لماذا الغرب قلق من انتصار حلب؟
كشفت نتائج معركة حلب عن جملة وقائع حول حقيقة التورط الغربي والخليجي ليس فقط على مستوى المجموعات المسلحة التي تسمى “معتدلة ” بل ايضا دعم “داعش” والاستثمار عليها في سياق الحرب الكونية التي يقودها الغرب وحلفاؤه في الخليج الفارسي.
ولذلك لم يعد بمقدور هذا التحالف التغطية على دعمهم لكل المجموعات الارهابية، ما يؤكده زوار العاصمة السورية في الايام الاخيرة، حيث ان هزيمة المسلحين في حلب اسقطت الاقنعة التي كان رعاة الارهابيين التلطي خلفها وما زالوا من اجل استمرار الحرب ضد الدولة السورية وحلفائها، وهذه الاثباتات يمكن ملاحظتها في العديد من الوقائع خلال معركة حلب وبعد هزيمة المسلحين ومن ابرزها:
اولا: ان تباكي الغرب وكل الداعمين للارهاب عبر ما اطلقوه من اكاذيب وادعاءات حول القضايا الانسانية او حول حصول عمليات تصفية بحق المدنين او المسلحين هي مجرد فبركات بعيدة كل البعد عن الواقع، فالجيش السوري وحلفاؤه تعاطوا خلال معارك حلب باقصى درجات الدقة وضبط النفس حتى لايتعرض المدنيون لاي اضرار بشرية، فعمليات القصف كانت تستهدف بنك اهداف خاصة بالمسلحين، وانه كان يمكن دخول احياء حلب الشرقية باسرع مما حصل. اما خلال نزوح المدنيين من هذه الاحياء فالجيش السوري كان دائما ليس فقط يوقف العمليات العسكرية بل يعرض جنوده للخطر جراء استهداف المسلحين للمدنيين وذلك من اجل تأمين انتقال الاهالي من حلب الشرقية باتجاه مناطق سيطرة الدولة.
حلب تقلق الغرب وداعمي الارهاب
ثانيا: لقد اظهرت كميات الاسلحة التي وضع الجيش السوري يده عليها في الاحياء الشرقية مدى التسليح التي قام داعمو المجموعات المسلحة بتوريدها اليهم، بالاضافة الى الكميات الكبيرة من المواد الغذائية والادوية التي منعوها عن المدنين، في وقت لجاْ الغرب بما في ذلك الامم المتحدة في مرات عدة الى اطلاق الاكاذيب حول نقص التموين والادوية عن المسلحين.
ثالثا: لجوء ما يسمى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الى “غض النظر” عن تنظيم داعش بما في ذلك وقف الغارات الجوية على مواقعه في الرقة كي يتسنى له حشد اكثر من ستة الاف مسلح مع اكثر من الف مركبة عسكرية من اجل اعادة احتلال تدمر، وهو ما اكدته القيادة الروسية، حتى ان زوار دمشق يؤكدون ان دخول داعش الى الرقة حصل بدفع وتشجيع من اجهزة مخاراتية غربية وخليجية خاصة الاميركية.
ووفق زوار العاصمة السورية، فالهدف من وراء دفع داعش لدخول تدمر كان اصابة اكثر من عصفور بحجر واحد، اهمها:
الهدف الاول: محاولة التأثير على مسار العمليات العسكرية في حلب لرفع معنويات المسلحين، حيث السعي لاشغال الجيش السوري للتخفيف عن المسلحين في حلب الشرقية، وبالتالي منع انجاز الانتصار الذي تحقق هناك.
الهدف الثاني: التقليل من نتائج هزيمة المسلحين ليس فقط على مسار الأزمة في سوريا، بل التخفيف من تداعيات ذلك على الدول الداعمة للمسلحين. ويقول زوار دمشق ان ما صدر من مواقف عن هذه الجهات يظهر مدى القلق من انتصار الجيش السوري، ويكفي الاشارة الى الاثارات المذهبية والاكاذيب التي لجاْ اليها الاعلام السعودي والقطري، والى ما ظهر من قلق لدى كيان العدو لادراك مدى القلق لدى كل داعمي الارهاب.
حسن سلامة.. موقع العهد