ناقوس الخطر اليمني يضرب بـ أمن اسرائيل…والعرب على حافة الاستنجاد باليهود
الهدهدنت/متابعات
الكيان الصهيوني لتحقيق أمنها القومي واستراتيجيتها العسكرية لقمع الأمة العربية دائماً تربط أمنها بمشروع المياه، كـ احتلال الجولان أدى إلى السيطرة على منابع نهر الأردن وفي نفس الوقت فان هذه السيطرة حققت لإسرائيل أوراق للضغط السياسي على سوريا والأردن، تماما كما فعلت من امتلاكها للأرض لتفرض بعد ذلك على العرب شروطها للسلام مساومة في ذلك بالأراضي العربية وليس الإسرائيلية، ويعتبر هذا الامر نجاح كبير ضمن استراتيجة الكيان الصهيوني في فرض سياساتها على الدول العربية انشاء مشروع اسرائيل الكبرى.
ان السياسات الاسرائيلية في الاراضي العربية بمواقف فردية ليس فيها الحد الأدنى من التشاور والتنسيق في ظل غياب استراتيجية مائية عربية واضحة يتم فيها تحديد الخطوط الحمراء التي لايمكن للإسرائيليين ولغيرهم أن يتجاوزوها فيما يتعلق بالحقوق المائية العربية، وان هذا الامر لا يلاحق العرب فقط بل تركيا ايضا تعاني من هذه المشكلة ولاتطالب أنقرة بنفطهما من الكيان الصهيوني وان المسألة هي مسألة سيادة.
من اهم اهداف مشروع الامن المائي لـ تل ابيب هو أسر وحصار الأمة العربية لعدم تأمينهم من أبسط مقومات حياتها وهي الماء والغذاء.
إن المخططات المائية التوسعية لإسرائيل تعود في أصلها إلى ما قبل نشأةِ دولة إسرائيل، فهي تَعْتَبِر التحكم في مصادر المياه العربية جزءًا من أمنها القَومِي لبناء دولةِ إسرائيلَ العظمى، في حين نَجِد غياب صحوة إستراتيجية عربية لصد هذه المخطَّطات، نتيجة انشغال العرب بنزاعاتهم العربية – العربية، وإهمال القضايا المصيرية.
اما قضية المياه اليمنية في ضمن المعادلة الاسرائيلية لم تكن في ضمن الصراعات المائية كما يعرف، بل ان الصراع في اليمن حول المياه هي قضية تتعلق بأمن اسرائيل القومي واقتصادها، حيث أن مشروع الفدرالية في اليمن طرحت على لسان الامارات والسعودية من خلال العلاقات التي تربطهم بالكيان الصهيوني لرفع الخطر بعد الثورة اليمنية التي اطاحت بالمشروع الصهيو الامريكي في البلاد.
ان مشروع الجزر اليمنية لم تأتي يوماً عن فراغ، كما يتجاهلها البعض، بل ان استراتيجية الجزر في خليج عدن وبحرالاحمر تستطيع ان ترفع العديد من القضايا للكيان الصهيوني على ايادي اماراتية سعودية، ومن اهم هذه القضايا اقتصاد الكيان الصهيوني والامن القومي.
ان اسرائيل منذ ولادتها سعت ان تسيطر وتضع لها موضع قدم في دول الافريقية وعلى رأسها جيبوتي واريتريا للسيطرة على باب المندب، اما اليمن في انذاك كانت تحت سيطرة عميلها الاول وهي السعودية، فبعد سقوط السعودية في اليمن التي كانت تمثل الغطاء الاكبر لمشاريع اسرائيل في المنطقة، باتت اليوم مكشوفة امام الرأي العام العربي والعالمي من خلال سيطرتها على جزيرتي تيران وصنافير والمحاولة المستميتة للسيطرة على المواقع المطلة على باب المندب والخط الساحلي.
حيث أن السيطرة على الخط الساحلي اليمني من قبل الجيش واللجان الشعبية قد دق ناقوس الخطر لأمن اسرائيل وأمريكا في المنطقة لأن الثورة اليمنية لم تأتي لاستهداف العرب ولا كانت هذه الفكرة يوماً في رأس قيادة الثورة، وانما اتت الثورة لافشال مخططات الكيان الصهيوني وأمريكا لكسر حصار الأمن المائي على العرب والامة الاسلامية بما فيهم السعودية والامارات.
النجم الثاقب