وفي التفاصيل، تكمن خطورته على الأمن القومي المصري في أن حجز السد لأكثر من 75 مليار لتر مربع من المياه، سيكون على حساب أمن مصر المائي وستتقلص حصتها البالغة 65 مليار لتر مكعب الى ١٢مليار لتر مكعب، وبالتالي ستكون أكثر من ٦ مليون فدان في مصر غير صالحة للزراعة، وسيضطر ٦ملايين مزارع مصري للهجرة

كما أن خطورته على مصر تكمن ايضاً في منطقة تواجد السد الذي يقع على الهضبة الاثيوبية، وبسعته الكبيرة، سيجعل حياة أكثر من نصف سكان مصر عرضت للموت المحقق في حال ضرب السد زلزال أو تعرض لهجوم من اعداء مصر لاسيما الكيان الصهيوني الذي لايزال يصنف الجيش المصري كأخطر جيش المنطقة على دولته.

كما ان مشروع الالفية الثالثة سيجعل مصر عرضة للابتزاز في ملفات اخرى مثل مثلث حلايبوا المتنازع عليه بين مصر والسودان، وجزيرة سيناء، وبعض جزرها، ومناطق حدودية أخرى، وملفات أخرى، وهو ما يفسر وقوف ودعم السودان واسرائيل ودول الخليج لبنائه.

 

وخطورته على الأمن القومي المصري تكمن كذلك في الغاء اثيوبيا لجميع الاتفاقيات التي تنظم تقاسم مياه نهر النيل الحيوي بين دول حوض النيل وهي مصر والسودان واثيوبيا الامر الذي سيشجع دول اخرى على الحذوي حذوها ومنها اسرائيل والسودان وغيرها بعد ان كسرت هيبته

السعودية والإمارات وقطر تقف وراء مشروع سد النهضة

بحسب معلومات سرية جرى تداولها في بعض وسائل الإعلام منها مصرية وأثيوبية، فإن السعودية والإمارات وقطر طالعة في مشروع سد النهضة الإثيوبي سواء أكان بتمويله، أو المشاركة في بناءه بشكل مباشر، أو الاستثمار في محيطه.

صحيفة الشروق كشفت صحيفة الشروق في الـ 19 من ديسمبر 2015 أن شركات رجل الأعمال السعودي الشيخ محمد العامودي هي الداعم الأول والشريك الرئيسي لإدارة الإنشاءات في مشروع السد مع شركة «سياليني» الإيطالية وتزويده بالإسمنت والدعم اللوجستي، لس هذا فحسب فمسئول اثيوبي أكد أن أثيوبيا حصلت على دعم من المادي في مفاوضات السد بحسب ” الوطني” التابع للحكومة الأثيوبية التي أوردت الخبر في صفحتها الرئيسية.

ويؤكد الأستاذ ابراهيم نصر الدين استاذ العلوم السياسية في معهد الدراسات والبحاثات الأفريقية والدراسات في معهد والخبيرة في شئون المنطقة العربية، وعادل خليفة، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية وغيرهم كثر، يؤكدون مشاركة السعودية والإمارات وقطر في بناء السد.

من جهتم لا يخفي مسئولون حكوميون في اثيوبيا حقيقة هذا الدعم، حيث نقلت صحيفة شبكة مرصد الإخبارية في عددها الصادر بتأريخ 05|06|2013 عن المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية «بريخيت سمؤون» شكره العميق للدول الداعمة لسد النهضة وعلى رأسها ‘إسرائيل والولايات المتحدة والإمارات، والسعودية.

جمادا سوتي، المتحدث باسم جبهة “تحرير شعب الأورومو” الأثيوبية، أكّد لــــ”العرب” أن قطر والسعودية تدعم بناء السد، من خلال مشروع استثماري وزراعي ضخم تموله الدوحة لزراعة مليون ومئتي ألف فدان في منطقة السد ودفعت الجزء الأول من قيمة التعاقد الذي استفادت منه الحكومة الإثيوبية في بناء السد.

وتعمل السعودية على انتزاع أي ورقة مصرية يمكن أن تشكل ورقة للتفاوض مع اثيوبيا، فبعد أن كان لمصر تأثير على مسلمي اثيوبيا من ” أورومو ” ذات الغالبية السكانية في اثيوبيا، فقدت هذا التأثير من خلال نجاح السعودية في تغيير عقيدة الأورومو من الصوفية للوهابية وإن كانت حكومة أديس ابابا تتهم القاهرة بالوقوف خلف احتجاجات “الأورومو” الأخيرة على خلفية أزمة السد .

ويقول الحاج وراق، مفكر وكاتب عربي و رئيس تحرير صحيفة ” حريات ” في مقابلة مع قناة الميادين ضمن برنامج لعبت الأمم، أن السعودية نجحت في تغيير عقيدة مسلمي أوروموا من المذهب الصوفي إلى المذهب الوهابي عبر الهجرة وبناء الجوامع وتدريس الدعاة ” الأمر الذي أصبحت ورقة “أوروموا” سعوديا أكثر من مصريا بعد أن ظلت مصرية لعشرات السنين.

ومن المعروف أن حكومة الخرطوم التي لا تربطها علاقة جيدة بالقاهرة، تقف مع أثيوبيا فيما تسميه الحق الأثيوبي في بناء سد النهضة، كورقة ضاغطة على المصريين لتنازل عن قضية مثلث حلايبوا المتنازع عليه، إلا أن هذه الورقة أصبحت أكثر فاعلية من ذي قبل نتيجة للموقف الخليجي الداعم للسودان بعد مشاركة الأخيرة في العدوان على اليمن.

وبحسب معلومات سرية، فإن قطر وتركيا وإسرائيل، رفعت من منسوب هذا الدعم، على خلفية سقوط مرسي في مصر والذي تقاضي بحسب وسائل إعلام أثيوبية ومعلومات سربة بعد الاجتماع السري في القاهرة، مليار دولار بهدف اثارة هلع مصري ليقبل توصيل المياه إلى إسرائيل عبر غزة، وهي المعلومات التي أكدها الدكتور إبراهيم نورالدين في مقابلة تلفزيونية.