بن سلمان سجين في اليمن
مضت ثلاثة اعوام ونصف على الوعد الذي قطعه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بحسم الملف اليمني في غضون ثلاثة اسابيع، وحوالي خمسين يوما على الوعد السعو اماراتي الجديد فيما يخص الاستيلاء على ميناء الحديدة ، ولكن لازال اليمن والحديدة محرران .
مساء الاحد بدات وسائل الاعلام السعودية بالتطبيل لولي العهد السعودي وكيل المديح له لانه اوفى بوعده بشان الغاء قانون منع قيادة السيارة للنساء، وبالطبع غفلوا او تغافلوا عن التطرق الى ان بلادهم هي اخر بلدان العالم التي كانت تحرم المراة من هذا الحق المشروع . الاعلام السعودي وبالطبع اباء ولي العهد السعودي لا يملكون اي جواب حيال الظلم الذي فرضوه على المراة السعودية خلال القرن الماضي ، او هل يمكنهم التعويض عن هذا الظلم بالاساس؟ .
وبمنأى عن هذا السؤال فان الشعب السعودي المسلم قد يطرح تساؤلات مفادها لماذا يجب ان يتحمل عبء نفقات الحروب المفتعلة والتدخلات في شؤون الاخرين والمؤامرات التي يحوكها ملوكه ومؤخرا ولي عهده الغر ؟ تسويق الاضطرابات والحرب من السعودية الى سوريا وفرض الفوضى والانفلات الامني على شعب هذا البلد المسلم على مدى سبع سنوات ، التدخل في البحرين وقمع الشعب الذي لا يتطلع سوى الى الحرية ، فرض العزلة والضغوط والحظر على قطر الصديقة وشريكتها السفيقة بذريعة التعاون مع ايران ، التدخل في لبنان والحيلولة دون تاليف الحكومة، العمل على اضعاف العراق وبالتالي فرض حرب مدمرة على اليمن بهدف تحقيق مزاعم ابن سلمان القاضية بقطع الاذرع الايرانية في المنطقة .. هي غيض من فيض الاسئلة التي لا تلقى اي رد ، وما العمل على القيام باصلاحات جزئية مثل منح حق قيادة السيارة للمراة سوى اجراءات هدفها حرف الراي العام في السعودية عن ما يجري حوله.
على صعيد الواقع فان ترسيح النظام السوري لدعائمه ودحر المعارضة المدعومة من قبل دول مثل السعودية هي نقطة سوداء في السجل الاقليمية لاباء ابن سلمان وشخصه . فشل النظام البحريني في قمع الاحرار بعد اكثر من سبع سنوات هي نقطة سوداء اخرى تضاف الى السجل السعودي الاسود ومؤخرا ابن سلمان. قطر وبعد عام من الحظر لم تستسلم امام ابن سلمان بل انها تواصل حياتها وفق رؤيتها التي كان يعارضها ابن سلمان. العراق ولبنان وبدعم من اصوات الشعب وجها رسالة الى ولي العهد مفادها ان حقبة التدخل في هذه البلدان انتهت وان الترغيب والتهديد لم يعد ينفع في مواجهة ارادة شعبي اليلدين لتقرير مصيرهما بنفسهما .
لكن تجربة اليمن تعد تجربة فريدة من نوعها في هذا البين، فريدة من حيث ان ابن سلمان ليس فقط فشل في هذه المعركة بل تحول الى سجين بيد اليمنيين. ابن سلمان سجين اليمنيين لانه وعد اولا باستعادة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي الى سدة الحكم ، وبحسب قطع يد ايران من اليمن وبالتالي فرض الامن على حدود بلاده . لكنه فشل في استعادة هادي لان اليمنيين يصرون على حق تقرير مصيرهم بنفسهم ، لم يستطع قطع يد الايرانيين لان الايرانيين لم يتورطوا في النار التي اضرمها ابن سلمان من الاساس، واخيرا فشل في فرض الامن على حدود بلاده لان الانفلات الامني هو سيد الموقف الان على الحدود السعودية بسبب عدوانه على اليمن .
ابن سلمان في سجن اليمنيين لانه رهن الجلوس على العرش باحتلال اليمن ، ولكن يبدو ان السجان اليمني لا ينوي التراجع او التسوية مع ابن سلمان . ابن سلمان هو سجين اليمنيين لانه وعد بعدم السماح لتشكيل نواة حزب مماثل لحزب الله لبنان قرب الحدود السعودية ، ولكن ليس فقط فشل في تحقيق هذا الامر بل انه مرغم في ضوء الظروف الجديدة على ان يصبح ويمسي باستقبال الصواريخ اليمنية ، ويمسي ويصبح وهو يرتعد من خوف عمليات اليمنيين.
حقيقة الميدان اليمني مع القليل من التريث تشير الى انه ليس ابن سلمان سجين اليمنيين فقط بل ان الدول الـ17 المنضوية تحت ما يسمى التحالف العربي هي ايضا باتت اسيرة المقاومة اليمنية ، وليس اعتباطا حين نرى بان ابن سلمان يرى نفسه مرغما على خلق ذريعة لفشله امام صمود اليمنيين عبر تقديم ايران على انها السبب الاساسي لعدم ترجمة وعوده على ارض الواقع والمتثلة باحتلال اليمن في غضون ثلاثة اسابيع، رغم ان ايران لم تنفي ابدا بانها تقف الى جانب المسلمين المظلومين المضطهدين وتدعمهم وان سوريا والعراق ولبنان واليمن هي خير شاهد على ذلك . وبناء على ما تقدم الم يحن الوقت لان يركز ابن سلمان اصلاحاته على الخروج من السجن الذي صنعه لنفسه .
ابو رضا صالح