((صنعاء معذرة ))
بقلم :حمير العزكي
بكى الكثيرون على حلب
فأجشهت صنعاء بالبكاء وكم هو مؤلم بكاؤها
تبكي وقد تجاهل الكثيرون معاناتها
وتناسى ابناؤها الذين أطنبوا في وصفها والتغزل بها معاناتها ومشاعرها التي غمرتهم ونبتت حروفا في كتاباتهم.
بكت صنعاء وحركت قلمي فيمم شطرها وعزم على مواساتها وطلب العذر منها. فالبكاؤون خذلوها
وهي التي لم تخذلهم
لابد من انصاف صنعاء ولابد من هبة لنصرتها بمقالاتنا وشعرنا ونثرنا وقصصنا وهذه دعوة مفتوحة لكل قلم مبدع وفكر مستنير للحديث عن صنعاء
القصيدة
(صنعاء معذرة)
صنعاء وارفة الاحضان تسكن بي
طيفا من الشعر أو حرفا من اللهب
صنعاء عازفة الأحزان كم عزفت
عنها الدموع وغنت مجد ذي كرب
صنعاء عاصفة الأفكار تأخذني
الى القصيدة آفاقا بلا حجب
صنعاء كاشفة الاسرار تكتمني
عني وتفضح عبد الجاه والذهب
صنعاء ناسكة في سيف فارسة
في رمح مئذنة في سورها ابن نبي
صنعاء فاتكة الالحاظ ناعسة
الالفاظ ممشوقة الأقلام والكتب
صنعاء شامخة في العشق مانظرت
يوما الى النجم او مالت الى الشهب
صنعاء في قلبها الإيمان تعمره
مآذن أسلمت لله في رجب
صنعاء في عينها ضوء وفي فمها
سحر وفي جيدها شمس بلا وقب
صنعاء في خدها بن وفي يدها
ملح وفي أذنها قرط من العنب
صنعاء في صدرها بحر وقافية
في بطنها شاعر ثاو بلا غرب
في ظهرها حمير في حجرها نقم
في راحتيها غواني الطين كاللعب
صنعاء في لحنها لطف قضى وصدى
صوت من العز لاعود من الخشب
صنعاء لم تعرف الاخدان محصنة
عفيفة ماارتمت في حضن مغتصب
صنعاء راسخة في الشرق نافخة
روح الجمال بوجه الارض والحقب
صنعاء أيقونة التاريخ يرسمها
نقش الخلود أساطيرا تحلق بي
صنعاء جنية الأطوار ماحبست
بين الفوانيس او في خاتم التعب
صنعاء طينية مثلي وليس لها
مثل ففيها حياة دونما سبب
لا موت يقتلها لا دهر يهزمها
لا عمر يحسب في تقويمها الطربي
لاحرب لا قصف يخفي وهج بهجتها
براءة النور أقوى من دجى الغضب
صنعاء عاكفة تحكي لعكفتها
تآريخ آبائهم فصلا لكل أبي
أبناؤها بين عينيها سواسية
لافرق بين بني السكنى او النسب
صنعاء في (زنة) العرسان نعرفها
في خصرها(المحزق الطيار)ك(الجعب)
صنعاء صانعة الاقدار كم نهضت
خلاقة رغم أنف الخوف والنصب
صنعاء ساطعة بالحق ما تبعت
غير الهدى في صراع الرفض والنصب
صنعاء شاحبة الجدران ناضرة
الوجدان ناظرة للنصر عن كثب
صنعاء باذخة الاحساس مترفة
سر الدلالة بين الحسن والحسب
صنعاء مغرمة بالمجد مفعمة
بالعز متخمة بالفخر والرتب
ماذا سوى نفخة في الصور تدركها
بغفوة ثم تصحو في ضحى الأرب
ماذا سوى الحب يحظي بإلتفاتتها
في كبرياءالذرى المحجوب بالسحب
صنعاء معذرة فالحرب ضارية
وانت في وجه حلف حاقد وغبي
تفديك روحي واروح مطهرة
من الخنا وانعكاس الذل في الأدب
صنعاء ما للبواكي عنك راغبة
أما رأت فيك ليل الموت والكرب
أما رأت نار غارات بلاعدد
والطير تختطف الارواح للترب
وقاتلا بين فكيه النساء وفي
أنيابه بعض شيخ طاعن و صبي
عمت بصائرها صمت ضمائرها
أم أخرست حرفها حمالة الحطب
صنعاء ماعذر باك ضن مدمعه
على الحقيقة فياضا على الكذب
باك على حلب الشهباء منتحبا
وما بكاك فما أولاك بالعجب
قالت و أحزانها صرعى كرامتها
ماحل بي ضعف ماقد حل في حلب