أوقفوا العدوان.. فتات المساعدات لا يسد رمق اليمنيين
في وقت يطالب اليمنييون بإنهاء العدوان السعودي على بلدهم، عقدت الأمم المتحدة مؤتمراً لجمع التبرعات لليمن إثر الأزمات الإنسانية التي يعانيها بسبب الحرب، غير أن الدول المجتمعة لم تدعو الرياض إلى وقف عدوانها الغاشم على أفقر البلدان في المنطقة.
مع دخول العدوان على اليمن عامه الثالث، بدعم من دول إقليمية وغربية على رأسها واشنطن، وفي وقت أخفق العدوان في تحقيق أهدافه، عمدت المملكة إلى التغطية على جرائمها المفجعة بحق اليمنيين عبر تقديم دعم مالي خلال مؤتمر المانحين الدوليين لرفع الأزمة الإنسانية عن أفقر البلدان في المنطقة.
من على منبر الأمم المتحدة في جنيف، انعقد المؤتمر الدولي لدعم اليمن للعام الحالي، مستهدفاً جمع تبرعات بقيمة مليار و100 مليون دولار، من أجل دعم جهود الاغائة الدولية لليمنيين، وفق ما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.
غوتيريش، بيّن أن 19 مليون يمني يرزحون على حافة المجاعة، فيما يعاني 3 ملايين طفل على الأقل من سوء التغذية، وإن طفلا يمنيا يموت كل 10 دقائق، حجم هذه المأساة الانسانية لم تحرّك سوى القليل من تبرعات الدول المجتمعة وتقديم مبالغ ضئيلة قيل أنها للشعب اليمني، حيث ستقدم عبر دفعات للامم المتحدة التي ستتولى إرسالها إلى اليمنيين.
وكما جرت العادة، تلعب المملكة السعودية دوراً في إحداث مفارقة في حضورها، اذ أن تبرعها الذي كان بمبلغ 150 مليون دولار يقدم عبر دفعات إلى الأمم المتحدة، يبيّن حجم التواطؤ بينهما، إذ أن الرياض تنفذ العدوان على اليمن بأسلحتها وغطرستها المعهودة التي أفرزت مأساة انسانية في هذا البلد، وتحاول أمام العالم أن تظهر بأنها تقدم الدعم لانتشال اليمنيين من الأزمات التي ولّدها العدوان.
مراقبون أكدوا أن الدعم السعودي لا يمكن أن يندرج تحت عنوان الدعم لليمنيين، إذ أن التبرعات السعودية موجهة لفريق معيّن داخل اليمن، حيث يمكنها من استكمال عدوانها، مشيرين إلى أنه كان الأفضل على الرياض أن توقف العدوان الهمجي عوضاً عن تقديم فتات من التبرعات التي لا تغني عن جوع، خاصة أن الرياض تعاني أزمات اقتصادية تهدد استقرارها السياسي والإجتماعي.