النباء اليقين

السعودية 2017 التعويذة الاخيرة

الهدهدنت/مقالات

بقلم/كامل المعمري

المملكة السعودية التي ظلت تتصدر المشهد في المنطقة كقوة اقليمية وقائدة للعالم الاسلامي تخسر موقعها وتأثيرها بعد ان

انفقت مليارات الدولارات واصبح كل ما خططت له من اجل تبعية دول المنطقة لسياستها وبالا عليها اول هذه الانتكاسات هزيمة

داعش في العراق وسوريا وخروجهم من معظم المناطق التي كانوا يسيطرون عليها وعودتهم الى البيئة الحاضنة لهم ذات المد

الوهابي وهذا بدوره يشكل اكبر خطر على السعودية التي ستكتوي بما زرعته بينما الدول التي في محيطها ستكتفي بالنظر

وتتشفى بذلك ولن تقف الى جانبها الانكسار الاخر هزيمتها في سوريا والسيطرة على حلب من قبل الجيش العربي السوري

..حلب التي راهنت عليها كثيرا وانفقت اموالا طائلة لدعم الجماعات المتشددة فيها غير انها جنت الهزيمة ضربة قاصمة اخرى تلقتها

المملكة بانضمام تركيا للحلف الروسي الايراني الامر الذي اغلق كل منافذ داعش باستثناء الطريق المؤدي اليها المملكة السعودية

التي اسست علاقاتها مع المحيط العربي والاقليمي بناء على استغلال حاجة بعض الدول لمساعداتها النفطية والدعم المالي

لتكون بذلك قادرة على صنع القرارات في مجلس الامن اصبحت اليوم عاجزة عن الاستمرار في لعبتها المتمثلة بصناعة المواقف

الدولية ولعل المثال الاقرب رفض جمهورية مصر التبعية لها واتساع رقعة الخلافات بشكل اكبر عندما حاولت السعودية قبل ايام

معاداه مصر من خلال زيارة مستشار الملك سلمان الى سد النهضة غير ان دخول مصر الى جانب الحلف الروسي الايراني التركي

يجعل من محاولة السعودية في التكالب على مصر بعيد المنال العاهرة التي صنعت بثروتها شلالات الدماء في المنطقة وجعلت كل

المنظمات الدولية تغض الطرف عن ممارساتها الاجرامية باتت اليوم تعاني من ظروف اقتصادية خانقة ولم تعد قادرة للاستمرار في

شراء مواقف المنظمات الانسانية الامر الذي دفع بهذه الهيئات الحقوقية للتنديد والاستنكار للجرائم التي ترتكبها السعودية بحق

الشعب اليمني اضافة الى دعوات بمنع بيع الاسلحة لها بل واعترفت السعودية باستخدامها لهذه الاسلحة المحرمة دوليا في

محاولة لاحراج حلفاءها امريكا وبريطانيا كل هذه الانتكاسات التي جعلت المملكة تمضغ المر حدثت خلال فترة وجيزة ربما خلال

الشهرين الاخيرين لذلك تحاول اليوم استعادة ولو القليل من شرفها وهيبتها بل ولم يعد لها سوى تعويذة واحدة اخيرة تحرص على

انجاحها في اليمن في محاولة لتحقيق انتصارات ميدانية بعد خسارتها في حلب وفقدان تأثيرها في المنطقة والتنافر الكبير في

علاقاتها مع المحيط العربي والاقليمي ..لكن العنب اليمني ايضا يظل بعيدا من متناول يد المملكة السعودية تماما مثل فستق حلب