(( سيلتقون قريبا .. فاستعدوا ))
بقلم /
حمير العزكي
المتابع المتأمل في تصرفات وأقوال ومؤشرات نوايا المنافقين ، بمختلف مستوياتهم ، و مسمياتهم المتداولة ، وكافة تصنيفاتهم المكانية ، ودوافعهم النفسية الشيطانية ، يجد تطابقا عجيبا وغريبا ومذهلا ، في الأهداف ، والوسائل ، والأساليب ، والخطوات ، مع فارق في الدوافع واختلاف في التوقيت تقديما وتأخيرا ، حسب الاحتياج والمقتضيات المرحلية ، ووفق اللازم لإستمرار تأثير تعويذاتهم التضليلية المسيطرة على عقليات البسطاء المخدوعين والمغرر بهم .
فعندما ذكر الله المنافقين والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في آية واحدة وسياق واحد و حكم واحد في قوله تعالى (لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا) ليس ذلك الا دلالة على وحدة الهدف والمسار والتماهي الشديد فيمابينهم رغم اختلاف المسميات والصفات ، وليست هذه الدلالة او الحقيقة – ان جاز لي التعبير – محصورة في زمن النبي صلوات الله عليه واله ، او في مجتمع المدينة ، بل هي سنة دائمة في كل الأزمنة والمجتمعات ، بدليل الآية الكريمة التي ختمت الحديث عنهم حيث قال تعالى ( سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ) صدق الله العظيم .
فلافرق إذا بين المنافقين والمرجفين والذين في قلوبهم مرض ، ولا بين منافقي الداخل والخارج ، ولا بين المنافقين المتسترين بعناوين دينية ، او مشاريع سياسية ، او شعارات وطنية ، وللتأكيد والبرهنة على ذلك ما علينا سوى تقليب صفحات الأمس القريب ، لنجد ما قاله المنافقون قبل أمس ، يردده الذين في قلوبهم مرض بالأمس ، ويؤكده المرجفون اليوم ، ونجد أيضا مواقف منافقي الخارج الأولى اصبحت مواقف المنافقين في الداخل أخيرا ، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر ، بعض من الحملات التشويهية الكيدية التي تعرض لها أنصار الله في قضايا مختلفة ومنها :
> بدأ المنافقون بالحديث عن الفساد المالي المزعوم لأنصار الله ونهب البنك المركزي عبر وسائل اعلامهم ووسائل اعلام اربابهم من قوى العدوان ، ولم تمر أشهر معدودة حتى تبنى الذين في قلوبهم مرض وحقد تلك الشائعات ، وجاء المرجفون بعدهم مؤكدين وناشرين لمعلومات كاذبة وزائفة حول شخصيات محددة بهتانا وزورا .
> افتتح منافقو الخارج حربهم الاعلامية ضد انصار الله بالعزف على اسطوانة نهب وتدمير مؤسسات الدولة وانتهاك دستورها وقوانينها عبر صفحات ناشطيهم الممولة وها هم منافقوالداخل يختتمون حربهم الاعلامية القذرة بذات الاتهامات وعبر صفحات ممولة ولكن بأسماء وهمية .
> برر المنافقون في الخارج طلبهم للعدوان ومشاركتهم ومباركتهم له بمايسمونه ( استعادة الشرعية ) وها قد بدأ توأم هذا المبرر ( الحفاظ على الشرعية ) في الظهور في الداخل تمهيدا لترتيبات ما وتحركات مشبوهة .
ولو أمعنا النظر بتجرد عن عين الرضا في الواقع ، واطلنا التامل بتحرر من بريق المواقف الزائفة في النفسيات ، وبحسب ما بدى من أفواههم ولاشك ما تخفي صدورهم اكبر لوجدنا الفوارق تتلاشى بين منافقي الداخل والخارج ، لسبب واضح وبسيط وهو أن النفاق كما عرفه السيد القائد حفظه الله هو حالة اختلال في الولاء لله ، وتولي أعدائه وعلى راسهم أمريكا ، وهي بلاشك حالة يمثلها هؤلاء وأولئك .
فأستعدوا لأنهم سيلتقون قريبا في النقطة الاخيرة ، بدون تحفظ ولا تحرج ، قريبا جدا سيقول منافقو الداخل ماقاله منافقو الخارج ، بأنكم سبب العدوان وايضا سبب استمراره !!! استعدوا ليس بالانتظار ، وإنما بالاستنفار ، وليس بالركون الى النفوس ، وانما بالثقة والتوكل على الملك القدوس ، ليس فقط استعدادا عسكريا وأمنيا بل واستعداد روحي ، إيماني، ثقافي و اخلاقي ،إستعدوا بأن تكونوا أنصار الله حقا وصدقا .