خاشقجي جعل بن سلمان يصل إلى هذه الدولة ويقيم قداس الأقباط بالسعودية !
توالت المواقف الدولية الداعية مجدداً لكشف الحقائق المخفيّة حول اغتيال الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي، وذلك بعد أيام قليلة من إنهاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مشاركته في قمة العشرين والتي خلفت غضباً عارماً في صفوف المنظمات الحقوقية الدولية، الأمر الذي دعا عدداً من قادة الدول إلى تجاهل بن سلمان وتحاشي الحديث معه، فبعد اعتراف الرياض بقتل خاشقجي وتقطيع جثته تواجه السعودية أزمة كبيرة وموجة غضب عالمية ضد المملكة.
قضية قتل خاشقجي حضرت بقوة خلال قمة العشرين
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، إن قضية اغتيال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، كانت حاضرة “بقوة” في لقاءاته الثنائية التي عقدها خلال حضوره قمة مجموعة الدول العشرين الصناعية.
تصريح أردوغان هذا جاء في مؤتمر صحفي، عقده في مطار أسن بوغا، بالعاصمة التركية أنقرة، فور عودته من جولته الأمريكية اللاتينية التي شملت الأرجنتين وباراغواي وفنزويلا.
وأوضح أردوغان أن ملف مقتل خاشقجي تم مناقشته في اجتماع لزعماء قمة مجموعة الدول العشرين الصناعية، وأنه أدلى بتصريحات وافية عن قضية خاشقجي في المؤتمر الصحفي الذي عقده في ختام أعمال قمة مجموعة العشرين، مبيناً أنه زوّد وسائل الإعلام العالمية بآخر التطورات المتعلقة بالقضية.
وأشار إلى أنه عقد لقاءات ثنائية على هامش القمة، مع نظرائه الأمريكي والروسي والأرجنتيني والتشيلي ورؤساء وزراء اليابان وهولندا وبريطانيا.
أفعال السعودية خناجر مسمومة بظهر الأمة الإسلامية
من جانبه قال زعيم حزب الحركة القومية التركي “دولت بهتشلي” إن أفعال نظامي الحكم في السعودية والإمارات تمثل “خناجر مسمومة” بظهر الأمة الإسلامية.
وفي خطابه أمام الكتلة البرلمانية لحزبه اليوم الثلاثاء، قال “إن صحت ادعاءات دعم السعودية والإمارات ماليا لما يسمى قوات حرس حدود شمال وشرقي سوريا، فهذا قد يعني أنّ السعودية، التي لم تستفق بعد من تأثير صدمة خاشقجي“.
وتابع “بهتشلي”: “هذه الدولة التي أصبحت حبيسة للإمبريالية من أين لها الصواب أو الإسلام وهي تنصب المكائد للأمة التركية؟ هذه الأنظمة عديمة الإرادة والقرار إذا كانت السعودية تخشى الله فعليها أولاً أن تدفع حساب جريمة قتل خاشقجي“.
يذكر أن بهتشلي تبنى موقفا قويا ضد السعودية على خلفية جريمة اغتيال خاشقجي ، وكان أول زعيم تركي يصرح باسم ولي العهد السعودي كمسؤول أول عن الجريمة.
مطالبة دولية لولي العهد السعودي بشأن خاشقجي
هذا وكشف مسؤول دولي عن مطالبات تخص مقتل خاشقجي، وجهت إلى ولي العهد السعودي.
وقال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بحث مع بن سلمان “القضايا الإقليمية التي تثير قلقا مشتركا لديهما”، حسب آر تي.
وأضاف فرحان حق أن غوتيريش طالب بن سلمان بإجراء “تحقيق شفاف في ملابسات قضية خاشقجي ومحاسبة المسؤولين عنه“.
وأوضح فرحان حق أن غوتيريش لم يقم بتشكيل فريق دولي للتحقيق بجريمة جمال خاشجقي لأن “الخطوة الأولى لإطلاق تحقيق دولي تتمثل في أن نتسلم طلبا رسميا من إحدى الدول الأعضاء، وهو ما لم يحدث حتى اللحظة“.
وكان النائب العام السعودي، أعلن أن التحقيقات أظهرت وفاة خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول بعد تم حقنه بمخدر ثم تم تجزيء الجثة.
لن نسمح لجريمة خاشقجي أن تمر
وصرح عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن الحزب الديمقراطي بن كاردن بأنه واثق في أن ولي العهد السعودي كان يعلم بجريمة قتل خاشقجي، وقال إنه لا يجوز أن تمر هذه الجريمة دون محاسبة.
وبمقابلة مع قناة “فوكس نيوز” قال بن كاردن إنه “لا يوجد شك لديّ في أن ولي العهد كان يعلم بما كان يحدث في تركيا، وكان ضالعا فيه إلى حد بعيد. لن نسمح لممارسات كهذه أن تمر دون اتخاذ إجراء من أجل سياستنا الخارجية والقيم التي ندافع عنها، فما حدث في تركيا يؤثر على جوهر قيمنا“.
وأضاف “يجب أن يكون للولايات المتحدة موقف قوي إزاء ذلك وأن نطالب بالمحاسبة، وهذا لا يعني ألا نستمر في العلاقات الإستراتيجية مع السعودية“.
ويأتي هذا في ظل احتجاجات من قبل عدد من أعضاء الكونغرس على موقف الإدارة الأميركية التي أشارت في عدة مناسبات أن علاقاتها مع الرياض قد تكون أولى من الخوض بقضية خاشقجي.
من جانب آخر، قال رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأميركي ريتشارد هاس إن إدارة الرئيس دونالد ترامب اختارت ألا تتخذ إجراء بحق الرياض في قضيتي خاشقجي وحرب اليمن رغم “الدور المباشر” لبن سلمان. ومجلس العلاقات الخارجية الأميركي يعرّف نفسه بأنه مؤسسة مستقلة للأبحاث والنشر وناد للشخصيات السياسية والمثقفين والصحفيين.
وصرح هاس -في مقابلة مع قناة “سي أن أن”، من الواضح لأي شخص يريد أن ينظر للأمور على نحو صحيح أن ولي العهد كان له دور مباشر في قتل خاشقجي، والإدارة لم تستغل ذلك من أجل دفع السعودية لتغيير سلوكها باليمن وفي القضايا الأخرى.
وأضاف رئيس مجلس العلاقات الخارجية “لقد كان من ضمن الأمور المخيبة للآمال خلال قمة مجموعة العشرين أن الشخصين الأكثر إثارة للمشاكل -وهما بوتين وما يقوم به في أوكرانيا وعدوانه الجديد عليها، ومحمد بن سلمان وما يقوم به في اليمن وقتل خاشقجي- قد أفلتا بسهولة“.
إذا لم يعاقب بن سلمان فسيواصل الإضرار بمصالح أمريكا
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” إنه إذا لم يعاقب ولي العهد السعودي على جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، فإنه سوف يستمر بالإضرار بمصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها، أن ما عرضته صحيفة “وول ستريت جورنال” عن تبادل بن سلمان 11 رسالة مع أحد كبار مستشاريه ممن أشرف مباشرة على عملية قتل خاشقجي، ما هو إلا دليل جديد يدين ولي العهد بالقضية.
ووأشارت إلى أنه في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس الأمريكي وكبار مساعديه إنكار وجود أي دليل مباشر يربط بين ولي العهد ومقتل خاشقجي وتقطيع أوصاله، فإن التسريب الجديد لوكالة المخابرات الأمريكية يؤكد مدى عملية الخداع التي تمارسها إدارة دونالد ترامب.
وأوضحت “واشنطن بوست” أن من المعروف أن الفريق المكون من 15 عنصراً كان يرأسه ماهر المطرب، المقرب من بن سلمان، وضمّ على الأقل أربعة من العناصر الذين هم جزء من العناصر الأمنية الشخصية لولي العهد.
وتابعت: “اتصل المطرب بسعود القحطاني، أحد كبار مساعدي بن سلمان، وطلب منه أن يبلغ رئيسه بأن خاشقجي مات، ومعروف أن الشخص الذي تبادل معه ولي العهد الرسائل هو القحطاني، أثناء عملية قتل خاشقجي وتقطيع أوصاله“.
وبحسب ما نشرت “وول ستريت جورنال”، فإن تقييم المخابرات الأمريكية يؤكد أنه من المستبعد جداً أن ينفذ هذا الفريق مثل هذه العملية دون تفويض من بن سلمان، فالاستنتاج الأولي هو أن ولي العهد استهدف شخصياً خاشقجي، وأمر بقتله، وأن درجة هذا التقييم من “متوسطة إلى عالية“.
ومن ثم؛ تقول “واشنطن بوست”: “نعم لا يوجد دليل مباشر، لكن أي تقييم معقول يجب أن يستنتج أن ولي العهد مسؤول عن الجريمة، وأن رفض إدارة ترامب الاعتراف بمثل هذا الاستنتاج يعني أن سياستها تقوم على إنكار الواقع“.
وتضيف: “سواء احتفظت الولايات المتحدة بعلاقتها مع السعودية أو لا، فإن نقطة البداية يجب أن تكون بالاعتراف بحقيقة النظام وحاكمه المتهور، لهذا السبب يجب أن يكون هناك تحقيق دولي مستقل في قضية خاشقجي، وينبغي على الكونغرس أن يصر على طلب شهادة جينا هاسبل، مديرة وكالة الاستخبارات المركزية، أمام اللجان المختصة لتحديد أدلة الوكالة والإجابة عنها“.
واعتبرت الصحيفة أن تصويت أعضاء مجلس الشيوخ على مشروع قانون لوقف الدعم الأمريكي للحرب السعودية في اليمن هو خطوة جيدة لكن يجب على المشرعين دعم التشريعات الأكثر شمولاً، ومنها مشروع قانون تقدم به الحزبان، يتطلب من الإدارة فرض عقوبات على أي شخص بالقيادة السعودية على صلة بقتل خاشقجي، وتعليق جميع مبيعات الأسلحة للسعودية.
نعم تبقى السعودية “حليفاً شبه هام”، كما تصفها “واشنطن بوست” في افتتاحيتها، وكما عبر عنها السيناتور بوب كوركر، لكن السعودية وبن سلمان ليسا مترادفين، فولي العهد شخص خارج السيطرة، كما وصفه كوركر، والذي استقبل قاتلاً آخر في قمة العشرين، وهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمنتهى السعادة.
وتختم “واشنطن بوست” افتتاحيتها بالقول: “إذا لم يعاقب بن سلمان فسوف يستمر بالإضرار بالمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، وعلى هذا الأساس فإن على الكونغرس أن يتحرك”.
سعود القحطاني فضح بن سلمان عن غير قصد
واكدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، ان تبادل المعلومات والاتصالات بين بن سلمان، ومستشاره المقرب سعود القحطاني الذي تم عزله كان العامل الرئيسي في تقوية تقييم “سي آي إيه” وأن بن سلمان هو من أمر بالقتل.
وأضافت الصحيفة أن القحطاني الذي كان على قائمة السعوديين الذين استهدفتهم الولايات المتحدة بالعقوبات الشهر الماضي ويشك بتورطهم في مقتل الصحافي خاشقجي تواصل مع ولي العهد 11 مرة، ، مشيرة إلى أن اتصالاته مع بن سلمان ساعدت في تقوية التقييم الذي قدمته “سي آي إيه” ودور ولي العهد بقتل خاشقجي.
وقال بروس ريدل، المحلل السابق في” سي آي إيه” والزميل الباحث في معهد بروكينغز “هذا هو الدليل القاطع أو على الأقل المكالمة الهاتفية القاطعةّ” مضيفا “هناك امر واحد ربما كانا يتحدثان عنه وهذا يعني أن ولي العهد كان يبحث عن جريمة مدبرة”.
بدوره كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” يوم السبت أولا عن وجود هذه المكالمات والتي اطلعت على تقييم سري للمخابرات الأمريكية بشأن مقتل خاشقجي.
وأغضب تسريب الوثيقة مديرة المخابرات جينا هاسبل وزادت من مطالب أعضاء الكونغرس لكي تظهر هاسبل أمامهم في الكابيتال هيل.
وكان القحطاني واحدا من أهم مستشاري الأمير عندما سجلت المخابرات التركية ماهر المطرب، مسؤول الفرقة اتصالات له مع القحطاني ويخبره بأن المهمة قد أنجزت “أخبر رئيسك” أي بن سلمان.
سعودي يقاضي إسرائيل للتجسس على اتصالاته بخاشقجي
وعززت دعوى قضائية قدمت للقضاء في تل أبيب باسم المعارض السعودي عمر عبد العزيز التهم المنسوبة لشركة إسرائيلية بتمكين الرياض من التجسس على المعارضين عبر برامج استخدمت أيضا لاختراق هاتفه الذكي ورصد اتصالاته بخاشقجي.
ووفقا لكتاب الدعوى الذي قدمه المحامي علاء محاجنة باسم موكله عبد العزيز، وهو لاجئ سياسي مقيم في كندا، قدمت أدلة وإثباتات على التعقب والاختراق اعتمادا على تقرير صادر عن مركز سيتيزن لاب الكندي، وهو مركز أبحاث متخصص بقضايا التجسس الإلكتروني.
وثبت في التقرير أن الرياض استعانت بمنظومة التجسس “بيغاسوس”، وهي من ابتكار الشركة الإسرائيلية “أن أس أو”، لاختراق هاتف عبد العزيز ورصد اتصالاته ومراسلاته مع خاشقجي الذي قتل في قنصلية بلاده في إسطنبول قبل شهرين.
تحقيق دولي
وفي حديث للجزيرة، لم يستبعد محاجنة إمكانية الاستعانة بالدعوى في أي تحقيق دولي قد يفتح في قضية خاشقجي، مؤكدا أنه لا يوجد أي نظام دولي يحاسب شركات تكنولوجيا التجسس، وعليه لا يمكن فتح تحقيق دولي خاص ومستقل بشأن نشاط الشركات الإسرائيلية.
وذكر أن السلطات التركية -بحسب ما نشر- بحوزتها الهاتف الذكي لخاشقجي، إذ يمكن فحصه والتأكد من تعرضه للاختراق بمنظومة “بيغاسوس” والجهة التي نفذت الاختراق، حيث ربطته بعبد العزيز علاقة وطيدة وأفكار لمشاريع تهدف لتحريك الرأي العام السعودي ضد ولي العهد .
وأكد محاجنة أن الدعوى تهدف لخلق حالة من الرأي العام الدولي التي من شأنها الضغط عالميا على الحكومة الإسرائيلية التي تمنح تراخيص التشغيل لشركة “أن أس أو” وشركات أخرى تعمل تحت مظلة وزارة الدفاع، وذلك بغية الكف عن بيع منظومات التجسس للدول الدكتاتورية.
وطلب محاجنة من المحكمة استصدار أمر ضد شركة “أن أس أو” لوقف تعاقدها مع السعودية الذي يعود إلى عام 2017 مقابل ملايين الدولارات، وذلك بحسب تحقيق لصحيفة هآرتس الإسرائيلية نشر قبل أسبوعين، علما أنه بموجب القانون الإسرائيلي يعتبر بيع هذه التقنيات مشروطا بمصادقة الحكومة.
وأكد المحامي أن الشركة الإسرائيلية لم تنكر التعاقد مع الرياض، بل قالت إن التكنولوجيا التي تبيعها تستخدم في مكافحة “الإرهاب” والإجرام.
وأرفق مع كتاب الدعوى أدلة ومراسلات تثبت استعمال تقنية “بيغاسوس” ضد عبد العزيز، وهو ما أكده مركز سيتيزن لاب الذي فحص هاتف عبد العزيز، كما تمت الاستعانة بتكنولوجيا شركة التجسس الإسرائيلية للتنصت على مكالمات عبر تطبيق واتساب بين عبد العزيز وخاشقجي.
بركات روح خاشقجي جعلت السعودية تصل إلى هذه الدولة!
مازالت بركات روح خاشقجي تنتشر في جميع أنحاء العالم، في محاولة من بن سلمان في كسب ود دول وشعوب لم تعرف عنها السعودية من قبل، وحتى داخل السعودية نفسها زار الملك وولي عهده مناطق لم يدخلوها من قبل.
حيث يصل ولي العهد السعوي ، يوم الأحد، 2 ديمسبر/كانون الأول، إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط، في مستهل زيارة هي الأولى له لموريتانيا منذ توليه ولاية العهد في المملكة، والثانية لمسؤول سعودي بهذا الحجم منذ سبعينيات القرن الماضي.
حيث لم يزر هذا البلد أي ملك أو ولي عهد منذ السبعينات، واكبر شخصية زارت موريتانيا كان السفير السعودي فيها.
وتعد زيارة بن سلمان لنواكشوط الأولى لمسوؤل سعودي بهذا الحجم، منذ الزيارة التي قام بها لموريتانيا الملك السعودي الراحل فيصل بن عبدالعزيز عام 1972، أي بعد استقلال البلاد بـ12 سنة، والتي عدت حينها فاتحة عهد مميز من العلاقات الموريتانية السعودية.
وسيكون الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في طليعة مستقبلي ولي العهد السعودي، الذي سيحظى باستقبال رسمي في مطار نواكشوط الدولي “أم تونسي”، قبل أن ينتقل إلى مقر إقامته بالقصر الرئاسي، وذلك وفقا لموقع “المواطن” السعودي.
مقتل خاشقجي وصمة عار أبدية على من سرقوا الوطن
وقال “عبدالله العودة” نجل الداعية السعودي المعتقل “سلمان العودة” إن مقتل خاشقجي وصمة عار أبدية على من سرقوا الوطن.
وأوضح العودة في تغريدة له على “تويتر”: “مرّ شهران على مقتل جمال خاشقجي رحمه الله، وكرة الثلج التي بدأت بمقتله ستَكبُر كلما دحرجها القتلة والمستبدون“.
وأضاف: “وستكون وصمة عار أبدية على من سرقوا الوطن باسمه، دم جمال النبيل سيخترق أحلامهم، ويدمر رواياتهم الزائفة، والوطن سيبقى للشعب الحر برغم الحفنة المستبدة الفاسدة“.
تعرف على وحدة الكلاب التي بحثت عن خاشقجي
استخدمت الشرطة التركية في كافة مناطق البحث عن جثة خاشقجي كلابا بوليسية مدربة وكثيرا ما أشارت لها وسائل الإعلام في تركيا بوحدة “ميلو” المتخصصة بالكشف عن الجرائم والمخدرات والمتفجرات.
وتعد الكلاب البوليسية إحدى الأدوات الرئيسية التي يستخدمها المحققون الجنائيون في الكشف عن الأدلة في مسارح الجرائم والبحث عن متعلقات الجرائم كالجثث وأجزاء منها أو ما يتعلق بصاحبها وبدا ذلك بشكل واضح خلال التحقيقات بقتل خاشقجي.
وكشفت صحيفة “تقويم” التركية أن وحدة “ميلو” التي تولت كلابها البحث عن جثة خاشقجي تضم 5 كلاب فقط على مستوى الجمهورية التركية في 5 ولايات هي إسطنبول والعاصمة أنقرة وأنطاليا إوزمير وأرضروم.
وقامت وحدة “ميلو” بتفتيش مقر القنصلية السعودية بإسطنبول وبيت القنصل بالإضافة لموقف السيارات الذي عثر فيه على إحدى سيارات القنصلية والفيلتين التابعتين لسعوديين بمنطقة يلوا جنوب إسطنبول وساعدت من خلال حاسة الشم على الوصول لأدلة مواد معينة استخدمت في الجريمة بحسب الصحيفة.
خاشقجي وراء قداس الأقباط في السعودية
يبرز اسم خاشقجي في المقام الأول، عند تفسير خطوة السعودية في اقامة لأول قداس للمسيحيين في المملكة، وأسباب التعجيل بها، وسط خطط عن بناء أول كنيسة قريبا، وهو ما أقر به المتحدث الإعلامي باسم منظمة اتحاد أقباط المهجر، “مدحت قلادة”، مؤكدا أن تنظيم القداس القبطي “بلا شك محاولة لتبييض وجه النظام السعودي خاصة بعد حادث مقتل خاشقجي“.
ولم يكتف “قلادة” بذلك، بل انتقد في تصريح صحفي ما اعتبره تمييزا دينيا ضد الأقباط المتواجدين بالسعودية، قائلا إنه “لا يمكن لمسيحي أن يدخل إلى بعض المناطق مثل مدينتي مكة والمدينة“.
نفس الاتجاه ذهب إليه حساب “العهد الجديد”، على “تويتر”، مؤكدا أن ” التخطيط لهكذا زيارة كانت ضمن الأجندة المطروحة أثناء زيارته إلى مصر في مارس/آذار الماضي، لكن توقيتها جاء ضمن حملة الاسترضاء الغربي التي يقودها بن سلمان عقب تورطه في اغتيال خاشقجي“.
خطوة القداس تعزز كذلك من توجهات بن سلمان في إظهار نفسه كوجه إصلاحي، يرغب في الانفتاح نحو الآخر، ويؤمن بحوار الأديان والثقافات، وهي الصورة التي تستهوي الغرب، وتحاول الرياض تسويقها كواجهة للملك المقبل.
في السياق ذاته، اعتبر الباحث الحقوقي “إسحق إبراهيم الخطوة، بأنها محاولة من النظام السعودي لإعادة تسويق نفسه من خلال بعض الإصلاحات التي يقول إنها في سبيل الانتفاح على الثقافات الأخرى.
بن سلمان من خلال شراء لوحة “مخلص العالم” -التي تشير إلى المسيح عليه السلام- بقيمة 450 مليون دولار، إلى لقاء وفد الإنجيليين الأمريكيين، إلى زيارة بابا الأقباط الأرثوذكس في مصر، وليس أخيرا السماح بإقامة أول قداس في المملكة، يريد إيصال رسالة للخارج وليس للداخل، أنه الملك القادر مستقبلا على فتح أبواب التطبيع على مصراعيه، وفتح بلاد الحرمين أمام أصحاب الديانات الأخرى.
وفي مقابل التغاضي عن دماء خاشقجي، الذي قتل في قنصلية المملكة بإسطنبول، أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فإن ولي العهد السعودي يبرق رسالة صاخبة عبر القداس، مفادها أن التنازلات ممكنة إلى حد كبير، وأنه لا سقف أمام ما يراه انفتاحا مقابل ضمان العرش.