بالفيديو .. كوكب يمطر ياقوتا ويبعد عن الأرض ألف سنة ضوئية
الرياح في المناخ المجنون لكوكب اكتشفوه قبل 8 سنوات، أسرع من الطائرات، والعواصف كارثية كالأعاصير، واكتشفوا من رصده حديثاً أن غيوماً غريبة تتكون من نظامه المناخي الشاذ، بحيث تمطر سماؤه بلورات الياقوت بدل قطرات الماء، وهو ما يؤكده بحث جديد نشر في موقع Science Daily الأميركي، وقام به فريق علمي قاده الفلكي البريطاني الدكتور ديفيد أرمسترونغ من جامعة Warwick بإنجلترا.
كوكب HAT-p-7p مكون من غازات متلبدة، كما المريخ، وهو أضخم 16 مرة من الأرض البعيد عنها 1040 سنة ضوئية، ورصده الفريق طوال 4 أعوام مضت بمرصد Kepler التابع لوكالة “ناسا” الأميركية، ودلتهم دراسة ضوئه المنعكس أن دورانه ثابت حول نجمه، بحيث يبقى وجه منه معرضاً دائماً لأشعة الشمس، والآخر بارد ومظلم، كما قمر الأرض. وفيه غيوم يتكون معظمها في الجانب المظلم، ثم تتبخر حين مرورها في أجواء الوجه المعرض لنجمه الأكبر من شمس الأرض بمرتين.
تلك الغيوم ليست بيضاء أو رمادية كما المتكونة من أبخرة الماء في سماء الكرة الأرضية، بل بألوان داكنة كما خامات المعادن، لأنها تتكون في الكوكب من عنصر يسمونه Corundom المتواجد في الأرض، أساس تكوينات الياقوت الأحمر والأزرق كخامات حجرين كريمين، وهو الذي تتساقط بلوراته سائلة كما المطر من غيوم الكوكب “المختلفة تماماً عما نعرفه من غيوم على الأرض” وفقاً لما نقلت أسبوعية Nature أيضاً عن الدكتور أرمسترونغ.
الحياة، بحسب البحث الفلكي، مستحيلة على HAT-P-7p الذي اكتشفه في 2008 فلكيون مجريون، ورصده فلكيون بالعالم حتى منتصف 2014 أكثر من مليون مرة عبر المنظار “هابل” وحده، قبل أن يتكفل به مرصد “كبلر” الذي اكتشفوا باستخدامه أن حرارة الجانب المعرض لشمس الكوكب معدلها 2860 درجة، لأنه قريب منها كما عطارد من شمس الأرض، لذلك تتبخر البلورات الياقوتية في جوه، وحين تمطر السماء يتساقط الحجر الكريم سائلاً في عالم بحد ذاته من الغازات المتلبدة.
كما اكتشفوا أيضاً من تغيّر طبيعة الضوء المنعكس من الكوكب، وجود تغيّرات هائلة وسريعة في نظامه المناخي، تتوالد معها عواصف وأعاصير جنونية وكارثية، والرياح تتنقل في غازه المتلبد بسرعات كبيرة تبلغ مئات الكيلومترات بالساعة، واكتشفوا أنه يدور حول نجم كتلته 500 مرة أكثر من شمس الأرض “وهي المرة الأولى التي يتم فيها التعرف إلى مناخ كوكب غازي خارج المجموعة الشمسية” وفقاً للبحث الذي شارك فيه أيضاً علماء من “جامعة كوين” ببلفاست، كما و”جامعة دبلن” الأرلندية، ومعها “كلية لندن الجامعية” وآخرون مستقلون.
أما عن الياقوت الأزرق بشكل خاص، فنذكر لإعطاء فكرة عن قيمته فقط، أن قطعة هي الأكبر في العالم وتم اكتشافها في يناير الماضي بمناجم “راتنابورا” في سريلانكا، وتزن أكثر من 1404 قيراطات، أو 280 غراماً، أن سعرها كما قدروه يوم بثت الوكالات خبر اكتشافها، هو أكثر من 200 مليون دولار، علماً بأنها شهيرة أيضاً باسم “الياقوتة النجمية” لظهور نجمة سداسية داخلها، وداخل معظم أحجار الياقوت الأزرق إجمالاً.
المصدر: عربي21