لماذا لا تصل السفن الى وجهتها في اليمن؟
تم الحيلولة دون رسو سفينة محملة بالمواد الغذائية في ميناء الحديدة ، وفي وقت سابق كان تحالف العدوان السعودي قد حال دون توجه ثلاثة سفن محملة بالوقود من جيبوتي الى الحديدة ، رغم انها كانت قد حصلت على موافقة من الامم المتحدة ليكتمل حصار اليمن.
الائتلاف السعودي- الاماراتي كان يحاول ولا زال من خلال فرض الحصار على ميناء الحديدة تكميل حصار اليمن جوا وبحرا، لكنه لم يجن اي شيء سوى الخيبة والفشل في ضوء صمود الشعب اليمني. ولا ننس انه قبل شهر رمضان الماضي كانت القوات الاماراتية السعودية تمني نفسها بالسيطرة على ميناء الحديدة قبل حلول عيد الفطر المبارك ولذلك والى جانب وعودها بهذا الشأن وجهت 12 فيلقا مدججا بالسلاح الى تلك المنطقة، لكن الوعد باء بالفشل كما باء الوعد السابق الذي قطعه الامير الغر محمد بن سلمان قبل اربع سنوات والقاضي بحسم الحرب في اليمن في غضون ثلاثة اسابيع. واثر هذه الاحباطات ركز الائتلاف خلال الاسابيع الاخيرة قصفه على طريق الحديدة- صنعاء السريع سعيا منه للحصول على مكسب يسمح له بان تكون له اليد الطولى قبل انطلاق مفاوضات جنيف ولكن بلا جدوى ما حدا بكل من محمد بن سلمان ومحمد بن زايد الى نقل المعركة خلال الايام الاخيرة من الساحات العسكرية الفاشلة الى المجالات الاقتصادية حيث يحاولان النيل من ارادة وعزيمة وصمود اليمنيين من خلال تشديد الحصار في قطاع الطاقة والوقود وبالطبع المواد الغذائية.
وسائل الاعلام السعودية والاماراتية تثير “بروباغندا” واسعة بشان نية هذين البلدين فتح ثلاثة ممرات في الحديدة للتقليل من آلام ومآسي اليمنيين بحسب زعمها، ولكنهما في المقابل ومن منع ترخيص السفن اليمنية المحملة بالوقود من جيبوتي تحولان دون تحقق هذا الامر. الجدير ذكره ان الامارات والسعودية فرضتا ضريبة تصل الى 50 الف دولار على كل سفينة تتوجه الى اليمن، في خطوة الهدف منها تشديد الحصار على اليمنيين دون اثارة اي ردود افعال دولية – المجتمع الدولي بات يشعر بحساسية كبيرة حيال اداء إبن زايد وإبن سلمان في اليمن-. هذا السيناريو وان ادى الى شحة الوقود في اليمن، لكنه فشل في تحقيق نتائجه المرجوة. وبسبب هذا الفشل فقد تم منذ يوم اول امس تفعيل مخطط منع وصول السفن الى الحديدة. لا يمكن انكار حقيقة شحة الوقود في اليمن خلال هذه الايام حتى في السوق السوداء حيث وصل سعر كل عشرين لترا من البنزين الى حوالى ثلاثين الف ريال يمنية.
مخطط منع استيراد الوقود الى اليمن وان كان يهدف الى النيل من العلاقة القائمة بين الناس والنظام الحاكم – عبر سيناريو اعلامي يروج من خلاله ان الحكومة اليمنية ومن اجل تلبية احتياجاتها المالية لجبهات القتال تحاول رفع اسعار الوقود من خلال خفض عرضه في الاسواق- لكن واقع الحال يشير الى ان هذه المؤامرة باتت مكشوفة لدى اليمنيين ، حيث ان عدم ابداء اي رد فعل من قبل اليمنيين لاسيما في العاصمة وتعزيز التفافهم حول القيادة اكثر من ذي قبل من جهة، وتصعيد الحراك المناوئ للسعودية في المهرة والتي تهدف للحيلولة دون نهب السعودية لمصادر النفط في هذه المنطقة من جهة اخرى، وبالتالي تشديد التظاهرات المناهضة للتواجد الاماراتي في اليمن بمحورية الحراك الثوري في عدن والتي تطالب بخروج الامارات من هذه المنطقة، جميعها مؤشر على ان ائتلاف العدوان على اليمن ليس فقط لم يحقق اي انجاز على الصعد العملية والعسكرية، بل انه فشل على الصعيد الاعلامي قبل العسكري ايضا للنيل من العلاقة القائمة بين اليمنيين والنظام القائم في هذا البلد.
السفن اليمنية لا تصل الى وجهتها لان الامارات والسعودية فشلتا بشكل كامل في الساحة العسكرية. السفن اليمنية لا تصل الى وجهتها لان انصار الامارات والسعودية في انحسار مضطرد. السفن اليمنية لا تصل الى وجهتها لان عدد المعارضين لسياسة محمد بن سلمان ومحمد بن زايد في المنظمات والاوساط الدولية في ازدياد مضطرد، ولا شك ان هذه الوتيرة المتصاعدة من الاحتجاجات الدولية يجب ان تنتهي بحسم مغامرة اليمن. وبالتالي ان السفن اليمنية لا تصل الى وجهتها لان مخطط احتلال الحديدة واكمال طوق الحصار الارضي والجوي والبحري على اليمن انطلاقا من احتلال هذا الميناء الاستراتيجي هو مجرد حلم صبياني لا يمكن تعبيره.
ابو رضا صالح