فواتر تهز أركان الاقتصاد السعودي…كلفة العدوان علي اليمن 13 مليار دولار شهريا في عام 2016م
كان يشاهد المواطن اليمني والعربي والعالم ارتال عسكرية للغزاة والمرتزقة بالالاف في كل رتل عسكري واحد لايقل عن 1000 دبابة ومدرعة وراجمة صواريخ واطقم عسكرية وبحضور اعلامي هستيري وبين اليوم والذي يليه نجد اعلان عن ارتال عسكرية تتقدم او تعزيزات عسكرية كبرى وليس في جبهة فحسب – بل ارتال عسكرية كامداد عسكري كبير في كل الجبهات مؤلفة من الاف الدبابات والمدرعات والاطقم العسكرية وكأن الحرب العالمية تدور رحاها في اليمن.
اليوم اختفت تماما وانحصرت الى درجة 5% من 100% وهذه الــ 5% يعلن عنها الاعلام الغازي والمرتزق في جبهة واحدة دون باقي جبهات المعركة وهذه نتيجة مايصنعه “اسطورة الميدان” المقاتل اليمني المجاهد الباسل في الميدان بسلاحه الشخصي، واوصل السعودية الى شباك “الصفر”.
ثبات، اداء، احترافية، ايمان، صبر، تخطيط، تنسيق، جرأة، بسالة، ابداع ثم انجاز هي لغة عصف حجم الخسائر المادية والبشرية في صفوف القوات السعودية الغازية وتحالفها في اليمن في المحصلة النهائية بالاقتصاد السعودي، و الذي يشكل عصب القوة في السعودية وأساس مكانتها في قمة الهرم المالي الاقليمي.
وعلى الرغم من إن صناع القرار المعتوهين المخبولين قد حسموا خيارهم العسكري والسياسي و بناء على حجم هذه الخسائر بحتمية ايقاف الحرب العدوانية أو على الأقل جدولته، إلا أن ثمة تناقض حاد لاتزال تثيره تلك الأرقام المتواضعة الذي تتمسك بإعلانها وزارة الدفاع السعودية لعدد القتلى والجرحى مقارنة بالأرقام الحقيقية التي تشير إليها الكثير من المصادر السعودية واليمنية المحايدة والمستقلة اضافة الى الاعلام الحربي اليمني الرسمي والتي أدركت بوقت مبكر حجم هذه الخسائر الغازية.
#إعماء_الرأي_العام السعودي والعربي والعالمي:
دأب الإعلام السعودي والخليجي كتقليد ومنذ بداية العدوان في التقليل من حجم الخسائر الحقيقية وذلك لاعتبارات تخص طبيعة الرأي العام السعودي، وشدة تأثيره على نشاط صنع القرار السياسي وآليات معنوية للحرب التي يتحمل وزرها المواطن السعودي اليوم، إضافة إلى تأثير ذلك على معنويات الجنود في الميدان، ففي اواخر 2015 وبداية 2016 كان الجيش السعودي يعلن عن خسائره في الحدود ببضعة من الجنود بواسطة مقذوفات وضربة شمس وسكته قلبية او ضل الطريق ووالخ…
وما لبث أن تسربت الأرقام الحقيقية بواسطة مغردين سعوديين كبار معزز بالاعلام الغربي المستقل والتي وصلت إلى أكثر من 10ألف قتيل وجريح جنرال وضابط وجندي سعودي كحد ادنى سرعان ما أطاحت هذه الخسائر بمكانة محمد بن سلمان كمسؤول والسعودية كدولة في الداخل السعودي الساخط والغاضب والمنطقة والعالم.
الخسائر المادية المشهودة والموثقة:
لربما تكون هذه الأرقام مذهلة للبعض، وقد كانت بالفعل متوقعة و سارّة، ولكن بعد عملية بحث دقيقة، تفيد المعلومات بأن في اليمن كل شيء وارد، بطبيعة الحال فالمقاتل اليمني تجاوز كل شيء وحديثنا هو عن الجيش والعتاد البرّي للسعودية.
لا تقل الخسائر السعودية المادية خطورة في حسابات الكلفة العسكرية والاقتصادية إن لم تكن أكثر أهمية وخصوصا في حالة السعودية وطبيعتها البذخة في تمويل الحروب، فبعد أن كانت كلفة العدوان على اليمن شهريا 9 مليار دولار سنة 2015، ارتفعت عام 2016م لتصل الكلفة إلى 13 مليار دولار شهريا، وبلغت التكلفة المالية للعدوان على اليمن طبقا لوسائل الاعلام السعودية والاوروبية والأمريكية بلوغ خطير ولعى لسان وزير التجارة السعودي حيث سببت ايقاف الاف المشاريع والغت مئات المخصصات المالية وأصدرت قرارات مالية تقشفية لتعويض الخسائر منها فرض الضرائب حيث فُحصت التكلفة المالية لمااسمتها التقارير بعاصفة الحزم وكانت النتيجة أن كلفة العدوان تجاوزت الخط الاحمر الذي هز اركان الاقتصاد السعودي مما يجعل المواطن السعودي هو الضحية التي ستدفع الثمن غالياً لذلك بات المواطن السعودي اليوم يجد نفسه أمام مأزق ومنزلق سحيق، فقبل أن يلتئم جرح ضريبة الكهرباء حتى يفتح جرح ضريبة الاتصالات، وقبل أن يعلن عن تخفيض البدلات حتى يُصدم بقرار تلو قرار أدخل الشعب السعودي مرحلة الحصاد المر، وسنوات العجاف حيث يغاث الناس ولا من مغيث الا رحمة الله..وانتهى زمن جني الأرباح، وبات الكل يرصد خسائره على مستويات شخصية وعائلية وربما وطنية..ليس في الأفق بشارة من أي نوع، وجيوب المواطنين وحدها رافد تعويض لخزينة الدولة السعودية لانقاذها.
تتضمن الكلفة العسكرية المخصصة رسميا لتغطية العمليات ومنها أجور العنصر البشري بفئتيهم الجنود والمرتزقة والارهابيين إضافة إلى كلف العتاد الحربي و المعدات العسكرية والتي أصبح 65 – 70% من دبابات ومدرعات ومركبات قتالية وراجمات صواريخ واليات انشاء ومخازن ومستودعات اغلبها خارج الخدمة اي مدمرّة والبقية بحاجة إلى إعادة تأهيل أو صيانة او استبدال لمدة خمس سنين تتضمن هذه الكلفة أيضا نفقات الرعاية الصحية للجنود الجرحى والذين هم بالالاف بكافة مستشفيات السعودية وايضا خارج السعودية وكذلك فوائد الديون التي استدانتها الحكومة السعودية لتمويل الحرب العدوانية خارج الميزانية السعودية المقررة من البنوك السعودية الخاصة والدولية.
ايضا لم نتطرق إلى الخسائر غير المنظورة المتعلقة بانهيار معنويات الجيش السعودي والتي انعكست على الميدان العسكري واجبر الجيش السعودي على الاستعانة بالمرتزقة ليدافعوا عنه في عمق ارضه ايضا ارتفاع معدل الكراهية للسعودية في العالمين العربي والاسلامي وفي العالم، وفقدان مصداقيتها حول ريادتها العربية والاسلامية وتدهور هيبتها ومكانتها على المستوى الدولي، إضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة والعجز والمديونية، ومن المتوقع أن تعلن الحكومة السعوديه وبالاكراه قريبا بمجرد أن تضع الحرب العدوانية أوزارها أو على الأقل بعد أن تقوم بسحب جنودها وجنود تحالفها من المدن اليمنية “مارب وعدن وحضرموت وشبوة ستكشف عن حجم الخسائر الحقيقية البشرية والمادية المرعبة التي تكبدتها القوات السعودية الغازية وتحالفها في اليمن .
السعودية اليوم باتت على صفيح ساخن يحرقها من اخمص قدميها الى جذع رأسها، ولم تعد السعودية كما قبل العدوان وان تكتم الاعلام السعودي والخليجي على ذلك ولكن المواطن السعودي والخليجي هم الوحيدين الذين يشعرون بالوضع الاسود الذي يعيشونه وخائفون من القادم حيث ان الفاتورة لم تنتهي فلازال امام النظام السعودي فواتير ثقيلة جداً سيدفعها رغما عنه منها فاتورة اعادة اعمار اليمن اضافة الى المخصصات المالية للدول والمنظمات والتنظيمات كنهاية خدمة الى جانب انقاذ الاقتصاد السعودي من التدهور المتسارع الذي يجري على قدم وساق كل يوم وهذ نتيجة الرعونة والغطرسة ولونظر النظام الوهابي الارعن الى اليمن كبلد شقيق لكان الوضع مختلف تماما ولكن شاء الله ان يكشف ال سعود الارهابيين المجرمين الظالمين على حقيقتهم للعالم عبر بوابة اليمن رغم التضحيات الجسيمة.
عموماً وبكل سرور وتفائل منتصر، تميزت منظومة قيادة الحرب والسيطرة التابعه للجيش واللجان الشعبيةعن بقية المؤسسات العسكرية بالمنطقة والعالم بإيمانهم وعقيدتهم ووطنيتهم العالية وأخلاقياتهم ومناقبيتهم وانضباطهم ووعيهم بدورهم وتوجههم والتزامهم بالدفاع عن الشعب والوطن و القضايا الوطنية والاسلامية على حد سواء.
احمد عايض