( مُحمدِّيون )
محمديون باسمِ المصطفى هتفوا
ما همَّهُم تستمرُّ الحربُ ،أو تقِفُ
محمديون طه سرُّ قوَّتِهم
لو زُلزِلَ الكونُ ما اهتزوا ولا وجفوا
صُبّت حروبُ العِدا فيهم لتصرفهم عن نهج طه
، فخاضوها وما انصرفوا لو جيشوا
ضِعفَ من في الأرض لاحتفَلت قلوبُنا
، وتهاوى كلُّ من عصفوا
لأنهُم وطواغيتُ الورى طرفٌ
ونحنُ والمصطفى في حربهم طرفُ
ضاقَ الأعادي ، وشعبي فيكَ مُحتفِلٌ
حُرٌّ ، عزيزٌ ، كريمٌ ، شامخٌ ،
أنِفُ البحرُ طوفانكَ العاتي
سيُغرقهُم وأرضُنا فيكَ للمُحتلِّ تلتقِفُ
لم يُثنِنا عنكَ يا طه تحالفُهُم
وما اعترى شعبنا حزنٌ ولا أسف
فنحنُ حيدرُكَ الكرارُ نحنُ وهل يخشى
علِيُّكَ من حربٍ ويرتجفُ قلوبنا حمزةٌ
جاءتكَ شامخِةً صدورنا كربلاءٌ ،
بأسُنا النجفُ جراحُنا أنجمٌ
في حبكَ اشتعلت رؤوسنا من سماوات العُلى كِسَفُ
دماؤنا صلواتٌ باسمكَ انسكبت
أشلاؤنا فيكَ يا خير الورى تُحَفُ
لو حوّلونا لذراتٍ مُبعثرةٍ
لسبّحت باسمكَ الذرات والنِتَفُ
ولم نرَ الحربَ عُذراً عنكَ يُشغلنا
إذ يُشغل الناسَ عنكَ السِلمُ، والترَفُ
فنحنُ أنصاركَ الأحرار من زمنٍ
جرَت بحبكَ في أصلابِهِ النُطَفُ
كأنَّنا (يثرِبٌ ) هاجرتَ في دمنا
وعشتَ فينا وعشنا منكَ نغترفُ
كم حاصروكَ بذاكَ الشِعبِ وانكسروا
وحاصروكَ بهذا الشعب وانجرفوا
أسلافُنا تحت أشجارٍ مُظلِّلةٍ
يُبايعونك ، نِعمَ القومُ والخَلَفُ
ونحنُ نعقدُ تحت القصف بيعتنا
فالقصفُ لا يُخضع الأنصار إن وقفوا
من قاتلوا الشعب هذا قاتلوكَ ،
فهل ينجو خصومكَ يا طه وننكسِفُ !
يرجونَ تركيع قومٍ أنتَ قائدهم !!
متى سيعقِلُ هذا العالَمُ الخَرِفُ .
. لقد تمادت قريشٌ في غوايتها
يا ليت من حاربونا للهدى عرفوا
لو أدركوا ما لقينا فيكَ من شرفٍ
ومن شموخكَ لو ذاقوا أو ارتشفوا
لنافسونا بهذا الحب واحترقوا
كما احترقنا ، وودّوا أنهم قُصفوا
لو يعلم الله خيراً كان أسمعهُم
لكنهم رضعوا التظليلَ واعتلفوا
خانوا الرسول وخانوا الله في دمنا
واستبدلوا مجدهم بالذل فانخسفوا
بُعثتَ للناس نوراً عزةً شرفاً
فكيف دونكَ يُرجى العزُّ والشرفُ
سِرنا بنهجكَ فاستبدلتَ واقعنا
وكلُّ حالٍ مع المختار يختلفُ
هواكَ فينا جهادٌ ثورةٌ عملٌ
ما اعتزَّ من فيكَ يشدو وهو مُعتكِفُ
مشروعنا أنتَ يا طه يحاربنا
عليكَ من حرَّفوا معناكَ وانحرفوا
من أظهروا الدينَ بُنياناً مُشوَّهةً
على شفا جُرُفٍ هارٍ بهِ جُرِفوا
مؤامراتُ قريشٍ حولنا اتّسَعت
فسُمِّمَ الوعيُ عند الناس ، لا الكتِفُ
كم طالبونا بتسليمِ السلاح ، ولو يدرون
لاستنكروا أقوالهُم ونفوا
سلاحنا أنتَ يا طه وقُوّتنا
وكل من أمَّلوا في نزعِهُ نُسِفوا
تمترست فيك واشتدّت متارِسُنا
وأصبحت لرؤوس الشرِّ تقتطِفُ
وفي الصواريخ هبَّت منكَ ألويةٌ
بفضلِ نوركَ للتصنيع تحترِفُ
ما دمت فينا فنصرُ الله موعدنا
وقد أُذلّ الأعادي أينما ثُقفوا
تعلّقت فيكَ أرواحٌ وأفئدةٌ
وناشدتكَ بلادٌ كلها شغفُ
فأنتَ غيثُ قلوبٍ كلها ظمأٌ
وأنتَ لؤلؤ كونٍ كلهُ صَدَفُ
صلى عليك النفيرُ العامُ وانطلقت
قبائلٌ أنتَ فيها الثأرُ ، والنكَفُ
محمديون أنصارُ الرسول ومن
غير اليمانين بالأنصار قد وُصِفوا
تبوأوا الدار والإيمان ما نكثوا
عهداً ، ولا أجّلوا وعداً ، ولا اختلفوا
تحرروا برسول الله وانطلقوا
بحبلهِ استمسكوا ، في حبهِ عُرفوا
وأنفقوا كلَّ شيءٍ في محبّتِهِ
وحين لم يبقَ ما يعطونهُ .. نزَفوا
محمديون ما خانوا محمدهُم
في الحب كم أرعدوا ، في الحرب كم عزفوا
على قُوى الظلم ثاروا ، قاوموا
دولاً وما استكانوا ، وما هانوا ، ولا ضعفوا
إن واجهوا الكون كانوا فوق طاقتهِ
محمديون إن صدوا ، وإن زحفوا
محمدٌ في سبيل الله جبهتُنا
وغير قُرآن طه ما لنا هدفُ
صلاتُنا اليوم بالستيةٌ عبرَت
بكَ المسافات للأقمارِ تختطفُ
صلى عليكَ إلهُ الكون ناصرنا
والصفوةِ الآلِ من بالعزةِ اتصفوا
اللشاعر: معاذ الجنيد