النباء اليقين

وهذا بيان ثان للناس

الهدهد/مقالات

بقلم/أحمد الحبيشي

السباب والشتائم سلاح الجهلة والسفهاء . ولا تصدر إلا عن ضحالة أخلاقية وسياسية وثقافية وفكرية .. وقد تعرضت لها منذ عامين على يد اللوبي السعودي وأتباعه في داخل اليمن وخارجه.

كنت صريحا في الانحياز الى خيار مقاومة العدوان السعودي الخليجي وتعزيز وحدة الصف الوطني والجبهة الداخلية بكل وضوح وصدق.. وحذرت من خطورة اللعبة العمياء لأولئك المغامرين الذين كانوا يزينون صورة الارتماء في حضن العدو الذي يقتل شعبنا ويسفك دماءنا ويسعى الى تجويعنا ومصادرة سيادتنا واستقلالنا .. لكنهم اختاروا مسارات خطيرة ومروعة لتخريب الصف الوطني وتفزيغ جبهات القتال وقطع طرق إمداد المقانلين الأبطال بالسلاح والغذاء والماء تمهيدا لإسقاط العاصمة صنعاء ، وتمكين قوى العدوان من احتلالها بعد الف يوم من الصمود !!

كان المطبلون ينافقون كالعميان ولا يدركون الى أين سيذهبون بالوطن وبأنفسهم الأمّارة بالسوء.؟

كنا أشجع وأوضح من ألراقصين على ايقاعات اللعبة العمياء لعبادة الأفراد وتقديس الأحزاب والمراهنة على العدو ، ونصحنا بالتوقف عن السير في طريق الانتحار السياسي والخيانة الوطنية من خلال الارتماء في أحضان قوى العدوان والاحتلال .. ولم نخن أحدا بعد انتحاره ، بل اننا حذرنا من هدا المصير عندما كانوا في قمة قوتهم !!

عندما رأينا الغرور والضلال يستبدّان بهم في أغسطس الماضي ، خاطبناهم من خلال منشور سياسي صادق عنوانه ( هذا بيان للناس) حذرناهم فيه من خطورة الرهان على تفجير حرب أهلية داخلية ، وقلنا في ذلك البيان بكل صراحة : ( اذهبوا الى حيث ألقت برحلها أم قشعم .. لكني لن أذهب معكم) !!

ردوا على هذه النصيحة الصادقة بسيل من السباب والشتائم بأقلام سفهائهم وبلاطجتهم في مواقع التواصل الاجتماعي ، ثم توّجوا تلك السفاهات باصدار بيانين بائسين في يومي الأربعاء 23 والجمعة 25 اغسطس 2017 ، اتهموني فيهما بأنني (من بقايا الشيوعيين والانفصاليين والإماميين) ، و قاموا وهم في عز قوتهم بفصلي من رئاسة المركز الإعلامي للمؤتمر الشعبي العام !!

بعد صدور كل تلك الإجراءات الانفعالية ، كتبت مقالا أعربت فيه عن خوفي وقلقي على رئيس المؤتمر شخصياً من مغامرات الدائرة الضيقة المحيطة به!!؟؟

يتذكر الناس أن عميل المخابرات السعودية المعروف علي البخيتي كان في اغسطس الماضي يحرضهم من الرياض على ضرورة فصلي من المؤتمر الشعبي العام ، قبل أن يحرضهم على الفتنة والانقلاب والتآمر وسفك الدماء في ديسمبر الجاري.

اليوم اتوجه صادقا الى أيتام عبادة الأفراد وتقديس الأصنام وضحايا التضليل والتطبيل ، بآن يتأملوا الواقع بكل مفاعيله وأبعاده ، والتوقف عن البكاء على الأطلال التي صنعوها بأيديهم ، وصولا الى قراءة المشهد السياسي بمسؤولية وطنية ، والحذر من إعادة إنتاج الرهان الخاسر على المسارات الخيانية المدمرة .

توقفوا عن الشتائم والسباب والقذف والبلطجة ، لأنها لم تنفعكم في الماضي ولن تجديكم نفعا في الحاضر والمستقبل !!

تأملوا أخطاءكم التي قادتكم الى الاستنجاد بدول وقوى العدوان والاحتلال ، وخيانة تضحيات شعبنا ودماء شهدائنا.

فكروا كثيرا .. واعلموا ان الانتصار على العدوان السعودي قادم لا محالة.

والله من وراء القصد .