خاص : قيادي في الحراك يروي للحقيقة حقيقة ما يجري في عدن “مقابلة”
مضى شهر ونصف شهر على دخول القوات الغازية محافظة عدن دون أن يلمس المواطن العدني أي تغيير حقيقي من شأنه أن يوفر له الأمن ويرفع من مستوى حياته المعيشية عدى ما يشهده من تدهور أمني مخيف وغياب أبسط الخدمات الأساسية لمقومات الحياة وما ترافق مع ذلك من انتشار ظاهرة الاغتيالات والاعتقالات وعمليات السطو والسلب والنهب كل هذه الأعمال للقاعدة أصاب المواطن العادي في عدن بصدمة شديدة جراء هذا الوضع المزري سيما والكثير من قياداتهم الوطنية والفاعلة غيبتها القاعدة عن طريق الإختطاف أوالإغتيالات.
وحول هذا الموضوع اجرت صحيفة الحقيقة إتصالا هاتفيا مع أحد القادة في الحراك الجنوبي فضل عدم ذكر اسمه لدواعي أمنية أعرب فيه عن خيبة أمل أبناء الجنوب عامة وأبناء عدن خاصة مما آلت إليه أوضاعهم بعد دخول القوات السعودية والإماراتية إلى مدينة عدن وسيطرة القاعدة على أجزاء واسعة منها ومما قاله إن عدن اليوم تشهد حالة مخيفة من الانفلات الأمني ترافق معه اعتقال المئات من أبناء عدن وتصفية العشرات من القيادات الجنوبية التي أبدت استياءها من التصرفات الرعناء للقاعدة وقوات الإحتلال وما تقوم به اليوم من عبث بالمؤسسات الحكومية وهدم للمعالم الأثرية وسيطرة وإختطاف وقتل للعشرات من ناشطي الحراك وأبناء الجنوب
وعند سؤاله عن حقيقة ما يقال عن تحسن أوضاعهم المعيشية في ظل ما يُسمع كل يوم من وصول كميات كبيرة من مواد الإغاثة إلى ميناء ومطار عدن الدولي ؟
ـ أجاب أن وصول المواد الإغاثية والمساعدات الإنسانية لا تعدو عن ظاهرة إعلامية يتمنن بها الإعلام الخارجي على أبناء الجنوب وإن وصلت فيقتصر توزيعها على الشخصيات المعروفة بالولاء لقوات التحالف والقاعدة وحزب الإصلاح وجماعات هادي أما المواطن العادي فإنه يعيش وضع معيشي صعب للغاية ولا يصل إليه أي شئ من تلك المساعدات
ـ هل تحضى القاعدة بقاعدة شعبية في عدن تخولها القدرة على السيطرة على زمام الأمور والقيام بتلك الأعمال التي وصفتموها بالبلطجية واللا اخلاقية بحق الغالبية من أبناء المجتمع العدني
ـ يا سيدي أغلب عناصر القاعدة دخلت عدن مع القوات السعودية والإماراتية وعناصرها عبارة عن لفيف من الصعاليك بينهم العدني والصنعاوي واللحجي والضالعي والمأربي وبينهم الكثير ممن يحملون جنسيات أجنبية ولذلك نحن نعتبرهم غرباء على مجتمعنا وجدوا في عدن بوجود القوات الغازية وأستطيع أن أؤكد لك أنهم سيرحلون من عدن وبقية المحافظات الجنوبية برحيل هذه القوات الأجنبية .
ـ لكن سمعنا عن قيام قوات التحالف بوضع خطة أمنية تهدف إلى تخليص عدن من قبضة القاعدة وعلى هذا الأساس تناقلت وسائل الإعلام خبر وقوع مصادمات قبل أيام بين قوات التحالف والقاعدة في بعض الأحياء من مدينة عدن ؟
ـ ما سمعتموه لا يعدوا عن كونه ظاهرة إعلامية هدفها محاولة السعودية وحلفائها تجنب الحرج الكبير من تحالفهم المكشوف مع القاعدة لأن القاعدة كما تعرفون على رأس الحركات المصنفة ضمن قائمة الإرهاب التي يحاربها المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة وعليه فالسعودية تخشى أن يكتشف أمر تحالفها مع القاعدة وتخاف أن تتهم بدعم القاعدة ولذلك تقوم بنشر مثل هذه الشائعات حتى لا تتهم في المستقبل بالإرهاب لكن من يعيش في عدن هو من يدرك أن القاعدة عبارة عن جهاز أمني لقوات التحالف تتحرك وفق ما يريده الضباط السعوديون والإماراتيون الذين سبق وأن قسموا عدن إلى مربعات وعلى رأس كل مربع ضابط إماراتي أو سعودي .
ـ أخيرا ما هو شعور المواطن العدني في ظل ما نسمع من قيام القاعدة بإعتقال المئات من أبناء عدن ونهب وسلب المؤسسات الحكومية ومصادرة مساجد المخالفين لها سيما أبناء الطائفة الصوفية الذين سبق وأن قامت بتفجير مقامات واضرحة أوليائهم ومصادرة مساجدهم ومكاتبهم وأعتقال أكثر من مائة وخمسين شخص منهم ؟
ـ أستطيع أن أقول لك أن الشارع العدني يغلي اليوم أكثر من الماضي بكثير وهناك سخط شعبي واسع من أعمال القاعدة التي تجاوزت كل حد ولولا تواجد القوات السعودية والإماراتية وحمايتها لهؤلاء الصعاليك لكنا قد تخلصنا منهم بعد أيام من خروج الحوثيين وقوات صالح من عدن.
ـ كيف ذلك ؟
ـ يا سيدي كلكم تعرفون ما حدث في الأسابيع الأولى من انسحاب الحوثيين من معارك شرسة بين فصائل الحراك الجنوبي وبين القاعدة على خلفية سطو القاعدة على المباني الحكومة وقيامها بإعتقالات واسعة للمواطنين ونهب ممتلكاتهم بتهمة التخابر وموالاة الحوثيين لكن الجميع تفاجأ في ذلك الوقت بإحتماء عناصر القاعدة بالقوات السعودية والإماراتية ووجدنا أنفسنا في مواجهة مباشرة مع هذه القوات وعليه ومن ذلك اليوم أصبح كل شخص في عدن يدرك أن القاعدة لا تعدو عن ظاهرة صوتية لا غير وأن المتحكم في قراراتنا ومقدراتنا ومن يقوم بكل تلك الأعمال العبثية هو الغازي الخارجي وليست القاعدة .