ملالي ايران … وقبضة السعودية الحديدية || صادق البهكلي
شنت السعودية عدوانا همجيا على اليمن بعد ان كانت المكونات السياسية على وشك توقيع اتفاق تاريخي برعاية الامم المتحدة وبعد اكثر من عام من الحوار الشامل وبحجج واهية وبدون اي مبرر سوى رغبة في لعب ادوار سياسية على حلبة الصراع الاقليمي لكن على حساب دماء اليمنيين الذين تم تفكيك جيشهم وهيكلته في وقت سابق للعدوان اضافة الى دور السعودية التخريبي في اليمن منذ نصف قرن وهي تحاول تجذير الفقر والمشاكل داخل كل بيت يمني ..
السعودية اشترت الكثير من الدول منها من شارك بكل ثقله العسكري ومنها من صمت تجاه المجاز الوحشية وجرائم الحرب التي يقترفها طيران العدوان السعودي .. وحينما نعود الى حيثيات العدوان نجد انه نتيجة حالة هستيريا سعودية تجاه الثورة اليمنية من جهة ومن جهة اخرى تجاه التمدد الايراني على حلبة الصراع الدولية واعتراف العالم بايران بها كدولة نووية فيما السعودية ردت على ذلك بهجوم عسكري على اليمن وفرض حصار بحري وجوي وتجويع 24 مليون نسمة حتى ترغم العالم وايران خصوصا بالاعتراف بها كدولة قوية وصاحبة القرار في الشرق الاوسط مقابل اعتراف العالم بنووي ايران.. ولانه حقيقة لا مصلحة لايران في اليمن فلم تتفاعل مع الاستفزار السعودي سوى بادارة ظهرها والاكتفاء بتصريحات متفاوته ما بين فترة واخرى .. الامبراطورية الاعلامية التي اشترتها السعودية جنبا الى جنب مع الترسانه العسكرية الضخمة ذات المواصفات العالية باعتبارها امريكية الصنع تم حشد كل ذلك في عدوانها على اليمن الفقير اقتصاديا الغني بعزة ابناءه وكرامتهم وإبائهم ولكن الحسابات السعودية كانت خاطئة فالفقر لا يجعل الانسان ذليلا مثلما ان المال لا يشتري الشجاعة فقد لاقت السعودية اسواء ازمة اخلاقية وسياسية وعسكرية واقتصادية في تاريخها بل هي كارثة حقيقة حلت بها وبدول التحالف التي شاركت عسكريا في العدوان على اليمن ولولا الطائرات الحربية المتطورة لكان رجال اليمن البسطاء فوق اعناق ملوك وشيوخ وامراء النفط .. لقد استطاع الشعب اليمني تقديم رسالته للعالم كشعب عظيم يتحدى المصائب ويسطر الدروس النوعية والتاريخية في الصمود والتحدي ورفض الانسكار والانحناء او الخضوع والاستسلام
بل لا زال يوميا ومنذ 6 اشهر من العدوان يعري ويكشف هشاشة النظام السعودي المتعجرف وفي مواقعه العسكرية يدمر ويحرق ويقتل ويقتحم ويأسر ويغنم ويسقط طائرات ويحتل مدن وقرى سعودية ويضرب بالصورايخ وبكل ما توفر في يده من اسلحة بينما يرد العدوان بقصف الاحياء السكنية والاطفال والنساء وهذه لوحدها تشكل هزيمة اخلاقية ستلاحق آل سعود حتى في قبورهم. نعود الى عنوان الموضوع لنجد كيف استطاعت مكينة آل سعود الاعلامية تصوير حصارها على الشعب اليمني او ما تسميها بالقبضة الحديدية على السواحل اليمنية انما هو حصار لقطع ايادي من تسميهم ب (الملالي) في اشارة الى ايران فتفاجئنا ايران اليوم بحركة ذكية جدا من خلال توقيع اتفاق الدفاع المشترك مع قطر لتضرب السعودية في خاصرتها الرخوة . انه فعلا درس الكبار امام محاولة الاقزام صناعة هالة صنمية بأوراق الدولار في ادمغة البسطاء والمسحوقين من شعوب الخليج المضطهدة ..والغريب ان لا ردة فعل من قبل السعودية او دول الخليج سوى الترحيب الحار بعلاقة استراتيجية مع الملالي الذين يحاصرونهم في سواحل اليمن ويمنعون عنهم الغذاء والدواء ويقصفونهم يوميا في عملية ابادة ممنهجة لا تتقنها سوى اسرائيل ونسختها الاصلية (السعودية). لم يعد هناك ما يمكن ان نصف به هذه الحالة المخزية التي وصل اليها العرب بعد ان سلموا امرهم لامريكا واسرائيل وربيبتهم الصغرى ( مملكة داعش السعودية) الا ما وصفهم به الشاعر العربي .. يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.