الهجوم الاستراتيجي الشامل وربيع فيتنام العربي…!
كل ما يجري من حولنا من معارك في حضر السورية والعراقية وأرياف حماة وتخوم تلعفر وصولاً إلى المخأ وسواحل الحديدة في اليمن العظيم و… الخ يشي بأننا دخلنا مرحلة الهجوم الاستراتيجي الشامل …! وأن العدو الإمبريالي وأذنابه «مثلث أيتام أوباما» الصهيوني العثماني الأعرابي يخوض معارك تراجعية بهدف إطالة أمد الحرب علينا لا أكثر ويحاول يائساً تأخير ساعة استسلام قواته…!
هكذا هو تقدير الموقف وموازين القوى في الشام كما في العراق كما في اليمن، كما في طهران وفي غزة وفلسطين التاريخية، لذلك نرى المرابي الأميركي صار في موسم الهجرة إلى كوريا الشمالية!
وعليه نقول لترامب وكل أذنابه «الشرق أوسطيين» من صهيوني إلى عثماني إلى أعرابي إلى تكفيري… إن الهجوم الاستراتيجي النهائي لحلف المقاومة وبمساندة حلفائه الدوليين، ضد قوى الظلم والعدوان والهيمنة والسيطرة الاستعمارية الأميركية البريطانية الفرنسية، قد بدأ وسيتوّج بالنصر المؤزر وإنهاء الهيمنة الإمبريالية بكل أشكالها على شعوب المنطقة مهما بلغت التضحيات والأثمان…!
ولمزيد من الدقة والوضوح، فإننا نقول لكل الأعراب المتصهينين ولأسيادهم في واشنطن من مرابين أو محافظين جدد وغيرهم إننا وبعد التوكّل على الله واعتماداً على سواعد أبطال الجيش العربي السوري وحلفائه في الميدان من مستشارين عسكريين إيرانيين إلى مجاهدي المقاومة الإسلامية وسائر القوات الرديفة الأخرى وبمساندة الحليف الروسي، الثابت على مواقفه المتطابقة تماماً مع أحكام القانون الدولي، وهو يقدّم الدعم والإسناد والإمداد العسكري للدولة السورية وحلفائها:
أولاً: نقول لهؤلاء جميعاً إننا قد بدأنا هجومنا الاستراتيجي من أقرب نقطة تماس مع العدو الاحتلالي «الإسرائيلي» في الجولان وسفوح جبل الشيخ مروراً بريف حمص الشمالي وأرياف درعا الشمالية وصولاً، في القريب العاجل إلى محافظة إدلب عند استعادة السيطرة على خان شيخون تمكيناً لخبراء الأسلحة الكيميائية الدوليين والمحايدين من إجراء اللازم هناك لكشف نفاق وكذب الأميركيين وكل أذنابهم في الإقليم.
ثانياً: ليعلم الجميع بأن هذا الهجوم لن يتوقّف لا عند أرياف أدلب ولا أرياف حلب الغربية والشرقية والشمالية ولا حتى عند أرياف الرقة والحسكة وغيرها… وهنا نودّ أن نذكّر أولائك المستعربين المدافعين عن المحتل «الإسرائيلي» والمعتدي الأميركي أن هذا الهجوم الاستراتيجي سيشمل كافة الجبهات الممتدة من الجولان إلى دير الزُّور والرقة والبوكمال والقائم والموصل إلى باب المندب، حيث التصدّي الأسطوري للشعب اليمني الصامد في وجه قوى العدوان الأميركي/ الصهيوسعودي، رغم قصفه بالقنابل النيوترونية المحرّمة دولياً.
ثالثاً: وإلى هؤلاء الجهلة، الذين لا يعلمون شيئاً عن ترابط ميادين الصراع وتأثيراتها المتبادلة وجدلية وحدة الدم وحدة الساحات هذه، نقول إن هذا الهجوم الاستراتيجي يُغطّي رقعة بحر الصين الجنوبي ومنطقة شبه الجزيرة الكورية، حيث «تضيع» حاملة الطائرات الأميركية في تلك البحار ولا تهتدي إلى وجهتها حسب أوامر الكاوبوي الأميركي ترامب بتوجّهها إلى كوريا الشمالية. بينما تثبت صور الأقمار الصناعية أنها كانت تسير بالاتجاه المعاكس ما يعني أن الكاوبوي الأميركي يكذب على شعبه وعلى العالم إخفاءً لعجزه في مواجهة الهجوم الاستراتيجي المعادي للإمبريالية في الميدان.
رابعاً: وهنا يجب تأكيد أن نجاحات الجيش العربي السوري الباهرة في ميادين الجنوب السوري وأرياف حماة وحلب ودير الزُّور لن يوقفها الاحتلال الأميركي، رغم تآمر بعض أذنابه الخائبين من عثمانيين وغيرهم في جرابلس والحسكة والتنف…، بل إن الجيش السوري سيواصل عملياته ضد مجاميع الاإرهاب ومشغّليهم الأميركيين والصهاينة والأعراب الأنذال. ونذكّر هذا العنصري المقيت، ترامب، بأن قيام أسلافه من الرؤساء الأميركيين باحتلال كلٍّ من كمبوديا ولاوس في محاولة منهم في حينه لوقف هجوم الربيع الاستراتيجي لثوار فيتنام الجنوبية من خلال قطع خطوط إمداداتهم، لم يقدّم ولم يؤخّر في الميدان الفيتنامي في أواخر ستينيات القرن الماضي، بل إنه وسّع دائرة التورط الأميركي في جنوب شرق آسيا والذي انتهى بهزيمة نكراء هرب بنهايتها جنود المارينز وغيرهم مستقلين المروحيات، تماماً كما فعل جنود النازية الألمانية وهم يهربون مختبئين بواسطة طائرات النقل من منطقة ستالينغراد.
ولما لم ينفعهم احتلالهم لمزيد من أراضي الغير آنذاك، فإنه لن ينفعهم احتلال بعض الأراضي العراقية والسورية ودائماً بحجة مواجهة التمدد الإيراني، إذ إنهم سيُمنون بالهزيمة الساحقة ويهربون مستقلّين المروحيات تماماً كما فعلت قوات النخبة «الاسرائيلية» ووزير حربهم إيهود باراك وجنوده من جنوب لبنان في أيار من العام 2000.
خامساً: وعلى مَن يتصدّى لنا ولثقتنا بالنصر إلى هذا الحدّ نقول إنكم لا تقرأون التاريخ ولا تستوعبون قوانين حتمية الانتصار ولا مسار ومآل المعارك الاستراتيجية الكبرى!
ذلك لأن الهجوم الاستراتيجي لا يعني أن الحرب قد انتهت وأن النصر النهائي قد تحقّق، وإنما يعني أننا انتزعنا المبادرة الاستراتيجية في الميدان وبشكل نهائي وغير قابل للعودة إلى الوراء من يد قوات العدوان الأميركية العثمانية الأعرابية وأذنابها من داعش والنصرة وغيرهم في سوريا والعراق وكذلك في ميادين اليمن ومضيق هرمز وغيره.
ما يعني أن الحرب على الاإرهاب وداعميه قد تستغرق بعض الوقت، ولكن النتيجة المنطقية المؤكدة هي النصر السوري النهائي على العدوان.
وهذا، هو ما حصل بالضبط إبان الحرب العالمية الثانية عندما تمكّنت الجيوش السوفياتية من تحرير مدينة ستالينغراد في شباط 1943 بِعد معارك استمرت طويلاً إلى حين انتزاع المبادرة الاستراتيجية نهائياً بعد هزيمة الجيوش النازية في معركة قوس كورسك وسط غرب روسيا يوم قرّر هتلر استعادة زمام المبادرة وفشل في صيف العام 1943، فيما تواصل الهجوم السوفياتي غرباً حتى دخوله برلين واستسلام المانيا بلا قيد أو شرط في 8/5/1945.
سادساً: وعليه فإننا إنّما نستحضر تاريخ حربكم العالمية القذرة لنذكركم، بأن المخرج الوحيد لكم مهما طالت الحرب لن يكون سوى الاستسلام الكامل وبلا قيد أو شرط، ومن ثم الانسحاب الكامل من كل ميادين المواجهة ومعكم مرتزقتكم وعملاؤكم من سعوديين إلى عثمانيين إلى سائر المرتزقة الملتفّين حولكم ولن تنفعكم خزائن بقرتكم الحلوب بعد اليوم …!
لأن الهجوم الاستراتيجي الذي بدأ ربيعه من حلب لن يقف عند اقتلاع جذور الإرهاب من سوريا والعراق فقط، وإنما سيمضي إلى حين تحرير الركن اليماني وانقراض العائلة الحاكمة في الرياض وانصياع الأميركي المهزوم استراتيجياً لشروط الميدان وأحكام القانون الدولي واحترامه استقلال وسيادة الدول والامتناع نهائياً عن التدخل في شؤون الآخرين والاستدارة لحل مشاكل الشعب الأميركي الخطيرة من بطالة إلى بنى تحتية مهترئة، حيث هناك ثلاثة آلاف جسر رئيسي مهدّدة بالانهيار وما يزيد على أربعة ملايين طفل وشاب تحت الثامنة عشرة بالإضافة إلى خمسة عشر مليون أميركي وليس مهاجر يعيشون مشرّدين في الشوارع من دون مأوى…!
وإذا كنتم تريدون تقصير أمد عذاباتكم انصحوا سيّدكم الأميركي المنافق بالانكفاء إلى داخل البيت الأميركي ولينشغل بتطبيق حقوق الإنسان على هؤلاء العشرين مليون أميركي المشرّدين في وطنهم، وليكفّ هو وابنته إيفانكا عن ذرف دموع التماسيح على أطفال خان شيخون وغيرها. هؤلاء الضحايا الذين سقطوا بسبب مخططاته ومشاريعه التي ستقوده قريباً إلى محاكم الجنايات الدولية لتتم محاكمته على جرائم الحرب التي ارتكبها في طول العالم وعرضه وليس فقط في عالمنا العربي والإسلامي!
إنه ربيع فيتنام العربي الذي قد يطول سنوات، لكنه بدأ ولن تستطيع أي قوة إيقافه إلا بعد تحقيق كامل أهدافه، ومنها فصول المنازلة الكبرى في الجليل الذي بات مطوّقاً من الذراعين السوري واللبناني وقريباً إيران «دولة مواجهة عربية» تعيد التوازن المفقود إلى موازين الردع الاستراتيجي في الصراع العربي «الإسرائيلي» …!
إرموا ببصركم أقصى القوم..
سترون عيون الراصد بانتظاركم..
بعدنا طيّبين قولوا الله…
* محمد صادق الحسيني ـ البناء