الفكر بين مفهوم العقل واستيطان الثقافة
الفكر مرآة قلب الإنسان وترجمة لوعيه ومخزونه الثقافي من رؤى واتجاهات وهو ما أدرك الغزاة خطورته علما بأهمية الفكر في بلورة توجه الإنسان فركزوا على غزوه فكريا قبل الدخول إلى أرضه واستعمروا مخيلته قبل استيطان كل شبر من وطنه ابتداء من تزييف التاريخ الإسلامي وتشويه الحقائق ومرورا باحتكار المناهج الدراسية والمجالات الثقافية بمختلف اتجاهاتها.
وحين نتحدث عن الفكر فإنا لا نفتح نافذة للحوار العقائدي الطائفي أو ندعو إلى حزبية أو مناطقية تقود إلى فتنة يستضيء بها أعداؤنا أو عصبية ندمر بها عقيدتنا السمحة ونشوه صورة الدين الخاتم الذي جاء رحمة للعالمين أو نتبنى إشعال صراع وافتعال أزمة إنما نسلط الضوء على الفكر الصحيح المستقيم ونوجه هدفنا إلى تصحيح تلك المفاهيم المغلوطة والثقافات الصهيونية فالحق بيّن وإن دثروه والباطل مكشوف قبيح الوجه وإن زينوه والفطرة الإنسانية تستهجن كل طريقة منحرفة بطبعها.
إن الفكر المنحرف سبب وصول الأمة الإسلامية بل الإنسانية إلى الانحطاط الفكري والتحجر وجبروت الزعماء
واستكبار الملوك وذل الشعوب لأصنام شوهاء؛ ولا بد أن الفكر يتعارض تماما مع الانجرار للعواطف والأحاسيس الجياشة فهو صوت العقل ولغة الإنسان المستقيم السليم من الأمراض الشيطانية التي تهوى المعصية وتنشد المخالفة للواقع والمنطق معا لهذا كان فكر أهل البيت – عليهم السلام – مثالا تتجسد فيه أصالة المذهب وصدق الرسالة إذ عمل علماء أهل البيت – عليهم السلام – على تمثيله والدفاع عن أصوله وأهدافه بعيدا عن انحرافات الهوى وزيغ السلطة ليظل كما بلغه سيدنا محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – قبل ولادة المذاهب والطوائف والفلسفات المتباينة.
والفكر على ثلاثة أنواع الأول فكر سطحي يعتمد على المعلومات الأولية والثاني عميق يهتم باستحضار كافة المعلومات لإصدار حكم إلا أنه لا يصل إلى ما وراء الأشياء التي يركز عليها النوع الثالث من الفكر وهو الفكر العميق الذي يبحث في الشيء وما حوله وكل ما يتعلق به للوصول إلى النتائج الصادقة وهو ما اخترناه منهجا في هذه الصفحة لمناقشة الفكر والمفكرين بشفافية وبما يطابق الواقع ولا يخالف العقيدة الخاتمة.
قلم /أحلام شرف الدين