قيادة الدولة والنقاط الـ12
الهدهد/مقالات
بقلم /حمير العزكي
في عشية ذكرى مرور عامين على الصمود والتحدي وفي خطابه بالمناسبة وضع قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي حفظه الله أمام الجهات الرسمية ممثلة بقيادة الدولة اثنتي عشرة نقطة مثلت في مجموعها مصفوفة حل للأزمة السياسية والاقتصادية التي تهدد تبعاتها صمود وتماسك الجبهة الداخلية وتفتك آثارها بالوضع المعيشي للمواطنين وتمس بصورة مباشرة كافة جوانب حياتهم وتفاقم معاناتهم التي تسبب بها العدوان والحصار .
ما الذي حدث بعد ذلك وخلال التسعة أشهر التي مرت على مطالبة السيد القائد بتنفيذ تلك النقاط الـ 12 ؟؟
للأسف الشديد إنه لم يحدث شيء يستحق الذكر والإشادة طوال الفترة الماضية باستثناء بعض الإجراءات التي جاءت في سياق الأداء الحكومي المعتاد دون حتى الإشارة إلى كونها استجابة للنقاط الـ 12 فكانت النتيجة المؤلمة المتوقعة والحتمية دون أدنى شك من تفاقم الأزمة وشلل الأجهزة الحكومية وتعطيل الجهات الرسمية وزيادة معاناة المواطنين وحتى الوصول إلى تهديد واستهداف الأمن والاستقرار والسكينة العامة .
كيف تعاطت قيادة الدولة مع مطالبة قيادة الثورة بتنفيذ النقاط الـ 12 ؟؟
لاشك كانت الشراكة السياسية القائمة على مبدأ التوافق العائق الأبرز أمام التعاطي الجاد والمسؤول مع النقاط الـ12 وكانت الأجندة الخاصة التي يتبناها الشريك والتي كشفت حقيقتها الأحداث الأخيرة وأثبتت سوء نواياه التي كنا نفترضها من خلال تعاطيه مع كل القضايا الوطنية الهامة ، كل ذلك كان حجر عثرة أمام تنفيذ تلك النقاط إلى درجة الرفض المطلق للحديث عنها رسميا !!!
والآن وقد أزالت تضحيات الشهداء العظماء ذلك العائق وأزاحت حجر العثرة تلك من واقع ومستقبل البلاد ، ما الذي يجب على قيادة الدولة القيام به في سبيل تنفيذ تلك النقاط الـ 12 ؟؟
يجب على قيادة الدولة أولا الإعلان رسميا عن ترحيبها بالنقاط الـ 12 واستجابتها لمطالبة قيادة الثورة بتنفيذها والتزامها الكامل بالتنفيذ خلال فترة زمنية محددة .
كما يجب عليها وضع آليات وبرامج للتنفيذ لا تتجاوز فترة إعدادها أسبوعين ولا يتأخر البدء بالعمل في إطارها عن أسبوعين من تاريخ الانتهاء من إعدادها.
ويجب عليها أيضا وضع الضوابط اللازمة لجدية الجهات المعنية بالتنفيذ ووضع عقوبات رادعة للمتقاعسين والمتخاذلين وإنزالها عليهم دون مراعاة لأي اعتبارات سياسية أو مناطقية أو اجتماعية والإعلان عنها لتكون عبرة للآخرين .
على أن يكون الإخلاص لله والتفاني في خدمة الوطن والحرص على مصالح المواطنين وتعزيز الصمود ودعم الجبهات منطلقات وركائز أساسية حاكمة لنفسيات وعقليات تلك القيادات بعيدا عن أي اعتبارات أو قناعات خاصة أو ذاتية .
وعندها سيلمس المواطن اهتمام الدولة ويشعر بجهودها ويجد ما يحتاج إليه وما يطلب به واقعا في حدود الإمكانات المتاحة التي لا شك حينئذ سيقدرها ويساعد في تطويرها وتحسينها والله المستعان .