النباء اليقين

متى وكيف سيتوقف العدوان؟. بقلم زيد البعوه.

الهدهدنت / مقالات

يُمني البعض نفسه بتوقف العدوان على اليمن من خلال ما يسمعه من تصريحات لدول العدوان وعلى راسها وزير خارجية العدو الأمريكي كيري الذي ستنتهي فترة صلاحية عمله بعد ايام قلائل وتصريحات الغراب الذي ينعق باسم العدوان العسيري وغيرها من التصريحات التي تأتي من هنا ومن هناك من منظمات ودول أخرى ولكن لأن الشعب اليمني الصامد لدية تجربه مع مثل هذه التصريحات أصبحت بالنسبة لديه ثرثرة إعلامية لا أساس لها على الواقع فمنذ الهدنه الأولى قبل ما يقارب العامين والتي اتت بعدها مفاوضات جنيف الى اليوم لم تصمد هدنه لمدة دقيقة واحده ولم يصدق تصريح واحد ولم تنجح أي مفاوضات رغم ما قدمة الفريق الوطني اليمني المفاوض من تنازلات .

لا يوجد هناك يمني واحد يتمنى استمرار العدوان الا من المنافقين والمرتزقة والعملاء الذين يعيشون على أشلاء الضحايا وعلى جوع المحاصرين من أبناء اليمن في مختلف المحافظات كل اليمنيين الاحرار الشرفاء يريدون ان يتوقف العدوان ولكن ليس بالطريقة التي يريدها المحتلين والمعتدين طريقة استسلام وركوع ولن يحصل هذا بفضل صمود الشعب اليمني ولو كان سيحصل لحصل قبل عام من الان كل ما يريده اليمنيين اليوم هو توقف للعدوان بشكل غير مشروط توقف يضمن لهذا الشعب حرية الاستقلال السياسي والسيادي وبما يكفل لهم فك الحصار وإعادة اعمار ما دمره العدوان وحياة سياسية مبنية على الشراكة والوحدة الوطنية الشاملة .

الا ان التجربة التي خاضها الشعب اليمني مع دول العدوان منذ بداية عام 2015 الى اليوم تجربة التصريحات والهدن والمفاوضات جعلته يؤمن في قرارة نفسه انه يواجه الد قوم واظلم بشر واكذب مخلوقات على وجه الأرض مخادعين ومكارين وطواغيت ومجرمين لا ركون عليهم ولا على ما يقولون فبين الفينة والأخرى يجتمعون ويصرحون ويثرثرون حول توقف العدوان ثم ما نلبث اذا بهم ينقلبون على ما صرحوا به وينقضون المواثيق والعهود بل ويذهبون الى ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين من الأطفال والنساء والتصعيد العسكري في مختلف الجبهات.

ورغم كل هذه التعقيدات والمماطلات من قبل دول العدوان الا ان هناك أشياء حتمية لا يمكن تجاوزها تقول انه مهما طال امد العدوان فانه لابد ان يتوقف في يوم من الأيام فقد ادرك المعتدون انه لوكان بإمكانهم حسم المعركة عسكرياً لفعلوا ذلك وقد حالوا بقدر ما يستطيعون ولكن دون جدوى والجميع يعلم كيف انهم كانوا يراهنون منذ اليوم الأول على حسم المعركة واحتلال اليمن في أيام وشهور قلائل ولكن بفضل الله وبفضل صمود وجهاد الشعب اليمني فشلت مخططاتهم وانهارت احلامهم وفي كل مره وبعد كل هزيمة يسول لهم عملائهم والمنافقين من الداخل بأنه حان الوقت للانقضاض على اليمن وانها مسألة وقت وترتيب صفوف وهكذا يقومون بأعداد خطط قوية في كل المجالات الإعلامية والأمنية والعسكرية وحتى على مستوى تصريحات للأمم المتحددة ومجلس الامن وبعض الدول تدعوا لوقف العدوان بهدف اضعاف نفسية الشعب اليمني ويركن اليهم ويترك ساحات الجهاد ومع كل مرة يصطدمون بوعي اليمنيين وقوة وعزيمة ارادتهم في مواجهة العدوان ومرتزقته من المنافقين.

سيتوقف العدوان غصباً عن دول العدوان وتجار الحروب في يوم من الأيام القريبة وهذا استنتاج يعتمد على ادلة وبراهين تتمثل في ان العدوان وتحالفه وصفقاته وأهدافه ومرتزقته وزخمه الإعلامي والعسكري اضمحلت على مدى اكثر من عشرين شهر ولم يعد العدوان بتلك القوه وبذلك الحماس وهذا ليس تثبيط ولكن هذا الواقع فقد استخدم العدوان كل الأساليب واستعان بخبراء من مختلف دول العدوان ورمى بكل ثقله السياسي والعسكري والمادي والاستخباراتي وغير ذلك وفي كل مره يدور حول نفسه ويكتشف كم هو ضعيف بالمقابل الشعب اليمني الصامد بجيشة ولجانه الشعبية يزداد قوة وصلابة يوماً بعد يوم لم يضعف ولم يستسلم ولم يكل ولم يمل فقد ترسخ في اذهان الجميع قرار وخيار واحد هو المواجهة والعمل بجد حتى النصر  لأنهم يعلمون ان الخيار الاخر ليس لمصلحتهم بل سيضيعون جهودهم وتضحياتهم سدى وسوف ينتقم منهم العدوان اشد مما قد فعل فيما لو فتحنا له ثغره ومكناه من انفسنا وهذا مستحيل فلا يزال في جعبة اليمنيين المزيد من الخيارات العسكرية ولايزال الصمود قائماً حتى يتوقف العدوان الذي لابد ان يتوقف .

ولكن كيف سيتوقف العدوان؟ من خلال الجولات المتكررة من المفاوضات التي انطلقت بدايتها من جنيف ثم الكويت ومن ثم الى مسقط والتي يرفضها ويتنكر لها العدوان ومرتزقته بعد كل جوله الا انهم في المرحلة الأخيرة قرروا العودة الى ما تم التفاوض عليه في الكويت ووضعوا اليه قابله للنقاش ولاتزال مؤهله للقبول والرفض ولكن من خلال الاستنتاجات حول كل هذا لم يعد امام بقية الأطراف ما يتم النقاش حوله من جديد فكل طرف قد قدم ما لديه ولم يتبقى سوى توقف العدوان بجد والتزام والخوض في غمار المفاوضات حتى يصل الجميع الى نتيجه.

النظام السعودي اصبح على وشك الإفلاس مالياً واقتصادياً واصبح في دائرة الاتهام كمجرم حرب قد ربما يتم جره للمحاكم الدولية على خلفية الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب اليمني  والتي تم توثيقها بالصوت والصورة والزمان والمكان من قبل اليمنيين ومن قبل بعض المنظمات وهناك مرحلة سياسية مقبله تتطلب من النظام السعودي إعادة ترتيب أوضاعه وخاصة بعد ان يستلم ترامب وحكومته مهام عملهم في بداية العام المقبل 2017 اما بالنسبة للمرتزقة والعملاء الذين يعتمد عليهم العدوان فلم يعد لديهم ما يقدموه او يحققوه في الميدان سوى الفوضى الأمنية والكر والفر الغير مجدي اما الشعب اليمني الصامد المجاهد فهوا عازم على الاستمرار في المواجهة لم تنهكه الحرب ولا الحصار ولا الدمار لأنه ليس امامه خيار أخر الا الاستمرار بوتيرة عالية حتى يأتي وعد الله وتتحقق سنته التي لا تتغير ولا تتبدل بنصر عباده المستضعفين الواعين المجاهدين والله على ذلك قدير