لا مرحباً بـ”خادم الصهاينة”، ولا لتدنيس “أرض الثورة، والمليون شهيد”
تتواصل حملات استنكار ورفض من قبل المحافل الشعبية والاعلامية والحقوقية والاحزاب السياسة في كل من تونس ومصر والجزائر وموريتانيا تعبيرا عن سخطها لزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المتوقعة الى بلدانها، ضمن جولته الخارجية الاولى منذ مقتل الصحفي جمال خاشقجي، والتي قادته الى كل من الامارات والبحرين حتى الآن.
أعلنت قوى معارضة ومدنية في دول عدة عن رفض زيارة ابن سلمان لها، وبينها البحرين، مصر، الجزائر، وتونس، موريتانيا وذلك على خلفية تورط ابن سلمان في جريمة مقتل جمال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول أكتوبر الماضي، إضافة إلى جرائم النظام السعودي في داخل البلاد وحربه على اليمن.
وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بدأ أول جولة خارجية له منذ مقتل الصحفي جمال خاشقجي، تشمل أساسا دولا عربية.
ووصل بن سلمان مساء الخميس الماضي إلى أبو ظبي، حيث كان في استقباله في المطار ولي عهد الإمارة محمد بن زايد ومسؤولون آخرون، ولاحقا أجريت محادثات بين الرجلين اللذين تربطهما علاقة تحالف قوية.
وفي الرياض، قال بيان للديوان الملكي السعودي إن الجولة تقررت بناء على توجيه من الملك سلمان، وإنها تستهدف تعزيز علاقات السعودية إقليميا ودوليا.
ولم يحدد البيان السعودي الدول المشمولة بالجولة، لكن وكالة الأنباء الألمانية سبق أن نقلت عن مصدر دبلوماسي في الرياض أن محمد بن سلمان سيزور الإمارات ومصر والبحرين لإجراء محادثات بشأن تطورات الوضع في اليمن، وسبل مواجهة الإرهاب ومسار عملية التسوية في الشرق الأوسط.
وبالإضافة إلى الدول الثلاث ينتظر أن يزور ولي العهد السعودي تونس غدا الثلاثاء، وفق ما قال مصدر في الرئاسة التونسية كما تقوده الجولة الى الجزائر وموريتانيا.
وصول ولي العهد السعودي الى البحرين
ووصل محمد بن سلمان مساء يوم الأحد إلى البحرين قادما من الإمارات. وكان في استقباله بمطار قاعدة الصخير الجوية، حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين.
وعقد محمد بن سلمان جلسة مباحثات مع حمد بن عيسى آل خليفة الذي رحب بزيارة ولي العهد السعودي، معربا عن سعادته بهذه الزيارة وما تتميز به العلاقات التي تربط بين البلدين والشعبين، كما عبر ابن سلمان عن شكره على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
ومنح ملك البحرين وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الممتازة لولي العهد، تقديرا لجهوده في دعم وتعزيز العلاقات السعودية البحرينية.
وجرى خلال الجلسة استعراض مجالات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات والسبل الكفيلة بتطويرها، بالإضافة إلى بحث تطورات الأوضاع والمستجدات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة تجاهها.
خادم الصهاينة وسافك الدماء غير مرحب به
ورفضت حركتان ثوريتان معارضتان زيارة ولي العهد السعودي للبحرين، وأكدتا بأن الزيارة تأتي في إطار “التطبيع مع الصهاينة”.
وأصدرت حركة الحريات والديمقراطية (حق) وتيار الوفاء الإسلامي بيانا يوم الأحد ٢٥ نوفمبر ٢٠١٨م، ندد بالزيارة، وأكد البيان بأنها “غير مرحب بها شعبيا”.
وأوضح البيان بأن الزيارة تأتي في سياق زيارات إقليمية يقوم بها ابن سلمان لتهيئة الطريق أمام صفقة التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.
وأضاف البيان “إن الجهود الأخيرة للحكم السعودي والكيان الصهيوني تعبّر عن خطّة عاجلة وطارئة لنفض غبار أزماتهما، وتجديد دورهما، وتحقيق أهداف شيطانية”.
مصريون: لا مرحبا بمحمد بن سلمان
بدورهم عبّر سياسيون ومعارضون في مصر عن رفضهم لزيارة مرتقبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى القاهرة.
وعبرت الحركة المدنية الديمقراطية المعارضة -التي تضم تسعة أحزاب وشخصيات سياسية بارزة- عن امتعاضها الشديد من زيارة ولي العهد السعودي للقاهرة.
وقالت الحركة في بيان حمل عنوان “لا أهلا ولا سهلا” إنها لم تنس أن “ولي العهد السعودي هو أحد مهندسي جريمة انتزاع جزيرتي تيران وصنافير المصريتين”.
واعتبرت الحركة زيارة بن سلمان للقاهرة “محاولة لتجميل صورته المشوهة نتيجة جريمة خاشقجي، التي تشير الأدلة إلى أنه أمر شخصيا بتنفيذها”.
في السياق وقع عشرات الصحفيين المصريين بيانا يرفضون فيه زيارة محمد بن سلمان القاهرة.
وقال الصحفيون -في البيان- إنهم يرفضون الزيارة لأسباب إنسانية ومهنية ونقابية ووطنية، إضافة إلى جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، وحرب اليمن وعلاقة السلطات السعودية مع الكيان الصهيوني. وأضافوا أن “مكان محمد بن سلمان هو قفص الاتهام في محكمة دولية”.
وانتقد الصحفيون “صمت نقابة الصحفيين المصريين على زيارة المتهم الأول في جريمة قتل زميل صحفي، ومحاولات التغطية عليها بزيارة مصر”.
جمع تواقيع مليون جزائري ضد زيارة بن سلمان
في الجزائر، قال الجزائري “لخضر بورقعة” إن “هناك توجهاً لجمع تواقيع مليون جزائري ضد زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للبلاد”.
بورقعة قال إن “القبول بزيارة بن سلمان يعني السكوت عن تدنيسه دم نحو مليون ونصف مليون شهيد وكل المغرب العربي”، داعياً الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى عدم استقبال بن سلمان.
من جهته، قال الأمين العام للجنة الوطنية الشعبية الجزائرية لدعم صمود سوريا ومحور المقاومة سعدان محفوظ شعيب إنّ “الموقف الرسمي الجزائري مشرف”، مضيفاً أنّ النظام السعودي تآمر على الجزائر منذ سبعينيات القرن الماضي.
وقال شعيب إنّ موقف الجزائر من الأزمة السورية سنة 2011 أزعج النظام السعودي، لافتاً إلى أنّ محور المقاومة يعيد إلى هذه الأمة الأمل بالعزة والنصر.
كما أكد على أنّ الجزائر دولة مستقلة بقراراتها ولن تؤثر عليها كل المحاولات السعودية.
وفي سياق متصل، أعرب حقوقيون جزائريون عن رفضهم زيارة ابن سلمان لبلادهم، ووصفوها بالتطبيع غير المباشر مع الكيان الصهيوني.
وخلال لقاء احتجاجي دانت أحزاب سياسية وشخصيات حقوقية ما وصفته بسقوط بلدان عربية في وحل التطبيع مع الكيان الصهيوني.
سخط تونسيين ازاء زيارة بن سلمان لبلادهم
وأبدت المحافل الشعبية والاعلامية والحقوقية والاحزاب السياسة في تونس عن سخطهم ازاء زيارة متوقعة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وذلك على خلفية سياساته الاجرامية المتعلقة بالحرب في اليمن، واغتيال الصحفي خاشقجي داخل قنصلية بلاده باسطنبول.
وقد عبّر عدد من أعضاء مجلس نواب الشعب التونسي عن رفضهم زيارة ولي العهد السعودي تونس، واصفين إياها “كوصمة عار لبلدهم”.
وعبرت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين في رسالة مفتوحة إلى الرئيس الباجي قايد السبسي عن رفضها لزيارة بن سلمان، وعدتها “محاولة لتبييض سجله الأسود في قمع الصحفيين وانتهاك حقوق الإنسان عامة”.
كما دعت النقابة عموم الصحفيات والصحفيين إلى مؤتمر صحفي بمشاركة عدة منظمات وجمعيات تونسية للتعبير عن مواقفها من الزيارة المذكورة، وإعلان تحركاتها في هذا الصدد.
وكان النائب في البرلمان التونسي عماد الدايمي قد دعا إلى التحرك ضد الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي. ووضع الدايمي -أثناء كلمة في البرلمان- لافتة كتب عليها “لا أهلا ولا سهلا بالقاتل بن سلمان في تونس”.
هاشتاغ في تونس يرفض زيارة ابن سلمان.. ودعوة للاحتجاج
اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، موجة من الغضب والاحتجاج للنشطاء في تونس، مع اقتراب زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى البلاد.
واعتبر النشطاء في تونس، أن تلك الزيارات هي “جولة تلميعية” لولي العهد، بعد الاتهامات الدولية التي وجهت إليه بإصداره أمرا مباشرا بقتل خاشقجي، وسط مؤشرات عدة على تورطه.
واستنكر النشطاء الزيارة، حيث احتدم الجدل بينهم حول إذا كانت الزيارة جاءت بناء على دعوة من الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي أم لا، متسائلين عن أسباب تلك الزيارة وتفاصيلها.
ودعا معارضو زيارة ولي العهد السعودي إلى وقفة احتجاجية أمام قصر قرطاج، تزامنا مع وصول ابن سلمان إلى تونس.
وتناقل المنددون دعوات للاحتجاج عبر وسم #بن_منشار_يرجع_من_المطار و#لا_أهلا_ولا_سهلا، و#لا_لقاتل_خاشقجي_بتونس الذي لقي تفاعلا واسعا بين النشطاء.
من جانبه، شارك النائب التونسي عماد الدايمي، بالاجتجاج في “فيسبوك” على زيارة ابن سلمان.
وشن هجوما على ولي العهد السعودي، وقال: “إذا تجرأ المجرم محمد بن سلمان ودنس تراب تونس في زيارة طلبها هو بكل وقاحة، ووافق عليها السبسي ومن خلفه الدبلوماسية التونسية بكل ذل ودناءة وطمع، فسيرتكب غلطة عمره”.
بن سلمان سيزور موريتانيا
وقال موقع “زهرة شنقيط” الموريتاني، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، سيزور موريتانيا في زيارة رسمية يحظى فيها باستقبال رسمي من طرف رئيس الجمهورية الموريتانية، محمد ولد عبد العزيز، خلال الأيام الأخيرة من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
وكتبت “زهرة شنقيط”، في تقرير نشرته الثلاثاء، 20 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري: “من المقرر أن يزور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان موريتانيا نهاية الشهر الجاري”.
وزادت “زهرة شنقيط” نقلا عن مصادرها، أن “السفير السعودي في نواكشوط قام خلال الأيام الماضية بتنسيق ترتيبات الزيارة مع السلطات الموريتانية”.
محاولة غير نزيهة لتنظيف أيد مصبوغة بدم الأطفال
وأعلن حزب “الرفاه” رفضه زيارة ولي العهد السعودي المرتقبة إلى نواكشوط، واعتبرها محاولة غير نزيهة لتنظيف أيد مصبوغة بدم الأطفال والنساء العرب.
الحزب أدان بشدة ما وصفه بدور بن سلمان في تغذية الحرب العدوانية على سوريا وفي حرب الإبادة الجماعية في اليمن ودوره المشؤوم في محاولة تصفية القضية الفلسطينية.
وأشار الحزب إلى أنه على الرغم من الاختلاف الفكري مع الصحافي جمال خاشقجي إلا أنه يدين بكل قوة قتله بالطريقة الوحشية المخالفة لكل الأديان والأعراف على حد تعبير بيان الحزب.
كما أكد الحزب أنه يعتبر بن سلمان شخصاً غير مرحب به في موريتانيا.
دعوة لرفع الصوت ضد زيارة ولي العهد السعودي
دعا الرئيس السابق لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية محمد جميل ولد منصور، لرفع الصوت ضد الزيارة المقررة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان لموريتانيا.
وقال في تدوينة عبر حسابه الشخصي على فيسبوك، إن “الشعب التونسي أبان من خلال المحامين والصحفيين والمدونين وبعض الناشطين والسياسيين عن وعي ديمقراطي متميز وحساسية ملحوظة تجاه حقوق الإنسان وخطورة انتهاكها وضرورة البراءة من منتهكيها وذلك حين انتظم في حراك فعال لمنع زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المتهم الرئيسي في اغتيال جمال خاشقجي ووضع بذلك خريطة طريق لكل الدول التي تقرر أن يزورها الرجل”.
وأضاف: “لأننا في موريتانيا حسب المتداول من الأخبار من بين هذه الدول يكون من المناسب أن نرفع الصوت ضد هذه الزيارة وضد صاحبها فرائحة الدم تفوح من كل صفقة أو تفاهم أو دعم تسوغ به هذه الزيارة”.
وتابع: “من نافلة القول أنني من القائلين بضرورة التفريق بين الأفراد و الدول، والعلاقات هي مع الأخيرة مهما حاول البعض اختزال كل شيئ في نفسه”.
دعم بملاين الدولارات
هذا وكشف تقرير للسفارة السعودية بالقاهرة، صدر في 30 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أن موريتانيا استفادت من 1 مليار و219 مليون دولار كدعم خلال السنة الجارية.
وقال التقرير موريتانيا استفادت من 14 مشروعا بمبلغ إجمالي بلغ مليارا و219 مليون دولار، واحتلت بذلك المرتبة الخامسة كأعلى دول مستفيدة من المساعدات المقدمة من السعودية.
هذا الدعم، جاء بعد توقيع موريتانيا والسعودية اتفاقيات دعم مشاريع أخرى في 2017 بلغت القيمة المالية لجميع الاتفاقيات أكثر من 135 مليون دولار أمريكي، لتمويل مشروعات تخص قطاعات الزراعة والطاقة والطرق.
صفقات سلاح
الدعم السعودي لم يتوقف عند دعم بعض المشاريع، بل امتد إلى صفقات السلاح، حيث كشف موقع متخصص في الشؤون العسكرية، عن صفقات سرية تبرمها السعودية من أجل تسليح 6 دول افريقية من بينها موريتانيا.
ونشر موقع “إنتليجنس أون لاين”، الاستخباراتي العسكري المتخصص، في أيلول/سبتمبر 2018، تقريرا تحدث عن مفاوضات سرية تجريها السعودية مع فرنسا من أجل إبرام صفقات تسليح تخص 6 دول أفريقية.
ونقل الموقع الاستخباراتي عن مصادر عسكرية سعودية وفرنسية، أن الصفقات تجري وسط متابعة خاصة من ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لإبرام صفقات أسلحة لمصلحة 6 دول أفريقية على رأسها موريتانيا.
وأوضح الموقع أن ابن سلمان يتابع عن كثب الاتصالات المتواصلة بين “وكالة العقود الدفاعية التابعة لوزارة الدفاع السعودية مع المديرية العامة الفرنسية للتسليح”.
وسجل أن مبلغ صفقات الأسلحة يتوقع أن تصل إلى أكثر من 30 مليون دولار أمريكي، وقالت المصادر إن تلك الصفقات حصلت على تصديق رسمي من وزارة المالية السعودية.