لقاء وشيك بين الحريري والسيد نصرالله.. والرياض تراقب
بدأت محركات اللقاء بين الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله ورئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري العمل بنشاط بعد تذليل كافة العقبات والموانع على ما يبدو.
فالتريث أصبح من الماضي وحل مكانه التراجع الكلي عن الاستقالة ومطالب الحريري أخذت في الإعتبار، وهي الموجودة أصلا في بيان الحكومة السابق من دون المساس بالخطوط العريضة للحزب، إضافة إلى انعقاد أولى الجلسات الوزارية بعد العودة عن الاستقالة، والتي تم فيها إقرار أحد أهم البنود السيادية والإقتصادية، وهي إصدار عقود لتطوير واستكشاف النفط في الكتلة 4 و9 لصالح شركات (نوفاتك) الروسية، و(توتال) الفرنسية، و(إيني) الإيطالية، وهو الأمر الذي ما كان ليتم لولا وجود توافق طائفي ووطني عالي المستوى، وتحديدا من زعامات الصف الأول، بحسب مصادر مطلعة.
مؤشرات اللقاء المرتقب لا تقف عند مستوى التوافق الحكومي على الأمور الأساسية. ففي عز أزمة الحريري لم ينطق السيد نصرالله سوى بالخير تجاهه وتجاه تياره رافضا في إطلالته التلفزيونية الأولى بعد الإستقالة الرد على الاتهامات التي سيقت في بيان الحريري الشهير بحق “حزب الله” وإيران، إضافة إلى دعم نصرالله المطلق لتحركات رئيسي الجمهورية ومجلس النواب ووزير الخارجية جبران باسيل التي ضغطت دوليا في سبيل عودة الحريري إلى لبنان واعتبار استقالته غير دستورية والإبقاء على الاعتراف به رئيسا للحكومة اللبنانية ما شكل غطاء وطنيا له أثناء تواجده في السعودية.
من جهته فقد تلقف الحريري رسالة الحزب وردّ الجميل مضاعفا حيث أدلى بأكثر من حديث صحافي اعتبر فيها بأن “حزب الله” لا يستفز “إسرائيل” وبأن العدو هو من يخرق السيادة اللبنانية يوميا وقال الحريري في حديث آخر بأن “حزب الله” لن يستعمل سلاحه في الداخل وبأنه يصدق الأمين العام لحزب الله بقوله بعدم وجود مقاتلين للحزب في اليمن.
يقول مصدر بارز في “حزب الله” بأنّ الأمور جيّدة جداً وإيجابيّة وتسير بالشّكل المطلوب في انتظار أن تتبلور بعض التّفاصيل أكثر، رافضاً الحديث عن توقيت في ما يخص اللقاء بين السيد نصرالله والرئيس الحريري، داعياً إلى عدم الاستعجال واستباق الأمور، مُضيفاً “إن شاء الله ستُتَوّج المساعي القائمة بهذا اللقاء”.
وعما ورد في وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة عن رسالة قد أرسلها نصرلله إلى النّائب بهية الحريري، والتي قيل أنّها رسالة تضامنيّة مع الرئيس سعد الحريري كشفَ المصـدر بأنّ هذه الأخبار غير دقيقة. فالنائب بهية الحريري كانت قد أرسلت رسالة إلى السيد نصرالله في حينها وليس العكس رافضاً الدّخول في التفاصيل أو الكشف عن مضمونها.
عربياً ودولياً شكّل التّحرك المصري والفرنسي غطاءً آمناً للرّئيس سعد الحريري للعودة إلى لبنان وسمحَ لهُ بالتّحرك ضمن هامشٍ كبيرٍ من الحرية تحت عنوان “النأي بالنفس” والعبور بلبنان إلى بر الأمان وقد لاقت الخطوة الفرنسية – المصرية دعماً أميركيّاً عبّر عنه وزير الخارجية “ريكس تيليرسون” بعد الإستقالة حين قال بأن واشنطن “تعتبر الحريري شريكا قويا”، في إشارة إلى عدم اعتراف الولايات المتحدة بالإستقالة، كل هذا جعل من الحريري حُرّ السقف في خطواته الداخلية طالما أنّ أولوية المطالب الدوليّة هي “إبعاد لبنان عن محيطه الملتهب”، وقد يكون اللقاء بالسيد نصرالله أحد أبواب الحفاظ على لبنان وأمنه وحمايته من تداعيات ملفات المنطقة المُعقّدة.
إذاً كل المعلومات والمعطيات تُؤكّد أنّ لا مُعوّقات فعليّة تمنع اللقاء بين السيد نصرالله والرئيس الحريري. فالموضوع لا ينقصهُ سوى الإعلان عنه بعد حصوله كما درجت العادة في لقاءات السيد نصرالله، لكن يبقى السُّؤال الأبرز “هل ستعتبر السعودية اللقاء خسارةً لها ومُوجّهًا ضدها؟ هل ستُسلم الرياض بخسارة مشروعها في لبنان بعد عودة رئيس الحكومة سعد الحريري عن الاستقالة ولقائه السيد نصرالله؟ وهل سيكون أخصام المملكة على موعد مع معركة شرسة في الانتخابات النيابية المقبلة وخيارات دعم السعودية لشخصيات سُنيّة غير سعد الحريري وارداً جدّاً، تختم مصادر في 14 آذار.
صحيفة الديار اللبنانية