النباء اليقين

السعودية تمنع ظهور مشايخها في التلفزيون.. الاّ باذن!

تعتزم السلطات السعودية إصدار قرار بمنع ظهور مشايخها الوهابيين في القنوات التلفيزيونية إلا بموافقة منها بعد فتوى عبدالله السويلم التي تعتبر ان زنا المحارم أهون من ترك الصلاة الصبح.

وأطلق مغردون هاشتاغا يحمل اسم “منع ظهور الدعاة بالإعلام”، عبروا خلاله عن رفضهم الفتاوى الغريبة والمثيرة للجدل المتزايدة في الآونة الأخيرة.

واستهجن المغردون ظاهرة انتشار فوضى الفتاوى وغرابتها ومخالفتها حتى للمنطق والعقل في احيان كثيرة.

وافادت دراسة سابقة ان عدد قنوات التلفزيون الدينية سواء مسلمة او مسيحية، زاد بنسبة 50 بالمئة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا في سنوات قليلة ما عكس تصاعد الطائفية في المنطقة.

وينشغل مستخدمو تويتر في كل مرة بموضوع قديم ومتجدد تعلق بفوضى الفتاوى وتدخل الدعاة ورجال الدين بكل شيء، والآثار السلبية التي تخلفها فتاواهم الخاطئة على المجتمعات العربية.

وأسس أحد المستخدمين مؤخرا هاشتاغا جديدا بعنوان “كان حرام وصار حلال” يتناول التناقض في مسألة التحريم والتحليل لدى رجال “فما كان محرما بالأمس أصبح بقدرة قادر محللا اليوم”.

وكان الشيخ السعودي عبدالله السويلم أثار جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الإجتماعي بعد ظهوره في البرنامج التلفزيوني يفتي بأن زنا المحارم أهون من ترك الصلاة، مؤكداً في تصريح له بأنه لن يتراجع عن هذه الفتوى.

ووفقا لمقطع انتشر له على الانترنت قال ان ترك صلاة الفجر متعمدا أعظم عند الله من الزنا من المحارم.

وأضح “لو مات شخص في صبيحة اليوم في الثامنة وقد تعمد ترك صلاة الفجر فقد اختلف العلماء في هل يغسل او يكفن وجواز الصلاة عليه ودفنه في مقابر المسلمين.

واشار الى ائمة السلف ومنهم ابن باز قالوا بأنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلي عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين وانهم ما كانوا ليقولوا ذلك دون دليل، مؤكدا ان ذلك هو دين الحق، وأضاف لو ان احدهم اقام علاقة مع اخته وتوفي وكان يصلي فيغسل ويكفن ويدفن في مقابر المسلمين.

واضاف “ترك الصلاة اعظم من الزنا وشرب الخمر وقتل النفس دون حق، ولو ان شخص قتل حتى 5 أشخاص فجريمته اهون من ترك الصلاة”.

واستاء مغردون على تويتر من كلام الداعية وشنوا هجوما لاذعا عليه من هذه المقارنة التي تهون من الذنوب الكبائر، فيما قال سليمان الطريفي احد مشايخ وزارة الشؤؤن الاسلامية السعودية السابقين: ان المقارنة لا تستند على دليل ويفعلها من قل فقهه وتترتب عليها سلوكيات غير محمودة.

وتمسك السويلم رغم صيحات الفزع من كلامه برأيه حول فتواه، وقال: لن أتراجع عما ذكرته من أن زنا المحارم أهون من ترك الصلاة.

واعتبر ان من يشرب المسكر ويزني بمحارمه فهو يرتكب فعلاً محرما مذموما، ويصح غسله والصلاة عليه.

وقال: “إن المجتمع لم يقبل ما قيل باعتبار زنا الأقارب أمراً غير مقبول، ولكن التقييم عند الله مختلف (وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم) فالصلاة أشد حرمة”.

وقال المغرد خالد عبدالعزيز “تفريخ التطرف في المخيمات الدعوية والفضائيات!”

وغرد سعيد الصالح “جعلوا من الإسلام سيفاً يُقتل به الناس!”

وقال مغرد “لا تعر عقلك لغيرك،.. قرار وصل متأخرا جدا ولكن صائب وسيعمل تحولا كبيرا في اعادة تنظيف الفكر لدى الشعب من سموم التطرف والتشدد الديني”.

وقالت رنا “خطوة موفقة كل ماطلع واحد فيهم استعرض عاهاته الفكرية ضد المرأة مثل المالكي والسويلم وماننسى ابوالغدة المنسية”.

وقال محمد بنبرة ضاحكة “حلال فيهم”.

واستاء البعض الاخر من الفتوى المثيرة للفتن وللانحلال الاخلاقي من طرف الشيخ السعودي واعتبروا ان التقليل من خطورة وفضاعة زنا المحارم يحرض الشباب والمراهقين على ارتكابها في حين انها معصية لا تغتفر.

وتشير بعض وسائل الإعلام إلى أن عددا كبيرا من المواقع الإلكترونية العربية المتخصصة بالجنس تخصص قسما للأطفال وزنا المحارم، وهي بذلك تروج للجنس الإلكتروني والشذوذ الجنسي بحسب البعض.

وتؤكد دراسة بعنوان “المجتمع الخليجي والغزو الفضائي الخارجي: صراع أم لقاء” أعدتها باحثة بحرينية ونشرتها صحيفة الوطن السعودية أن الشباب السعودي هم أكثر شباب الخليج ارتيادا لموقع “يوتيوب”، مشيرة إلى أن أغلب المواضيع التي يبحثون عنها تتعلق بالجنس.

وتخلص الدراسة إلى أن 95 بالمئة من أولئك الشباب يتنقلون بكل حرفية ومهارة في مواقع الجنس والفضائح والصور العارية، أما الـ4% الباقية فهي للاستمتاع برؤية اللقطات الرائعة لبعض اللاعبين في عالم الرياضة.

وتقول الناشطة الاجتماعية والمشرفة على منتدى تواصل النسائي مريم العيد إن 23 بالمائة من الأطفال في المملكة يتعرضون للتحرش الجنسي.

وكشفت دراسة أعدها الدكتور علي الزهراني أخصائي الأمراض النفسية بوزارة الصحة السعودية أن ما يقرب من ربع أطفال المملكة تعرضوا للتحرش الجنسي.

وتشير الدراسة إلى أن التحرش قد يقع من قبل الأقارب أو بعض العاملين كالسائقين والخدم أو من العامل في البقالة وغيرها.

المصدر: ميدل ايست أونلاين