شاهد..من قلب دمشق صرخة رفض فلسطينية متجددة لوعد بلفور
الهدهدنت/متابعات
على مرأى ومسمع من العالم أجمع، ووسط صمت دولي مجحف، وخيانة تآمرية من بعض العرب، حدثت الواقعة الأكثر شؤماً، وسجلت الأقلام و الذاكرة، أكبر حادثة سرقة مترافقة بجرائم قتل وتطهير عرقي لم يشهد التاريخ لها مثيل، فالمكان فلسطين المحتلة، والمجرم عصابات صهيونية بدعم الحكومة البريطانية وتعاونها، والتاريخ يخجل من عام 1917، إنه وعد بلفور المشؤوم، والضحية وطن ودم فلسطيني مقاوم.
هذا المشروع الصهيوني الإجرامي ، ما كان له أن يمر من أمام أصحاب الحق الفلسطينيين بدون مقاومة أٌقلُّ أثمانها دمٌ وأرواح، فانطلقت الثورات والمقاومات، واستمر التآمر حينذاك إلى اليوم كما لم تخمد الثورات ولم تنكسر المقومات رغم كل الدعم العالمي للمشروع الصهيوني الدخيل على العالم، والتآمر من بعض العرب المتخاذلين.
واليوم وبذكرى مئوية “وعد بلفور المشؤوم” اعتصم الفلسطينيون أمام مبنى الأمم المتحدة بمنطقة المزة في مدينة دمشق، حاملين العديد من العبارات المكتوبة على يافطات بشكل “هاشتاغات” وحاملين أعلام فلسطين فقط لا غير، ونسخاً عن مذكرة احتجاج للأمم المتحدة تهدف إلى محاولة كسر الصمت الدولي وتحريك المنظمات الدولية لمواجهة هذا التآمر وإلغاء الوعد المشؤوم غير المستحق وغير القانوني.
احتشد عدد كبير من الطلاب الجامعيين والنقابيين الشباب والمنظمين في القطاعات الشبابية الفلسطينية وعدد من المواطنين السوريين، مطلقين صرختهم وحاملين نية التغيير. والهدف من وجود الشباب في هذا الاعتصام يأتي كرسالة على استلام جيل الشباب الدفة نحو فلسطين وتحريرها.
موقع قناة المنار دخل الاعتصام مستطلعا آراء عدد من الشباب المحتجين، حيث أكد بدر أحمد جبريل مسؤول في منظمات الشباب الفلسطينية، وأحد المنظمين للاعتصام على أهمية دور المقاومة، وبدأ كلامه لموقع المنار بعبارة “ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة”، وعاد بدر جبريل للتذكير بأن الشباب الفلسطيني تمكن من إيصال رسالته منذ سبع سنوات عندما احتشد الآلاف بمسيرة حاشدة نحو الأراضي الفلسطينية، وما حدث عام 2011 عندما دخل هؤلاء الجماهير إلى مجدل شمس في الجولان السوري المحتل وحطموا السياج الاحتلالي بأيدٍ عزلاء من السلاح.ويوضح جبريل أن العدو الصهيوني قد راهن على موت القضية الفلسطينية بتقادم الأجيال، ولكن اليوم اجتمع الجيل الرابع بعد النكبة، ليؤكد التزامه بالقضية الفلسطينية، و بأنه ما زال على العهد وعلى الثوابت في مقاومة العدو المحتل و كل الاتفاقيات وصولاً إلى تحرير كل فلسطين، مشدداً على المقاومة كسبيل وحيد لتحريرها كما بدأ الأجداد منذ بدايات القضية.
ميس وهي فتاة فلسطينية في العشرينيات من عمرها، تتواجد ضمن المحتشدين، تؤكد أن وقوفها في هذا المكان يؤكد تجديد التطلع لتحرير فلسطين وهو اليوم الذي يحلم به كل أبناء وطنها، و دعت ميس جميع المعنيين بالقضية إلى اتخاذ خطوات عملية مقاومة للمضي نحو تحرير فلسطين، وتضيف أنها ستقوم بتعليم أبنائها في المستقبل ما تعلمته من أبويها عن الوطن وما أخذته من مآثر وطنية ورثتها نتيجة الانتماء الوطني.
مئة عام من الظلم، تعني مئة عام من القتل والفتك والإجرام الصهيوني، تعني مئة عام من التشرد والشتات، ولكن يقابلها مئة عام من النضال والمقاومة، وأكثر من ذلك يقابلها تمسك شعبي فلسطيني وطني يتماهى بالسير قدماً نحو التحرير والمواجهة المتعددة المجالات سياسياً وعسكرياً وعلمياً وتثقيفياً .
المصدر: موقع المنار