في ندوة السفير اليمني بدمشق : الشعب اليمني نقل المعركة إلى أرض الغزاة وفي عقر دارهم بإمكانيات بسيطة
الهدهد_متابعات
تزامنا مع احتفالات شعبنا بأعياد الثورة الـ 21 والـ 26 من سبتمبر شارك الرفيق د . نايف القانص سفير اليمن لدى سورية في ندوة بعنوان ( الثقافة والمقاومة .. الدور والتحديات ) والتي أقيمت في العاصمة السورية دمشق بالتعاون مع اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين ومؤسسة فلستينا “الشجرة للذاكرة الفلسطينية” وملتقى فلسطين الثقافي
وقد قدم سعادة السفير د . نايف القانص ورقة تناول فيها : المقاومة ثقافة الدور والتحديات مشيرا إلى أن المقاومة اسم وعنوان ومنهج متجذر بالأرض والحياة بالعزة والكرامة بالانتماء جذورها في عمق الأرض وغصونها تعانق السماء .. المقاومة لا تمون لأنها ارتوت بدماء زكية طاهرة قدمت حياتها من أجل حياة الأجيال القادمة ووجودها بوجود الله بوجود الحق لذلك هي خالدة بخلود الحياة وهي اسم اقترن مع الحق مع القضية مع المعاناة مع الأرض التي سلبت فهي لا تستكين حتى يعود الحق لأهله وتظل ترفرف في سماء الخلد متأهبة لتعود في حال ما يتعرض أصحاب الحق لأي اضطهاد أو سلب حق من حقوقهم.
مؤكدا أن فلسطين هي أرض الميعاد منها تعلمت الإنسانية صلة الارتباط بالأرض ومنها عرف الإنسان وجود الله ومنها وفيها منذو وجد الإنسان على الأرض كان الصراع بين الحق والباطل.
وأضاف السفير القانص أن الأنبياء والرسل كانوا أصحاب مشروع مقاوم وكانت نقطة انطلاق لهم والمقاومة مقترنة بالرسالة السماوية وكتبها وهي متلازمة مع الصبر والثبات وهي المنتصرة دوما.
وأكد د. القانص بأن فلسطين بعثت رسالة المقاومة من جديد وأن المقاومة هي رسول الإنسانية في عصر غابت عنه الرسل فكانت فلسطين أم الأنبياء والرسل هي رسول هذا العصر برسالة الحق والهداية وفضح المنافقين والخانعين إنها رسالة المضطهدين وكتابها السامي إلى البشرية أجمع عنوانه الكفاح والتضحية حتى يعود الحق لأهله ويبلغ ميزان العدالة نصابه.
مشيرا إلى دور المقاومة الإسلامية في لبنان التي تمثل نموذجا فريدا استلمت قوتها وثباتها وبطولتها من صمود الشعب الفلسطيني فكانت الغلبة لهذه المقاومة في تحرير لبنان ودحر الكيان الصهيوني وهزيمة مشروعه الاستعماري وتحجيم قوته.
منوها إلى الدور الحيوي الذي لعبته سورية كحاضن للمقاومة والفكر القومي المقاوم ومواجهة التحديات والصمود الأسطوري وتقديم كل سبل الدعم للمقاومة في فلسطين ولبنان ومع ميلاد الجمهورية الإسلامية في عام 1979 م شكل رافدا قويا للمقاومة العربية والإسلامية وأحدثت هزة مزلزلة لأمريكا وربيبتها الصهيونية. مع دفع أمريكا وحلفائها إلى التخطيط للنيل من الجمهورية الإسلامية ومن المقاومة بكاملها فدفعت بالقوى الإرهابية إلى زعزعة أمن سورية والدخول في حرب مع الإخوان الإرهابيين واستطاعت سورية تحقيق الانتصارات الكبيرة على ذلك المشروع والفكر الإرهابي المتطرف مم دفع أمريكا وحلفائها إلى إشعال الحرب بين إيران والعراق لإنهاك القوى التي من شأنها أن تعزز موقف المقاومة وبعد فشل هذا المشروع لم يكن خيار أمريكا إلى القضاء على من كانوا ورقة بيدها لأنهم أصبحوا خطرا عليها فاستهدفت العراق ودمرته بعدها ولدت مقاومة جديدة في العراق استطاعت أن تفشل المشروع الصهيو أمريكي ودحر قوى الرجعية والأستعمار.
كما فشل المشروع الصهيو أمريكي في غزو سورية مما أدى إلى ميلاد جديد يسمى محور المقاومة الذي يمتد من سورية إلى فلسطين إلى لبنان إلى العراق إلى إيران .
ايضا فشل مشروعهم في القضاء على حزب الله في لبنان والذي حققت المقاومة في عام 2006 م انتصارا كبيرا وفي غزة عام 2008 م ليذهب المشروع الصهيو أمريكي إلى النيل من حاضن المقاومة سورية وقلب العروبة النابض الذي غرقوا فيها وفشل مشروعهم فتوجهوا صوب منبع العروبة اليمن التي قامت لتعلنها صراحة بفضح مشروعهم القاتل للإنسان وللاقتصاد والقيم لتقولها بصراحة للعلن الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود والنصر للعروبة والإسلام هكذا توسع محور المقاومة وكذلك مقاومة البحرين وليبيا وتونس ومصر.
وأضاف السفير القانص بأن للمقاومة اليمنية عنوان خاص وفصل خاص وصمود من نوع آخر وتضحيات لم يسبق لأي شعب في العالم ضحى مثل هذا الشعب الذي واجه حرب عالمية وأسلحة فتاكة وتكنولوجية الأسلحة المدمرة وحصار نال البر والبحر والجو وقطع كل سبل الحياة ومع ذلك نقل المعركة إلى أرض الغزاة وفي عقر دارهم بإمكانيات بسيطة لكن العزيمة والحق كانت أقوى من كل أسلحتهم وكثافة العدوان وغزارة الصواريخ إلا أن هذا الشعب يخرج تحت القصف ويرسل رسائله من خلال حشود من مئات الآلاف ليقول للعالم أجمع نحن مع فلسطين وقضيتنا الأولى فلسطين فمنها تعلمنا الصمود ومنها تعلمنا دروس المقاومة ومنها استلهمنا قيم الحرية والكرامة ومنها عرفنا كيف نعبد الله ومنها تعلمنا التضحيات وإليها سوف نعود رافعين راية النصر وفيها ستلتقي كل شعوب المقاومة لتحتفي بالقضاء على كل إرهاب الألم. وفي القدس سوف نرفع راية النصر وبجانبها راية السلام العالمية لنعلن للعالم أجمع بأن له الحق أن يعيش بدون حروب يعيش بسلام فالدين لله والوطن للجميع.
كما شارك في الندوة مجموعة من الباحثين والكتاب قدموا اوراق عمل شملت محاور سياسية وثقافية وإعلامية ناقشت القضية الفلسطينية “الحق والمقاومة” و”القضية الفلسطينية وإصلاح المجتمع” و”حماية الشخصية الوطنية على الساحة الإعلامية”.
وفي كلمته قال الدكتور نضال الصالح رئيس اتحاد الكتاب العرب “مفهوم ثقافة المقاومة والمقاومة مرتبطان كالقلب والجسد فلا معنى لأحدهما دون الآخر ولا يمكن أن تتقدم المقاومة دون ثقافة ولا يمكن للأخيرة ان تكون في المقدمة ما لم تتمكن من حماية نفسها والدفاع عن تطلعاتها وما تصبو إليه من أجل مستقبل أمتها”.
وأضاف الصالح “اتحاد الكتاب يؤمن إيمانا راسخا بثقافة المقاومة وأعضاؤه من الأدباء والكتاب مخلصون للمقاومة وثقافتها كمبدأ أساسي جمع أعضاء الاتحاد منذ تأسيسه كحال اتحاد الكتاب الفلسطينيين الذي كان تبني المقاومة والدفاع عنها أحد أسباب إحداثه”.
أما الأمين العام لاتحاد الأدباء الفلسطينيين الشاعر خالد أبو خالد فقال “علينا أن نتكامل بالحوار وأن نستفيد مما يدور أمامنا ويستهدف وجودنا والمقاومة حتى نستخلص النتائج والعبر ونكون صفا واحدا في وجه كل التحديات”.
على حين عبرت مي شهابي مدير دار فلستينا عن أهمية مقاومة الشعوب عبر التاريخ فكل الشعوب التي تعرضت للاضطهاد تحررت وحصلت على حقوقها نتيجة المقاومة التي بفعلها دحر الاستعمار بكل أنواعه وأشكاله مؤكدة إيمان الدار بأهمية ثقافة المقاومة والكتاب الذي يحمل الفكر المقاوم والسعي إلى نشره والوقوف إلى جانب الشعب السوري الذي يتحدى الإرهاب منذ سنوات عديدة
وفي محاور الندوة أوضح عضو قيادة فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي حسن دياب في محور بعنوان “القضية الفلسطينية” الحق والمقاومة أن سورية هي من أهم عناصر محور المقاومة والممانعة وهي تتصدى لكل المشاريع التي تديرها الصهيونية وتعمل على إحباطها لأنها دولة مركز في هذا المحور كانت وما زالت داعمة للمقاومة في لبنان وفلسطين داعيا الى تضافر الجهود لتتوحد النخب الثقافية لتعبر عن أهمية المقاومة والانتماء والتأكيد على خيار المقاومة كخيار استراتيجي.
على حين أشار خالد عبد المجيد أمين سر تحالف قوى المقاومة الفلسطينية إلى أنه على الشعب العربي في ظل وجود محاولات الاضطهاد ونهب الخيرات وسلب الحقوق أن يكف عن التغني بالماضي وبالأمجاد وأن ينتبه إلى حاضره المحفوف بالمخاطر معتبرا أن مقاومة الاحتلال والنضال في هذا الجانب الوسيلة الوحيدة الناجعة للتصدي للعدوان المستمر على المنطقة.
وفي محور “المثقفون.. القضية الفلسطينية وإصلاح المجتمع” تحدث الناقد الدكتور نذير جعفر عن الحاجة إلى قراءة تجربة الأديب المقاوم غسان كنفاني بعين ثانية للكشف عن خصوصيتها الفنية ومواطن تألقها وإبراز العلامات اللغوية المتكررة التي تدل على فكرة ملحة توجه مساراته وتقف وراء اختياراته وتشمل الأرض والزمن والنكبة لتكريس ما يذهب إليه هذا الأديب من فكر مقاوم.
وجاء محور الباحث الدكتور هادي التسخيري معبرا عن ارتباط الشعر الإيراني بالمقاومة عبر تصديه لكل أنواع الظلم والاضطهاد واهتمامه بحقوق الإنسان وخاصة القضية الفلسطينية التي تأخذ حيزا كبيرا من اهتمامات الجمهورية الإسلامية الإيرانية
وفي محوره “علم من أعلام فلسطين رشاد أبو شاور” أشار الروائي حسن حميد إلى أن الأديب أبو شاور يميل إلى القضايا الساخنة والملحة بكل ما يكتبه في الصحف والمجلات والهدف منها كلها فلسطين وتناولت مقالاته القضية الفلسطينية حيث عبر عن مأساة الفلسطينيين وتطلعات المقاومة وما يصبو إليه الشعب الفلسطيني وذلك بقوة بناء تتمثل في معمارية حكائية نادرة المثال.
وفي محور “حماية الشخصية الوطنية على الساحة الإعلامية” أبدى الدكتور أمجد جابر الغرباوي رئيس المؤسسة العالمية لمحترفي السينما ووسائل الإعلام ورئيس مركز المواطن العالمي في لبنان أنه من الضروري السعي لثقافة جديدة هي ثقافة المواطن الإعلامي التي تبني وتنمي فيه الإيمان والتضحية واحترام حقوق الآخرين والسعي إلى توطيد العلاقة بين مكونات المجتمع من خلال التوجيه والتوعية والتثقيف والتعليم والتدريبوالتوظيف والاهتمام.
أما الإعلامي معتصم حمادة فلفت إلى أهمية تنمية الحس المقاوم في إعلامنا العربي والسعي إلى إعطائه دورا متقدما في التصدي لكل ما يحاك ضد الوجود العربي لتحقيق حضور إعلامي مقاوم.
ما رأى الإعلامي مصطفى مقداد أن المقاومة يشتد عودها وتزداد قوتها كلما كان إعلامها ملما بثقافة المقاومة ومعرفة أسسها ومنهجها في الدفاع عن الحقوق.
وفي ختام الندوة تم تكريم ومنح د. نايف القانص سفير اليمن لدى سورية بوسام الشرف وشهادة شكر وتقدير مقدما من دار فلستينا الشجرة للذاكرة الفلسطينية.