أسئلة قبلية…
– لماذا يكثر في الإعلام الغربي الحديث عن الإرهاب وأن السعودية هي من تدعم الإرهاب مع أنها مطيعة لهم؟
– لماذا جاءت الآيات القرآنية التي تتحدث عن الحج أوعن ولاية الإمام علي أو عن الوحدة والاعتصام بحبل الله متوسطة لآيات الحديث عن اليهود والنصارى؟
– كيف يخطط اليهود للاستيلاء على الحج وماهي أساليبهم؟
– لماذا أصبح الإعلام العربي مجرد أبواق تردد كل ما يقوله الغرب؟
– ماذا يعني أن لا يُحركَنا ويستثِيرَنا كل ما تفعله أمريكا وإسرائيل؟
– ما علاقة إسرائيل بالقدس؟ وهل تمسكهم بها لأنها تشكل خطورة بالغة عليهم؟
– كيف ينظر اليهود إلى الحج؟ ولماذا ينظرون إليه كخطر يتهدد مستقبلهم؟
– ما علاقة البراءة من المشركين بالحج؟ وهل البراءة التي يعلنها الناس اليوم كالتي قرأها الإمام علي (ع)؟
– هل يكتفي اليهود بما يقدمه لهم عملاؤهم من خدمات تمكنهم من السيطرة غير المباشرة والتحكم بالبلاد الإسلامية؟
دروس من هدي القرآن الكريم
لا عذر للجميع أمام الله
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 21/12/1422ه
اليمن – صعدة
الآن تحرك إعلامهم وعادة – كما يقال – (الحرب أولها كلام) أليس هذا معروفًا؟ يتحدثون أولًا عن الإرهاب والسعودية تدعم الإرهاب. ماذا عملت السعودية؟ كلها خدمة لأمريكا، قدمت كل الخدمات لأمريكا، عملت كل شيء لأمريكا، لماذا أصبحت الآن لا فضل لها ولا جميل يُرعَى لها ولا شيء يُحسب لها، ويقال عنها: دولة إرهابية؟ لأنهم يريدون أن يمهدوا بذلك، بعد أن عرفوا أننا نحن العرب أصبحنا جميعًا إذا ما قالت أمريكا: هذه دولة إرهابية انفصل عنها الآخرون، إذا ما قالت أمريكا: هذا الشخص إرهابي انفصل عنه الآخرون وابتعدوا.
عرفوا بأن بإمكانهم أن يضربوا في الحجاز كما ضربوا في أفغانستان، وأن يضربوا في العراق كما ضربوا في أفغانستان وأن يضربوا في اليمن كما ضربوا في أفغانستان! لا أحد من الدول يمكن أن يعترض على ما تعمله أمريكا ضد ذلك الشعب؛ لأنه قد اتفقنا جميعًا على أن نكافح الإرهاب وهذه دولة إرهابية، السعودية إرهابية، تدعم الإرهاب، أسامه من السعودية وهم تجارهم يدعمون الدُعاة هؤلاء.
هم من دعموهم تحت توجيهات أمريكا فانقلبت المسألة فأصبح عملهم في خدمة أمريكا إدانةً ضدهم من أمريكا نفسها، وأصبحوا يقولون عنهم بأنهم يدعمون الوهابيين بأموالهم فهم يدعمون الإرهاب إذًا.
السعودية الآن في حالة سيئة اضطرهم الأمر إلى أن يلتجئوا إلى إيران وأن يتصالحوا مع إيران، وأن يحسنوا علاقتهم مع إيران، وفعلًا الإيرانيون حجوا هذه السنة كثيرًا حوالي خمسه وثمانين ألفًا، واستطاعوا أن ينشروا كتبًا كثيرة، وبيانًا للسيد الخامنئي انتشر بأعداد كبيرة، وتسهيلات كبيرة لهم.
بدءوا يخافون جدًا أن هناك عمل مركز ضدهم، اليهود يريدون أن يسيطروا على الحج.. لماذا؟ ليحولوا دون أن يستخدم الحج من قِبَل أي فئة من المسلمين لديها وعي إسلامي صحيح فيعمم في أوساط المسلمين في هذا المؤتمر الإسلامي الهام الحج، الذي يحضره المسلمون من كل بقعة.
لاحظوا عندما يتجه الإيرانيون لتوزيع هذا البيان وتوزيع هذه الكتب وهذه الأشرطة و(السيديهات) حق الكمبيوتر، أليست تصل إلى أكثر بقاع الدنيا؟ هكذا يرى اليهود والنصارى بأن الحج يشكل خطورة بالغة عليهم.
ولأن الحج مهم في مجال مواجهة اليهود والنصارى، جاءت الآيات القرآنية في الحديث عن الحج متوسطة لآيات الحديث عن اليهود والنصارى في كل من سورة [البقرة] وسورة [آل عمران] و[النساء]، ثلاث سور أذكرها من السور الطوال أتى الحديث عن الحج ضمن الحديث عن بني إسرائيل.. كما جاء الحديث عن ولاية الإمام علي ضمن الحديث عن بني إسرائيل، كما جاء الحديث عن الوحدة والاعتصام بحبل الله جميعًا ضمن الحديث عن بني إسرائيل؛ لأن بني إسرائيل هم المشكلة الكبرى في هذا العالم ضد هذه الأمة وضد هذا الدين، هم العدو التاريخي للمسلمين من ذلك اليوم إلى آخر أيام الدنيا. هم العدو التاريخي بنو إسرائيل.
فالحج هم – فعلًا – يخططون للاستيلاء عليه، وإذا ما استولوا عليه فهم قد عرفوا أننا أصبحنا نصدق كل شيء من عندهم، وأننا أصبحنا أبواق إعلام نردد أي تبرير يأتي من قبلهم، عندما يقولون: نحن جئنا إلى اليمن من أجل أن نساعد الدولة اليمنية على مكافحة الإرهاب. كل يمني يقتنع بهذا ويرددها ويخدمهم في أن تُعمم على أكبر قطاع من الناس، ونقتنع جميعًا بأنهم إنما جاءوا لمكافحة الإرهاب، وسيدخلون الحجاز من أجل مكافحة الإرهاب، ومن أجل مكافحة الإرهاب يحرقون القرآن، ومن أجل مكافحة الإرهاب يهدمون الكعبة، ومن أجل مكافحة الإرهاب يمنعون الحج، ومن أجل مكافحة الإرهاب يدوسونا بأقدامهم ونحن نصدق كل تبرير يقولونه.
لقد وثقوا بأن كل كلمة يقولونها تبرر أعمالهم ضدنا أصبحت مقبولة لدينا، وأصبحت وسائل إعلامنا ترددها، وأصبحنا نحن نستسيغها ونقبلها ونغمض أعيننا عن الواقع الملموس، نؤمن بالخدعة ولا نل
تفت إلى الواقع الملموس الذي باستطاعتك أن تلمس شرَّهم وخطرهم، تغمض عينيك وتكفت يديك وتصدق التبرير الذي يعلنونه.
عندما يصل الأمر إلى هذه الدرجة يكونوا مخططين للاستيلاء على الحرمين الشريفين، مخططين للاستيلاء على اليمن، لكنْ استعمارٌ حديث، احتلال حديث لم يعد بالشكل الأول أن يجعلوا زعيمًا أمريكيًا يحكم، لا لن يجعلوه أمريكيًا، سيجعلونه يهودي يمني سواء يهودي من أصل إسرائيلي، أو يهودي من أصل حميري أو كيفما كان، المهم يهودي سواء يحمل هوية إسلامية أو يهودي حقيقي يكون شخص بالشكل الذي ينسجم معهم.
إذا كانوا يعملون هذه الأعمال ثم أنت لم تؤمن بعد ولم تستيقظ بعد، ولم تصدق بعد بأن هناك ما يجب أن يحرك مشاعرك ولو درجة واحدة، فماذا يعني هذا؟ غفلة شديدة، تَيه رهيب، ذلة إلهية رهيبة. هل يستثيرنا هذا عندما نقول أننا فعلًا نلمس أنهم بدأوا يتحركون من أجل الهيمنة على الحرمين الشريفين وليس فقط القدس؟
العرب يقولون الآن: [من أجل إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس]. هل إسرائيل تلتفت إلى هذا الكلام. هي ليست حول أن تسلم القدس هي تبحث عن الحرمين الآخرين، إن الحرمين الآخرين هما اللذان يشكلان خطورة عليها وليس القدس، ارتباطهم بالقدس هو ارتباط تاريخي فقط، ليس لأن القدس منطقة ذات أهمية عند المسلمين أو تشكل خطورة بالغة عليهم. لا، وإنما باعتبارها مدينة يقولون بأنه كان هناك هيكل سليمان وأنها هي المدينة التي كتب الله لهم أن يدخلوها، وعبارات من هذه. ارتباط هوية دينيه وتاريخية.
لكن أما الحرمين فهم الذين يشكلون خطورة بالغة لديهم على مستقبلهم، وأكد لهم ذلك تأملهم للقرآن – القرآن الذي لا نفهمه نحن – وأكد لهم ذلك أنهم وجدوا أن الحج يستخدم من قبل أي حركه إسلامية لتوعية الآخرين. وهكذا أراد الله للحج أن يكون ملتقى إسلاميًا، يذكّر الناس فيه بعضهم بعضاَ بما يجب عليهم أن يعملوه من أجل دينهم في سبيل مواجهة أعدائهم.
الإمام الخميني الذي عرف الحج بمعناه القرآني الكامل، هو من عرف كيف يتعامل مع الحج فوجه الإيرانيين إلى أن يرفعوا شعار البراءة من أمريكا، البراءة من المشركين، البراءة من إسرائيل، ونحن هنا كنا نقول: لماذا يعمل هؤلاء، ولم ندرِ بأن أول عَمَلٍ لتحويل الحج إلى حج إسلامي تَصَدَّر ببراءة ٍقرأها الإمام علي – إمامُنا – العشر الآيات الأولى من سورة [براءة] هي بداية تحويل الحج إلى حج إسلامي {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} (التوبة: من الآية3) ورسوله بريء من المشركين وقرأ البراءة من المشركين الإمام علي بن أبي طالب.
ونحن كنا هنا نقول ونحن شيعة الإمام علي: ما بال هؤلاء يرفعون (الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل) البراءة من المشركين هذا حج؟ [حج يا حاج]. حجنا نحن اليمنيين: [حج يا حاج] عجال، عجالين ونحن نطوف ونسعى ونرمي الجمار: [حج يا حاج] عجالين نريد نلهم الله نضوي من الحج نلحق [حنيذ، وَوَدَكْ] في البلاد.
فالإمام الخميني عندما أمرهم أن يرفعوا البراءة من المشركين في الحج أنه هكذا بداية تحويل الحج أن يُصبَغ بالصبغة الإسلامية تَصدَّر بإعلان البراءة قرأها الإمام علي وهي براءة من الله ورسوله، هذا هو الحج.
حتى البراءة التي يعلنها الإيرانيون أو يعلنها أي أحد من الناس هي ما تزال أقل من البراءة التي قرأها الإمام علي (عليه السلام) كانت براءة صريحة وإعلان حرب، ألم تكن إعلان حرب على الشرك وأنه لا يجوز أن يحضروا بعد هذا العام إطلاقًا إلى هذه الأماكن المقدسة، لا يجوز أن يحضر المشركون أبدًا بعد هذا العام؟ الإمام علي هو قرأ براءة من نوع أكثر مما يرفعه الإيرانيون في الحج، براءة من المشركين وإعلان الحرب عليهم، وإعلان بأنه لا يجوز أن يعودوا أبدًا إلى هذه المواقع المقدسة. ونحن كنا نقول: لا، نحج وبسْ، هذه عبادة لله ما هو وقت أمريكا وإسرائيل.
هكذا نقول؛ لأننا لا نفهم شيئًا، هذه مشكلتنا لا نفهم إلا السطحيات، الحج عبادة مهمة، لها علاقتها الكبيرة بوحدة الأمة، لها علاقتها الكبيرة بتأهيل الأمة لمواجهة أعدائها من اليهود والنصارى.
عبادة مهمة إنما عطلها آل سعود، وعطلها اليهود والنصارى ولم يكتفوا بما يعمله آل سعود، القضية عندهم خطيرة جدًا إذا كانت القضية كبيرة جدًا عندهم هم لا يثقون بعملائهم ولا بأصدقائهم، مهما كنت صديقنا ربما يظهر أحد فيحصل كما حصل في إيران، ربما يظهر أحد يسيطر على المنطقة هذه ثم تفلت من أيدينا، يَريدون هم أن يسيطروا مباشرة، لم يعودوا يثقون بعملائهم أبدًا، هم يتنكرون لعملائهم ويضربونهم في الأخير متى ما اقتضت سياستهم أن يتخذوا موقفًا هم يعملون تبريرات كثيرة وكلامًا كثيرًا ضدك وأنت كنت صديقهم، حتى تصبح إنسانًا يستعجل الناسُ أن تُضرَب.
هكذا يعمل اليهود استطاعوا في أعمالهم معنا نحن المسلمين يعملون دعاية على أي أحد منا دعاية دعاية.. وقالوا بيحركوا سفنهم من هناك حتى أصبحنا عجالين أكثر منهم على أن يضرب هذا البلد.الآن لو يقولون أنهم يريدون أن يضربوا العراق فنحن سنبقى قلقين نريد أن يضربوا العراق، استطاعوا أن يروضونا حتى أن نصبح أعجل منهم على ضربهم لبعضنا.
يوم قالوا يريدون أن يضربوا أفغانستان، قالوا لا زالت سفنهم هناك وحركتهم بطيه فكلنا عجالين نريد أن يضربوا أفغانستان من أجل أن نتفرج بس! هكذا سيصبح الحال لدينا في اليمن.