أحمد الرازحي || رازح الجرح النازف
ما أصعب كتابة المقدمات الطللية الإنشائية وخاصة إذا كان لموضوع ٍ أشجاك وصرفت عليه وقتاً أكثر ممايجب لالكثرة محاوره وإنما لإيلام مفرداته وايحاء وقع كلماته الناتجة من الجراح اليومية المتراكمة والتي اصبحت كقدرٍ مرسوم بخارطة الدم والألم … كقدرٍ يرفض أن يتزحزح إلا بالمزيد المزيد من القتل والدمار لما تم تعميره ممن أُستخلف في عمران الأرض … المقدمة في مثل هذا المقام من لزوميات مالايلزم .
لذا من الصعب الادعاء بالحياد والحيادية في مايعني عواطفنا الشخصية ومشاعرنا التي في نفوسنا تجاه ارض على ترابها تربينا ، ورسمت لنا معالمٌ على الطريق التي نسير عليها لتكون بمثابة نهج نهتدي به في كل تفاصيل حياتنا … من عبق رائحة زهورها وورودها ومما مُنيت به من جمال الطبيعية المتعددة والمتنوعة والتي كان لها دور اساسي مُنعكس على سلوك وتصرفات أهلها … ومنذ ايام الصبى علمتنا معاني العشق للأرض والإنسان ومعنى الحرية والتمرد الدائم على الظلم بكافة اشكاله …
رازح منطقة كانت تقع قبل العدوان السعودي الامريكي الغاشم في اقصى هامش الشمال اليمني أما اليوم فلم تعُد في اقصى الشمال اليمني بعد استعادة مناطق جازان “الخوبة وماجاورها ” عدد سكانها حسب الاحصائيات الاخيرة يفوق (120,000) نسمة … أناس ٌحياتهم تختلف عن بقية كل اليمنيين في ظل العدوان السعودي الامريكي حيث لابديل لديهم سواء القتل اليومي الذي لم يُخطي يوماً الطريق اليهم عبر طائرة الموت المُحلقة في السماء دوماً، او عبر قذائف الأرض القادمة من أرض الأعراب الأشد قتلاً واستكباراً وتمادياً في سفك الدم …عدوانٌ لايراعى كبيراً ولاصغيراً لامدنياً ولامقاتلاً مدافعاً عن أرضه من الغزاة الاعراب … عدوان لم يسبق له التاريخ مثيلاً في تاريخ وجغرافيا البشرية يستهدف الشجر والحجر والبشر وكل ما له علاقة بالحياة … عدوان لايفرق بين صديقه من عدوه يقتل ويدمر المناطق المحسوبة على المذهب الوهابي ” الصناعة السعودية ” وغير المحسوبة على المذهب الوهابي ، لا يراعي صديقه اللدود من عدوه المُعتز بقيمه ومبادئه التي رضعها مُنذُ نعمومة أظفاره ..
لم تعُد الملاجئ في الجبال آمنة من آلة القتل والدمار اليومية السعودية الامريكية … حصار قاتل لاغذاء ولاعلاج … الحركة على الارض هدفاً يتم قصفه اثناء التحرك ولو بحثاً عن الماء والمرعى … لامنظمات انسانية ولاكاميرات القنوات تحكي معاناة بشر محرومين من كل وسائل الحياة البسيطة … ولاقلم كاتب يستلهم ماتبقى من بقايا القيم الانسانية المندثرة كرمادٍ في مهب رياح خُبثاء النفوس من دُعاة الانسانية المسيطرين على صناعة الرأي العالمي … ولا تغريدة مدمن وسائل التواصل الاجتماعي ” تويتر ، فيسبوك، واتساب ….الخ ” يُشير الى متابعيه والمعجبين عن حكاية قومٍ منسيين ولا مُدرجين في اهتمامات دُعاة رعاية الانسان .
الحصر والتقييم والرصد لما يجري من قتل ودمار لايُجدي الحديث عنه في هذا المقام … فالتوثيق بالأرقام من اهتمامات الفنيين الغارقين بماحولهم … والرقم مُتغير وليس ثابت يزداد خلال الساعة بزيادة المجهول … والانسان هناك ليست مشكلته الحالية في الحصر والتوثيق لجرائم العدوان وإنما هم بحاجة الى ضروريات الحياة من المأكل والمشرب والدواء.
الحديث صعباً والشقشقة لاتجدي نفعاً في ظل الصمت المخزي من صُناع القرار في هذا العالم الممتلئ بالمتناقضات وكل ماهو قبيح وانعدام الحُسن في تصرفات وافعال بقايا المسوخ البشرية …. شعبٌ بلا اصدقاء لكن من الممكن أن نتلمس هموم بعضنا كأبناء شعبٍ يجمعهُ الدم والهوية والارض والجغرافيا والثقافة والقتل والدمار اليومي .