فلسطين واليمن والبحرين: ثلاث شواهد على علو الأمتين العربية والإسلامية أو تسافلهما
صدق من قال بأن الأمة من ناحية شبابها وشيخوختها تماماً كالفرد، فكلما حافظت الأمة على حضورها القوي ولم تترك ملفاً من ملفاتها الحساسة هملاً، كلما حافظت على شبابها وقوتها وضمنت عدم شيخوختها وعجزها، وكلما تركت ملفاتها لا سيما الحساسة منها ولم تكن على قدر المسؤولية في حمل هذه الملفات كلما عاشت الشيخوخة والعجز والهزال والضعف وصارت طعمة لكل طاعم وأكلة لكل آكل.
وبقدر ما تكون الأمة حاضرة في حمل ملفاتها الحساسة بكل قوة ونشاط بالغاً ما بلغت التضحيات بقدر ما تكون محافظة على النسبة الصحيحة لمبادئها الدينية والقيمية، وكلما لم تكن كذلك كلما كانت مفرطة في مبادئها الدينية والقيمية، وذلك لأن المواقف هي المؤشر الحقيقي لهبوط المستوى الديني والقيمي وإن تمت ممارسة ذلك تفصيلا والعكس بالعكس.
وفي هذا العصر بالذات تعيش الأمة الإسلامية والعربية عدة مظلوميات أهمها على الأطلاق ثلاث مظلوميات هي:
– مظلومية الشعب اليمني
– مظلومية الشعب البحريني
– مظلومية الشعب الفلسطيني
ومن يريد التفكيك بين هذه المظلوميات هو مخطأ هو متعصب أرعن، فالمظلوميات الثلاث مترابطة وغير مفككة.
فإن الذي يمارس الظلم على الشعب الفلسطيني متحالف مع الذي يمارس الظلم على الشعبين البحريني واليمني، وأن الذي يمارس الظلم على الشعبين البحريني واليمني هو الممول لكل الحروب ضد الامتين العربية والإسلامية لاسيما في سوريا وليبيا والعراق والأهم في فلسطين إما بطريق مباشر وإما بطريق غير مباشر عبر أميركا التي انبعث أشقاها ترامب ليحلب المال والدم من جيوب وعروق الأمتين العربية والإسلامية.
إن كل فلسطيني لا يتفاعل مع مظلومية الشعبين اليمني والبحريني هو متفاعل حكما مع الصهاينة لأن الصهاينة وقتلة الشعبين اليمني والبحريني واحد متحد!!
وإن كل يمني وبحريني لا يتفاعل مع مظلومية الشعب الفلسطيني إنما هو متفاعل حكماً مع قتلة اليمنيين والبحرينين لأنهم والصهاينة واحد متحد.
إن الشعب اليمني كان وما زال متفاعل إلى حد الذروة مع الشعب الفلسطيني ويكفي في ذلك تظاهراته وإحياء يوم القدس عنده وشعاراته الأساسية المتضمنة اللعن على الصهاينة.
وإن الشعب البحريني من أكبر الداعمين للشعب الفلسطيني في كل موارد الدعم لاسيما الحضور الشعبي الكثيف في يوم القدس الشريف.
إن على الأمتين العربية والإسلامية وبغية حفاظهما على قوتهما وشبابهما أن تهتم اهتماماً قوياً وفاعلاً بهذه المظلوميات الثلاث من خلال ردع قتلة الشعبين اليمني والبحريني عن سفك تلك الدماء الطاهرة البريئة عبر موقف تاريخي مشهود يقوم على إخراج هذه الطغمة القاتلة من الهويتين العربية والإسلامية واعتبارها بمثابة الدم الفاسد في جسد الأمتين العربية والإسلامية والذي لا بد من إخراجه بحجامة نهضوية هدارة.
هذا بالنسبة لقتلة الشعبين اليمني والبحريني، أما بالنسبة لقتلة الشعب الفلسطيني فإن على الأمتين العربية والإسلامية بعد إزالة شأفة قتلة الشعبين اليمني والبحريني الداعمين للصهاينة عبر أميركا او بشكل مباشر؛ نعم بعد إزالة شافة هؤلاء من الوجود تماما كإخراج النبي الأعظم (ص) ليهود المدينة وخيبر، ينبغي توحيد كل القوى والانطلاق من يوم القدس العالمي لإزالة الصهاينة من الوجود العربي والإسلامي.
إن الأمة التي تشيح بوجهها عن هذه المظلوميات الثلاث لا شك هي ليست بأمة وإنما هي عبارة عن جراد منتشر، والخونة فيها هم عبارة عن حمر مستنفرة فرت من قسورة.
* توفيق حسن علوية