حمزة الحوثي في حوار على قناة المسيرة
ثورة 21 سبتمبر الشعبية 2014م، كانت خطوةً للأمامِ في إطار تصحيح الانحراف السياسي الذي كان متفاقماً في فترة ما بعد مؤتمر الحوار.
كثرت الأسئلة والاتهامات الموجهة لأنصار الله بسبب عدم إسراعهم لتشكيل حكومة إنقاذ وطني
وكثر الحديث عن حقيقة ما يحدث من وراء الكواليس
واتهم أنصار الله بأنهم يديرون البلاد دون مسئولية ودون استراتيجية مدروسة ولهذا كانت المقابلة التي أجرتها قناة المسيرة مع حمزة الحوثي عضو المجلس السياسي لأنصار الله بمثابة وضع النقاط على الحروف فشرح فيها تفاصيل التفاصيل, وخاض في أعماق الأعماق وبقر بطون الأحداث ليستخرج لبها حول كل ما دار ويدور في ميدان السياسة, والتفاوض, والحوار, فماذا قال هذا السياسي البارع من أسرار كواليس السياسة اليمنية والإقليمية؟
(ميدان السياسة وساحات الثورة صنوان لا ينفصلان)
ماذا قال عن علاقة السياسة والثورة ؟ قال إنه لا يمكن أن نتحدث عن مسار العملية السياسية في البلد دون أن نتحدث عن المسار الثوري, حيث ذكر أن الوضع الأمني كان هشا قبل ثورة 21سبتمبر وكشف أن هناك دعما خارجيا لذلك يمكن أن ننظر إلى الصورة والمشهد في المنطقة حيث يتم استهدافها بأدوات القاعدة بدعم قوى الاستكبار العالمي بما يمكن الخارج من التحكم والهيمنة في المنطقة .
وأضاف أنه بعد المبادرة الخليجية بدأت ما يسمى ثورة المؤسسات بدعم من آل الأحمر وكان هناك استهداف ممنهج لمؤسسات الدولة حيث وضح سبب مشاركة أنصار الله في مؤتمر الحوار الوطني وكيف تم الالتفاف والانحراف عن مسار ومخرجات المؤتمر الوطني من بعض القوى المحلية و بدعم خارجي.
لولا المسار الثوري…لما عاد البلد للمسار الصحيح.
وأوضح الأستاذ حمزة الحوثي أن أنصار الله عندما شاركوا في مؤتمر الحوار الوطني كان لديهم طموح التغيير, و كان هناك تأخير في تشكيل لجنة المراقبة على مخرجات الحوار, وعندما شكلت بطريقة مخلة كان لدى بعض الأطراف ممانعة من مشاركة أنصارالله في مؤتمر الحوار الوطني لذلك تعرض عدد من ممثليهم لعمليات اغتيال و أصبح مسار العملية السياسية يسير بانحراف بعد انتهاء مؤتمر الحوار وبعد أن وصلت البلد إلى طريق مسدود تحرك المسار الثوري الذي أتى كضرورة يتطلبها البلد مضيفا: إنً المشروع الثوري يحمل تحقيق طموحات الشعب اليمني وتحقيق الاستقرار على المستوى الاقتصادي والأمني والوضع قبل 21 سبتمبر وصل إلى مرحلة خطيرة لا يمكن التغاضي عنها! كما أوضح أن كل هذه الممارسات والالتفافات التي تعمدتها بعض القوى وضعت الشعب اليمني وقواه الوطنية الشريفة أمام خيار واحد وهو ضرورة استمرار التحرك الشعبي (الفعل الثوري).
وقال الأستاذ السياسي حمزة الحوثي إن 21 سبتمبر كان تحولاً كبيراً تمثل في تحرر الشعب اليمني من الوصاية الخارجية فلولا المسار الثوري لما عاد البلد إلى المسار الصحيح وما توج يوم 21 من سبتمبر بتوقيع اتفاق السلم والشراكة وكانت قيادة الثورة تحرص على ترسيخ مبدأ الشراكة، مؤكدا أن اتفاق السلم والشراكة إنجاز وطني بامتياز، وتضمن تصحيح المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية.
كما أوضح الأستاذ حمزة الحوثي أن الإعلان الدستوري أتى مجسدا للمتوافقات الأولية التي كانت قد توصلت إليها الأطراف السياسية، و بعد بدء العدوان كان هناك محاولات للتوصل إلى اتفاق سياسي بين القوى المناهضة للعدوان لسد الفراغ الدستوري مضيفا أن من إنجازات التحرك الثوري أنًه حفظ مؤسسات الدولة من الانهيار، ولولا وجود هذه الثورة لما ظلت مؤسسات الدولة مستمرة في القيام بدورها في المسار الصحيح و أكد أنه في حال طال تنصل القوى السياسية ووصول البلد إلى مرحلة الضرورة لسد الفراغ عبر المسار الثوري والإعلان الدستوري فسيتم سده وبعد أن بدأ العدوان استطاعت الثورة أن تقود البلد مع بقية الشعب اليمني في صمود ولو كانت هناك مؤسسات دولة دون التفاف شعبي حولها لما استطاعت أن تصمد أمام هذا العدوان وما يحدث من ضجيج هنا أو هناك في محاولة لحرف الأنظار عن السياق الصحيح الذي فرضته الثورة فهو يأتي في إطار استهداف الثورة وإعادة الوضع إلى ما قبل ثورة 21 من سبتمبر أو ما قبل ثورة 2011م و أن أي ضجيج يحصل يأتي من قبل قوى العدوان في محاولة زعزعة الجبهة المواجهة للعدوان.
واللجان الثورية الرقابية تضطلع بدور مهم وتبذل جهوداً جبارة، فقد تم إغلاق الكثير من أبواب الفساد مشيدا بدور اللجان الرقابية وأكد أن الموارد النفطية ليست تحت سيطرة الدولة فهناك حصار خانق تتعرض له البلد.
كما أوضح الأستاذ حمزة الحوثي أنً المعركة التي يخوضها البلد هي معركة في إطار الثوابت الوطنية فهناك غزو واحتلال للبلد والسيادة الوطنية تتعرض للانتهاك ناهيك عن التضحيات الكبيرة التي تبذلها قوى
الثورة إلى جانب الشعب اليمني؛ والطريقة التي قدمت بها استقالة هادي وبحاح كانت تؤكد أن تلك الخطوة تأتي كخطوة أولى للعدوان فهادي قدم استقالته لمجلس النواب وهو يعرف أن المجلس لم يعد لديه القدرة في البت في استقالته لأن مجلس النواب كان محكوما بالتوافق بحسب المبادرة الخليجية و كانت الخطوة التي تحركت فيها قوى الثورة خطوة ضرورية أجبرت على التحرك فيها فالبلد اليوم يخوض معركة التحرر والاستقرار والحل هو أن تقف كل القوى الوطنية المجتمعية والسياسية في خندق واحد لمواجهة هذا العدوان وأن يكون هناك حرص ووعي وتمسك بالمشروع الثوري الذي حقق هذه الإنجازات ولولاه لما استطاع البلد تحقيق هذه الإنجازات في الحفاظ على البلد من الانهيار.
. والحديث لا ينتهي بل يتوقف عند الحقيقة لا غير فمضمون الحوار كشف أقنعة الحواشي والوشاة الذين هم من صنيع دولة الجوار وبلعبتهم الممنهجة المدروسة بالمخطط الأمريكي وتطبيقه على واقع أرض اليمن السعيد رغم عرقلة المسارات الثورية مراراً وتكرارا لإخضاع الشعب اليمني وتركيعه بسياسية التركيع والتجويع واثقين بغباءهم فهم لم ينجحوا بمخططاتهم وإن حاولوا أن يجعلوا الشعب في حالة تدهور وانهيار! لكن الشعب اليمني أثبت جدارته بصموده ونهوضه فأفشل مشروعهم وكشف نواياهم الوخيمة وحقق أعظم انتصارات أسطورية فوهن فيها الوشاة وعجز الحواشي، وتخبط العدو، وبدا في عدوانه الهمجية والعنجهية، عدوان بلا هدف ولا عنوان إلى يومنا هذا إلا أن الشعب يعيش حالة العزة والكرامة وحالة الانتصار.
ختاما؛ لا يسعني القول إلا أن الشعب اليمني مستمر في ثورته، سعى في تحقيق أهدافه لنيل الحرية والاستقلال، هذا هو الشعب اليمني الشعب الأبي الصامد الغيور على أرضه وعرضه وكما بدأ الحوار بالسلام ختم بخير الكلام وحقيقته أن لا مجال للاستسلام.