النباء اليقين

السعودية تدخل الفترة الأكثر خطورة في تاريخها

الهدهدنت/متابعات

نشرت صحيفة “برافدا” الروسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن تفاقم حالة عدم الاستقرار في الممالك النفطية، ومن بينها السعودية، التي تواجه العديد من التحديات في الوقت الراهن. وعلى هذا الأساس، قد تكون الأشهر القليلة القادمة الأكثر إثارة في تاريخ السعودية الحديث.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″؛ إنه لا توجد أي معلومات تشير لإمكانية حدوث محاولة اغتيال لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على الرغم من الهجوم الذي شهدته جدة في وقت سابق. وفي حين أقر البعض بتورط أحد الأمراء في هذا الهجوم، لم يتم تأكيد هذه المعلومات من قبل المسؤولين في الرياض”، حسب زعم الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من أفراد العائلة المالكة الموسعة يرغبون في التخلص من ولي العهد الشاب. ويعزى ذلك إلى عدم رضاهم عن صعوده السريع إلى قمة السلطة، وسيطرته شبه المطلقة على الاقتصاد والجيش السعودي بدعم من والده  الطاعن في السن، الملك سلمان بن عبد العزيز. كما قد تشهد المملكة اضطرابا داخليا بين العشائر المتنافسة، بحسب الصحيفة الروسية.

ووفقا للشائعات، من الممكن أن يتولى محمد بن سلمان، في الأشهر القليلة المقبلة، مقاليد الحكم، نظرا لتدهور حالة والده الصحية، الذي غادر المملكة نحو المغرب لقضاء إجازة. وفي ظل الأوضاع الراهنة، يرى البعض أن ولي العهد يخضع خلال هذه الفترة لاختبار.

وذكرت الصحيفة العوامل التي تساهم في تفاقم المخاطر المحدقة بالمملكة، لعل أبرزها الحرب اليمنية، والتهديد الإرهابي من طرف الشباب السعوديين الذين يتبنون أفكار الجماعات المتطرفة، مثل تنظيم داعش،  فضلا عن احتدام التوتر في المنطقة الشرقية ذات الأغلبية الشيعية.

وأوردت الصحيفة أن حرب اليمن مثلت أول اختبار فشل فيه محمد بن سلمان، نظرا لأنه المُلام الأول على تورط المملكة في هذه الحرب، فهو من اتخذ هذا القرار أثناء توليه منصب وزير الدفاع. فقد استمرت الحرب لمدة طويلة دون أن تحقق أي نتائج تذكر، لكنها في المقابل تسببت في سقوط عدد كبير من الضحايا. وعلى خلفية ما تعانيه اليمن من ويلات، وُجهت للري اضالعديد من الانتقادات اللاذعة، وفق الصحيفة.

وأفادت الصحيفة بأن هذه الحرب كلفت السعودية أموالا طائلة، علما بأنها لا تحظى بدعم تام من قبل قوات الجيش السعودي. وفي هذا السياق، استوردت المملكة كميات هائلة من الأسلحة والمعدات العسكرية من الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن ذلك لم يساعدها في كسب الحرب.  وبما أن المملكة لم تحرز أي تقدم يذكر في اليمن، فإن تنامي التدخل العسكري السعودي في هذه الحرب قد يصبح عاملا من عوامل زعزعة الاستقرار في المنطقة، كما تقول الصحيفة.

وأضافت الصحيفة أن كل هذه المخاطر المذكورة آنفا، تبقى مجرد احتمالات، ولكن التهديد الذي يفرضه الشباب المتطرفون يعد أكثر خطر فعلي على المملكة. “وقد يواجه النظام السعودي عواقب وخيمة جراء سياسته غير الحكيمة في دعم الجماعات المتطرفة في جميع أنحاء العالم الإسلامي”، على حد زعم الصحيفة.

وبناء على ذلك، اعتبرت الصحيفة استياء الرياض من الدوحة على خلفية دعمها لجماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات، “ضربا من ضروب النفاق”.

وزعمت الصحيفة الروسية أن تنظيم داعش نشأ من المال السعودي، إلا أنه عندما تحول إلى تهديد ضد الرياض، أعلنت هذه الأخيرة “الحرب ضد الإرهاب والتطرف”. وأضافت: “الفكر الإرهابي متجذر بعمق في عقول العديد من الشباب في المملكة. وفي خضم هذا، من الصعب أن يتمكن ولي العهد السعودي من الشعور بالأمان التام في المستقبل، بينما يوجد الملايين من الشباب الذين يعلنون تعاطفهم مع تنظيم داعش”، على حد قول الصحيفة.

وأضافت الصحيفة أن المنطقة الشرقية ذات الأغلبية الشيعية، التي تشهد اضطرابات، تشكل تهديدا لا يستهان به على مستقبل المملكة. فالسكان في تلك المنطقة من البلاد، يشعرون بالاضطهاد والإذلال. وفي هذه الحالة، قد يكون الاحتقان الاجتماعي في المنطقة الشرقية فرصة مناسبة لكل من إيران وقطر للتعبير عن سخطهم تجاه المملكة وإدانة استعمال القوة.

وحسب الصحيفة، تعد فرص الرياض في التمكن من التخفيف من حدة التوتر في تلك المنطقة ضئيلة جدا. وعلى هذا الأساس، من المتوقع أن يتفاقم الصراع في المستقبل بينها وبين قطر وإيران. واستعدادا لمواجهة هذه التهديدات، تحاول المملكة إعادة تنظيم الأجهزة الأمنية والحد من تأثير العشائر المنافسة، إلا أن هذه الجهود لم تؤت أكلها بعد، كما تقول الصحيفة.

وبناء على هذه المعطيات، “يبدو أن ما تشهده المملكة العربية السعودية في الوقت الراهن، يثبت أنه لم يعد بإمكان المملكة الاعتماد فعليا على أي طرف خارجي. فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الشريك الاستراتيجي للسعودية، إلا أنها لم تبذل أي جهود لحماية مصالح العائلة المالكة، وضمان استقرارالمملكة”.

وختمت الصحيفة بأن “السعودية تشهد فترة حرجة هي الأخطر من نوعها في تاريخها الحديث. وبناء على المؤشرات الحالية، يصعب توقع ما سيحدث للمملكة في المستقبل القريب”، بحسب تعبير الصحيفة.

عربي 21