النباء اليقين

قصيدةُ معاذ الجنيد الجديدة التي ألقاها في الحشد الأكبر: كنا سيوفاً .. وأصبحنا براكينا

الهدهدنت/ثقـــافــــة

معاذ الجنيد

ما خاب ظنكَ يا خير الورى فينا

كنا سيوفاً .. وأصبحنا براكينا

حاشا لقولكَ فينا أن يُجاملنا

فحكمةُ الله من أسمى معانينا

على مدى الدهر تستهدي العصورُ بنا

سبحان من صاغنا قوماً يمانينا

جاءت حروبُ الأعادي كي تفرقنا

لكننا اليوم زِدنا في تآخينا

وسُيِّرت طائراتٌ من عزائمنا

ودُمِرت بارجاتٌ في شواطينا

وهكذا كل عامٍ سوف تشهدنا

على خُطى (( وأعِدّوا )) مُستعدِّنا

على المنصات وزَّعنا مدائنهم

وللصواريخ حدَّدنا العناوينا

فعمِّدي كل نصرٍ يا (زلازلنا)

ودشِّن العامَ يا (بركان) تدشينا

من سورة (الصفِّ) جئنا في توحدِّنا

من كل أرضٍ صرخنا ضد غازينا

بالروح بالدم نفدي أرضنا شرفاً

ونحنُ بالله نمضي في تحدّينا

لمّا اندمجنا مع القرآن ، تاهَ بنا

أعداؤنا ، وارتقينا في أمانينا

قالوا بأنَّ القُوى العظمى قد اجتمعت

قلنا لهم ربُّنا معنا سيهدينا

والله والله ما اهتزَّت إرادتنا

بل زادنا ربُّنا نصراً ، وتمكينا

والله والله أنَّا الخاسِفون بكُم

وإن زحفتم ملايناً ، ملاينا

لم ننظر الحربَ إلا فُرصةً وأتت

إنَّ الصراعات للأرقى تُنمِّينا

لو كانت الحربُ شهراً ، ما أُتيح لنا

أن نحصدَ الصبرَ تصنيعاً ، وتحصينا

فيا لِواء الصواريخ استَلِم قُبلاً

على جبينك نُهديها ، وتُهدينا

أنتُم يدُ الله يُردي الظالمين بكم

على يديكُم يدُكُّ المُستبِدِّينا

ويُصلِحُ الله بالَ المؤمنين بهِ

حيناً ، ويُطلِقُ بالستيّهم حينا

نحنُ الجبالُ الرواسي يا عواصفهُم

لو عشتِ مليون عامٍ لن تهُزِّينا

إرادةُ الله شاءت وهيَ نافِذةٌ

أن ينتهي حُكمُ (أمريكا) بأيدينا

فنحنُ أشجعُ من في نهجهِ انطلقوا

ونحنُ أصدقُ من لبّى ( فلسطينا )

يخشون بعضَ الصواريخَ التي معنا

ويجهلون الصواريخَ التي فينا

ما بعد ، بعد ( الرياض ) الآن وُجهتنا

فيا ( إمارات ) ( أمريكا ) تهانينا !!

أردتِ إرضاءَ ( إسرائيل ) من دمنا

وقد تورّطتِ يا أغبى أعادينا

فتحتِ للحرب باباً كان مُنغلِقاً

من ذلك الباب قد جئنا فذُوقينا

والله لن تهدأ الثاراتُ في دمنا

إلا وقد عُدتِ صحراءً بلا مِينا

تخوّفي يا قُوى العدوان وارتجِفي

من الطبيعيِّ جداً أن تخافينا

لأننا جُندُ من مَحياكِ في يدهِ

من يومُهُ ألف عامٍ إنْ تعُدِّينا

عليكِ تمضي سنينُ الحرب ضيِّقةً

ومنهُ تمتدُّ ماشئنا ليالينا

بشهرنا فيهِ ، ما حاولتِ في سنةٍ

نجيءُ نحنُ بما لا تستطيعينا

يا مجلس الأمن ما دامت قبائلنا

شديدة البأس .. فاصمُت لستَ تعنينا

سيعرفُ الكلُّ منكم حجمَ ورطته

سيحفظُ الدهرُ مُضطراَّ أسامينا

كلُّ الذي قد أضافتهُ الحروبُ لكُم

كُنتُم مُلوكاً ، وصرتُم مُستذلِّينا

وجيشكُم كان جيشاً قبل يعرفنا

حتى التقينا بهِ ، أمسى جثامينا

من يطلبُ الحربَ يلقانا جهنّمهُ

من يطلبُ السِّلمَ يلقى بأسنا لِينا

تأمّلي ، وتأسّيْ يا شعوب بنا

لا ينصرُ الله من يخشى السلاطينا

إن لم تكُن أُمَّةً منكم مُجاهدةً

لا تفرحوا أنكم كُنتُم مُصلِّينا

إنَّ الجهاد أساس الدِّين غايتهُ

من ضيَّعوهُ وخافوا ، ضيّعوا الدِّينا

تهرَّبت من سبيل الله أُمّتُنا

وعاشت الذُلَّ تبريراً ، وتطمينا

لكننا السابقون الأولون إلى

هداية الله ما خابت مساعينا

أمدّنا الله نصرا فوق ما جمعوا

لأننا قد صدقنا في تولِّينا

بالتضحيات استطعنا القولَ عن ثِقةٍ

ما خاب ظنُّكَ يا خير الورى فينا

٢٤/ مارس ٢٠١٧ م